يوسف الزيادين:
الطائرات تقوم برش مواد على القرية بشكل متواصل دون تحذير السكان مما يؤدي الى نفوق المواشي بشكل سريع
هناك العديد من المصانع في القرية التهمت آلاف الدونمات وهناك حالات موت مفاجئ في القرية بالإضافة الى إصابة المواطنين بضيق تنفس وأمراض جلدية وتشوهات خلقية
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صدر عن مركز معلومات وادي حلوة جاء فيه ما يلي: "كشف مركز معلومات وداي حلوة - سلوان عن وجود برك لإنتاج السموم "المبيدات والصناعات الكيماوية" في قرية وادي النعام الواقعة جنوبي مدينة بئر السبع. وفوجئ طاقم مركز المعلومات خلال زيارته للقرية بوجود سلسلة من البرك لصناعة السموم المختلفة تقع على بُعد 2-3 كيلو من تجمع أهالي قرية وادي النعام، مُحاطة بأسلاك شائكة ويوجد عليها حراسة إسرائيلية مشددة ويمنع الاقتراب منها نهائياً، ويوجد على الأسلاك يافطة مكتوب عليها باللغة العربية "خطر غرق لا تقرب" أما باللغة العبرية "خطر الاقتراب..تسمم أو غرق"".
وأضاف البيان: "وأوضح طاقم مركز معلومات وادي حلوة أنه لا يمكن للشخص الوقوف لفترة طويلة بالقرب من البرك -في حال استطاع الوصول-، بسبب انبعاث الروائح الكريهة منها، اضافة الى الشعور بضيق في التنفس واحمرار وحروق شديدة في الجلد. وأوضح طاقم المركز في جولته بالقرية برفقة شيخ القبيلة يوسف الزيادين أن "برك انتاج الصناعات الكيماوية" التهمت مئات الدونمات من أراضي أهالي القرية، وأقيمت قبل حوالي 25 عاما، وهي على شكل سلسلسة برك، وأخرى بشكل بحيرات بعيدة عن بعضها البعض، منوها أنه يجري بين الفترة والأخرى تجفيف البرك الصناعية، حيث أن الصخور والحجارة الكبيرة تتحول الى فتات كالملح، مشيرا الى أنه لم يتم إخبار الأهالي بالأمر أو لماذا تستخدم هذه البرك، حتى أن اليافطة باللغة العربية غير واضحة".
الكارثة البيئية
وتابع البيان: "لا تتوقف الكارثة البيئية لأهالي قرية وادي النعام عند هذا الحد، بل أنها تمتد لتجعل الأهالي ومواشيهم ونباتاتهم "مختبرا للتجارب" فبعد انتاج السموم بالبرك تقوم طائرات برشها عليهم للتأكد من جودة الإنتاج، إضافة الى رشها على باقي قرى النقب غير المعترف بها، وأوضح شيخ القبيلة أن "الطائرات تقوم برش مواد على القرية بشكل متواصل دون تحذير السكان، مما يؤدي الى نفوق المواشي بشكل سريع"، وحسب خبرتهم بتربية الحيوانات فإنها تكون مسمومة، كما أنه واضح للعيان عدم نمو النباتات والأشجار الصحراوية بتاتا في المنطقة".
حالات موت وتشوهات خلقية
وأردف البيان: "وأوضح الشيخ الزيادين أن "هناك العديد من المصانع في القرية التهمت آلاف الدونمات". كما ونوه شيخ القرية لطاقم المركز أن "هناك حالات موت مفاجئ في القرية، بالإضافة الى إصابة المواطنين بضيق تنفس وأمراض جلدية، وتشوهات خلقية". وفي مشهد آخر لإضطهاد حقوق أهالي القرية وجود أكبر محطة لتوليد الكهرباء في منطقة وادي النعام، على بعد 100 متر فقط من المنازل السكنية، في حين لا تزود مساكنهم بالكهرباء لأنها قرية غير معترف بها إسرائيلياً، حيث يقوم الأهالي بتوفير الكهرباء بمولدات الطاقة الشمسية وهي متوفرة فقط في ساعات المساء، كذلك يقومون بشراء المياه بشكل دوري".
امتداد التوسع الصناعي
ولخص البيان: "ويعيش في قرية وادي النعام 24 ألف نسمة، منازلهم مهددة بالهدم وقد تعرض العديد منها للهدم بحجة الخطر على حياتهم. ودعا مركز معلومات وادي حلوة المؤسسات الحقوقية التدخل السريع لحماية أهالي قرية وادي النعام الذين يعانون من ظلم اجتماعي وسياسي وثقافي وضغط نفسي كبير، وتحمل مسؤولياتها تجاه الكارثة البيئية في المنطقة بزيارتها وتوثيق الاعتداء عليها وصولا الى حل جذري للمشكلة". وقال المركز في بيان له: "من الأولى على السلطات الإسرائيلية أن تنقل المصانع والبرك لمناطق أخرى بدل المطالبة بترحيلهم، فلهم الحق بالبقاء في منازلهم وعلى أراضيهم لأنهم مقيمون منذ قبل الاحتلال". وأشار المركز الى أن "بدو بئر السبع ليسوا "بدواً رُحل بحثاً عن المأكل والمشرب لمواشيهم"، بل هم بدو وأصحاب أرض، كانوا يتنقلون من منطقة لأخرى ويعودون الى منازلهم. وطالب المركز بإيقاف امتداد التوسع الصناعي في منطقة وادي النعام بالتوازي مع إبطال قرارات الهدم". الى هنا نص البيان كما وصلنا.