هناك واجب على تنمية هوية من التعاون والمصالح المشتركة لسكان الجليل
دوفي افيغور:
يهدف المشروع الى تنمية مبادرات بين المشاركين على صعيد الشخصي والمؤسساتي
هذا المشروع هو مشروع ريادي في التعاون الاقليمي في الجليل وبمشاركة ودعم صندوق فريديخ ابريت الالماني
يوسف شاهين:
لا يجوز لنا أن نتحدث مع أنفسنا فقط بل نريد من يسمعنا ويصدح بذلك للخارج
لا نمانع العلاقات العربية اليهودية بل نشجعها على أسس التفاهم وإعطاء كل ذي حق حقه وأن يتفهم كل منا الآخر على قاعدة تحقيق المساواة
شاركت مجموعة من ممثلي المؤسسات الإجتماعية وسلطات محلية ومؤسسات عامة والبلديات من سخنين ومنطقة كرميئيل والجليل بتنظيم من فرع معهد غفعات حبيبة في سخنين وبدعم من صندوق فردريخ ابرت الألماني، في يومين دراسيين في البلدة القديمة في عكا ضمن مشروع التعاون الاقليمي في المجالات المشتركة والعمل على تعزيز ثقافة المبادرة والإنتقال من حالات الخمول والصراع الى حالات التعاون.
إستمع المشاركون في اليوم الدراسي الى محاضرات ومداخلات حول العلاقة بين المواطنين العرب واليهود في مدينة عكا خلال العقود الماضية وماهية العلاقة اليوم، اسباب النجاح ونقاط الضعف. حيث عقد اليومين الدراسيين في قاعة المحاضرات في بيت الضيافة "الفرسان" في البلدة القديمة في عكا. ومن بين الشخصيات التي قدمت محاضرات في اليومين الدراسيين، الاعلامي زهير بهلول إبن عكا والذي له الرؤيا الخاصة لكل ما يعانيه المواطنون العرب بالمدينة خلال الستين عاماً الماضية، ومحمد فحيلي مدير المركز العربي اليهودي في فولفسون بالمدينة، والدكتور غزال ابو ريا مدير فرع غفعات حبيبة والمحاضر رافع أبو ريا، وفي اللقاء تم تداول الاحداث التي مرت بها المدينة، وخاصة احداث عيد الغفران والعلاقة بين المواطنين العرب والبلدية.
لا بد الا ونعيش سوية
وأشار الدكتور غزال ابو ريا مدير فرع سخنين في المعهد اليهودي العربي غفعات حبيبة الى: " مجموعة المشاركين ترى أهمية لمبادرات بين المشاركين، العرب واليهود، وبين العرب انفسهم، من خلال التأكيد على أن هناك واجب على تنمية هوية التعاون والمصالح المشتركة لسكان الجليل، فالجليل يسكنه عرب ويهود، العرب يشكلون 50% من سكان الجليل ومن العرب عامة، وإستراتيجية المصالح المشتركة تعزز الحياة المشتركة، وهذا منوط بالتخطيط سوية وعدم اقصاء طرف للآخر، ففي النهاية لا بد الا ونعيش سوية.
إستراتيجية التعاون الإقليمي
دوفي افيغور، احد المشرفين على المشروع ويسكن في منطقة مسجاف قال:"إن هذا المشروع هو مشروع ريادي في التعاون الاقليمي في الجليل وبمشاركة ودعم صندوق فريديخ ابريت الالماني، حيث يشارك في المشروع 24 قيادياً من السلطات المحلية العربية واليهودية والجمعيات من منطقة البطوف، الشاغور، كرميئيل ومسجاف. وقد تلقى أفراد المجموعة أسسا تعليمية ودراسات في بناء رؤيا واستراتيجية للتعاون الاقليمي الفعال، كذلك جولات تعليمية وورشات في موضوع بناء مشاريع ومبادرات، كما ويهدف المشروع الى تنمية مبادرات بين المشاركين على صعيد الشخصي والمؤسساتي".
العلاقات العربية اليهودية يوسف شاهين من سخنين واحد المشاركين باليوم الدراسي قال:" نحن اليوم بأمس الحاجة أن نتحدث مع كل صوت واقعي ليسمع رأينا في كل ما تتعرض له الجماهير العربية من معاناة دائمة في قضايا عديدة وخاصة الملحة منها وأهمها قضية المساواة، ولا يجوز لنا أن نتحدث مع أنفسنا فقط بل نريد من يسمعنا ويصدح بذلك للخارج، وأننا لا نمانع العلاقات العربية اليهودية بل نشجعها على أسس التفاهم وإعطاء كل ذي حق حقه وأن يتفهم كل منا الآخر على قاعدة تحقيق المساواة أولاً وهناك الكثيرين الذين لا يعولون على قضية العلاقات العربية اليهودية ونحن نسأل "ما البديل عن ذلك؟؟ وإذا اردنا أن نستمر بالتحدث مع انفسنا فإن الوضع سيراوح مكانه ولن نتقدم للأمام ولذلك فإن هناك أهمية لمخاطبة الرأي العام اليهودي في الدولة وطرح قضايانا بأسلوب حضاري ".
تعزيز لغة الحوار جاد خلايلة مدير قسم الصحة في بلدية سخنين والمشارك في المشروع نوه الى أهمية التعاون الاقليمي في المجالات المشتركة والعمل على تعزيز ثقافة المبادرة والإنتقال من حالات الخمول والصراع الى حالات التعاون. في حين أكدت جمالات قادري من مجلس نحف المحلي، الى ان : الدورة تمّكن المشاركين من اكتساب آليات واستراتيجيات في التعاون الاقليمي. مشيرة الى انه يجب ان يكون هنالك التزام ومسؤولية نحو المنطقة التي نعيش بها، ولذلك فمن المهم زيارة المواقع التي يمكن ان نلمس حقيقة العلاقة بين العرب واليهود في الجليل، من اجل التعرف على النقاط الايجابية فنعززها والسلبية لنعمل على تحجيمها وتعزيز لغة الحوار."
تغيير الواقع بين الشعبين
دوف كيلور المشارك من كرميئيل، رجل تربية أكد أنه: " يجب تغيير الواقع بين الشعبين، وهذا يتطلب عمل دؤوب ومثابر، وانه قد اقترح مشروعاً فيه تمكين لسكان رمية بجانب كرميئيل التي تعيش واقعاً صعب للغاية، والمشروع يهدف الى طرح قصة بلدة رمية أمام الاعلام واصحاب القرارات في بلدية كرميئيل والحكومة ولا يعقل أن واقعها كأنه في العالم الثالث، مقابل العالم الاول في كرميئيل.
هذا وقامت المجموعة بعدد من الجولات في مواقع أثرية ولقاءات مع مسؤولين ومواطنين وأصحاب مهن وحرف من المدينة من خلال ارشاد ومرافقة المرشد عبد حماد ورافع ابو ريا والتقوا بأم مازن صاحبة مطعم البيزاني على الشاطئ الجنوبي من عكا والتي تحدثت عن:" المطعم تحول الى نقطة التقاء بين الثقافات والأديان، ويستقطب العائلات العربية واليهودية على حد سواء، وأن الجميع يعيش أجواءا من التفاهم والإحترام، وتعتقد بأن في الطعام يمكن أن يكون تفاهم، وكانت الوجبة التي قدمتها لمشتركي الدورة خير مثال على أن تكون مشاركات ايضاً في مجالات اخرى حقيقية، تقرب وجهات النظر بين الطرفين".