خالد القريناوي في مقاله:
الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع وهم بمثابة العمود الفقري وركيزة المجتمعات وهم أساس البناء والتنمية الحضارية
الشباب هم الذين يساهمون في تحديد وتشكيل ملامح كل مجتمع وسياسته ومستقبله بآفاقهم ورؤيتهم المستقبلية
شاب حسن وصالح يحمل سلاح العلم والمعرفة والإيمان يساوي عائلة بأكملها فليست القوة بالكثرة إنما القوة بالعلم والإيمان
للشباب دور كبير في القول والعمل معا في هذا الزمان وهذا يكون ويتحقق فقط عندما يكون الشباب مُعدّا بشكل سليم وواع ومسلح بالعلم والمعرفة
هناك شباب ليس لهم أي رأي إيجابي ولا هدف حضاري ولا يعرفون للقيم وللمروءة أي معنى جلّ اهتمامهم صناعة العنف وضياع النفس وضياع الأهل والعائلة والمجتمع بأسره
وظيفة الوجهاء والشيوخ جبّارة وصعبة جدا فأنتم خيرة المجتمعات وأنتم أهل الصلاح والإصلاح وما أعظم الجهود التي تبذلونها في سبيل هذا العمل العظيم وأسأل الله أن يثيبكم أجرا عظيما
الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع، وهم بمثابة العمود الفقري وركيزة المجتمعات وهم أساس البناء والتنمية الحضارية، وهم الذين يساهمون في تحديد وتشكيل ملامح كل مجتمع وسياسته ومستقبله بآفاقهم ورؤيتهم المستقبلية وانظروا إلى ما فعله الشباب في الربيع العربي حيث جلبوا لأنفسهم ولأجيال قادمة الحرية الشاملة وذلك بفضل رؤيتهم وسواعدهم وتضحيتهم وإصرارهم المتواصل رغم الثمن البهيظ... كما أنه لا قوة لمجتمع دون شبابه ولا يتم بناؤه إلا بسواعدهم فبهم تأتي العزّة والنصر هذا هو رصيد المجتمعات والأمم فلا قيمة لمجتمع أو أمة كان شبابها دون قيم ووعي ورأي . وللشباب دور كبير في القول والعمل معا في هذا الزمان وهذا يكون ويتحقق فقط عندما يكون الشباب مُعدّا بشكل سليم وواع ومسلح بالعلم والمعرفة فانه سوف يصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وأكثر استعداد لخوض المستقبل وحل الأزمات والخلافات...ونحن بفضل الله تعالى نجد اليوم أغلب الشباب في توجه سليم فإلى العلم والمعرفة.
مجاراة قوانين الغابة
بينما في المقابل هناك شباب ليس لهم أي رأي إيجابي ولا هدف حضاري ولا يعرفون للقيم وللمروءة أي معنى، جلّ اهتمامهم صناعة العنف وضياع النفس وضياع الأهل والعائلة والمجتمع بأسره، والمجتمع مليء أيضا بهم وهذا مرض ينتشر يوما فيوما، هذه الثّلة من الشباب التي نصبت لنفسها هدف الانجرار والانزلاق في المشاكل، تجدها تتنمر في كل مكان وزمان دون مراقبة الأهل ودون خوف، حتى يلتقي بشاب مثله متنمر هو الآخر فلا يتفقان في حديث ولا رأي، فبعد صحبة ساعة تجدهم يختلفان وتعلوا أصواتهم ولا أحد يسمعهم أتعلمون لماذا ؟لأن مكانهم معروف لهم فقط، إنها الشوارع البعيدة عن البيوت ليأخذوا حريتهم في مجاراة قوانين الغابة ليتسنى لهم أخذ حريتهم بتصرفاتهم العنيفة والبشعة، هم أنفسهم تجدهم أهل المشاكل في المدارس وفي الحارات والأسواق والبيوت وعند أهاليهم، فيستمرون ويستمرون حتى تقع المصيبة فيتشاجران أو يتعاركان لأتفه الأسباب حتى ترتفع الأصوات أعلى فأعلى فينزلق الأهل وهم على شاكلتين منهم: الطيب والمسامح، فيحل المشكلة بأقصى سرعة ولا يسمح لهؤلاء الفسقة الذين جعلوا هدفهم إيقاع الناس في مشاكل ونقل الحديث من طرف لآخر من أجل تكبير وتضخيم المشكلة، ومنهم: من ينجر مع ابنه والمشكلة فيكبّرها بكلمات التهديد والوعيد حتى تجرّ العائلة جلّها فيضيّع هذا الشاب العائلة بأكملها إلا من رحم ربي، فتهاجم العائلة برمتها على الأخرى على بيوتهم ولا يعرفون لها حرمة ولا للبداوة مروءة، وهنا أودّ أن أطرح عليهم أسئلة لا أنتظر ردّهم وإنما اتركها لهم: أين الشجاعة في مهاجمة بيوت الآخرين؟ أين المروءة في مهاجمة النساء؟ أين الأصالة والبداوة التي نتحدث عنها أمام الأجانب؟ أم أين التقاليد والعادات التي نفتخر بها أمام غيرنا؟ هل مهاجمة البريء الذي لا يعرف عن المشكلة أي شيء هي قوّة وشجاعة ؟ لا وألف لا بل إنها الرذالة والضعف وعدم السيطرة على النفس والتهوّر وقت الغضب ! لا بل إنها إنكار الجميل والعشرة والجيرة التي عاشوها بضع سنين مع بعضهم البعض ! تجدهم قبل وقوع المصيبة أعز الجيران والأحباب...
مودة وعنف
عجبا أمرنا ننسى ماضينا وننسى الحياة التي عايشناها مع بعضنا البعض سنين عدة ونلقى أخواننا وجيراننا بعدها بالجفا بعد المودة والعنف بعد اللين والمسامحة والغضب بعد الإحسان والسلاح بعد السلام ... أهذا هدفنا ؟ أهذا حلمنا ؟ أم هذا ديننا وعاداتنا السامية ؟ هل يا تُرى لو وجد ولاقى هذا الشاب عقابا لوحده حين أشعل نيران المشكلة ولم يجد أحدا يقف لجانبه ووجد عائلته تردعه وتزجره هل كانت لتضيع عائلة بأكملها من جراء فعل هذا الشاب ؟ ثم لماذا تدفع العائلة بأكملها ثمن غلطة شاب ضائع لا شيء لديه ليخسره ولا حلم عنده ليحققه ؟ لماذا نتحكم بقوانين الجاهلية فنجعل عائلة كاملة ترحل إذا قام أحد أفرادها بعمل إجرامي؟ أليس كل إنسان يحمل وزره أمام الله ؟ ثم بالمقابل لماذا نقف معه ونظهر له تأييدا فيقوى ويستمر ويأخذ القوة والتعزيز ليعيد الكرة مرة أخرى؟
مجتمعاتنا في خطر
حقا إن القضية في غاية الخطورة ، وأن مجتمعاتنا في خطر ما زالت قوانين الغابة تتحكم بنا! كان الرجل في سابق الزمان يفخر بكثرة الأولاد لهدف واحد وهو الكثرة وإعطاء الهيبة عن نفسه وعشيرته وكان يطلقون على كثرة الأولاد باسم " العزوة" أنا لا اعرف عن أي عزوة يتكلمون ؟ وعن أي هيبة تتحدثون؟ وشاب يضيّع هذه العزوة ويشردها بأكملها بفعلٍ إجرامي خلال دقائق ! ثم هل تنفع العزوة في قوانيننا وعاداتنا إذا وقع من أحد أفرادها عمل إجرامي ؟ ألم تُجبر جميع العائلة بأن تتخلى وتهرب عن ديارها حفظا على سلامتها ، والكل يبحث عن ملجأ يأويه ويحميه ؟
القوة بالعلم والإيمان
أقول شاب حسن وصالح يحمل سلاح العلم والمعرفة والإيمان يساوي عائلة بأكملها فليست القوة بالكثرة إنما القوة بالعلم والإيمان فما أكثر المسلمين وما أقل هيبتهم أمام غيرهم وللأسف! أما أنتم أيها الوجهاء والشيوخ فإني أعلم أنّ وظيفتكم جبّارة وصعبة جدا فأنتم خيرة المجتمعات وأنتم أهل الصلاح والإصلاح وما أعظم الجهود التي تبذلونها في سبيل هذا العمل العظيم وأسأل الله أن يثيبكم أجرا عظيما ، لكن أودّ أن ألفت انتباهكم أنه أحيانا تكون المشكلة في بداية طريقها فبدل أن تتدخلوا وتحلونها عن بكرة أبيها وتصلحون الطرفين وتضعون الحدود لمثل هؤلاء الشباب حتى لا يعودوا إلى العنف ، تتجاهلونها لعدم عظمها ظنّا منكم أنّ المشكلة قد حُلت أو لا حجم لها ، فإذا وقعت الكارثة تركتم ما بأيديكم ولطمتم وجوهكم وتضيعون أياما بلياليها من أجل حل المشكلة.
والمسؤولية كبيرة وهي مسؤولية الجميع فالكل عليه أن يعمل جاهدا إلى محاربة هؤلاء الشباب الذين يبيدون ويهدمون المجتمعات ويجلبون الخوف والرعب في مجتمعاتهم ويُضيعون أهلهم وعائلاتهم ويقلقون المجتمع بأكمله.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net