صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية:
الشهادة المثلى على وجود تغيير في الساحة اللبنانية هو إعادة تحوّل زعيم الطائفة الدرزية في لبنان النائب وليد جنبلاط الذي يعدّ "دوارة هواء سياسية قامت بعدة أشواط ذهاباً وإياباً
سلسلة الضغوط الداخلية التي تواجه حزب الله بدأت بالفعل تتفاعل في لبنان ومن بينها "مطالبة جانب من السياسيين والإعلاميين بنزع سلاح الحزب الأمر الذي كان ممتنعاً في السابق خوفاً من بطش سوريا
قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية إن التقدير السائد في تل أبيب، من أن حزب الله سيرد على إسرائيل في حال مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لا يلغي إمكان أن تندلع المواجهة بين الجانبين، لأسباب لا تتعلق بإيران، مشيرة إلى أن عدم الاستقرار الأمني في لبنان، والعنف المتفشي في هذا البلد على خلفية الأزمة في سوريا، و"الانهيار المتواصل للنظام السوري"، قد تكون محفزات للمواجهة، "وخاصة أن أغلب التنظيمات والطوائف اللبنانية تستعد وتقتني السلاح قبيل بدء حرب أهلية جديدة"، مشيرة إلى أن "الأحداث في شمال لبنان، حتى الآن، حصدت ما يقرب من 12 قتيلاً، في حرب طائفية شهدتها مدينة طرابلس، على خلفية الأزمة في سوريا".
صورة توضيحية
ولفتت الصحيفة إلى ان سلسلة الضغوط الداخلية التي تواجه حزب الله بدأت بالفعل تتفاعل في لبنان، ومن بينها "مطالبة جانب من السياسيين والإعلاميين بنزع سلاح الحزب، الأمر الذي كان ممتنعاً في السابق، خوفاً من بطش سوريا"، وأكدت أن المشهد السياسي والأمني في لبنان يشير إلى نوع من "إباحة دم حزب الله".
دوارة هواء سياسية
وبحسب "هآرتس"، فإن الشهادة المثلى على وجود تغيير في الساحة اللبنانية، هو إعادة تحوّل زعيم الطائفة الدرزية في لبنان، النائب وليد جنبلاط، الذي يعدّ "دوارة هواء سياسية، قامت بعدة أشواط ذهاباً وإياباً، بين معسكر داعمي سوريا ومعارضيها"، مشيرة إلى أنه "قبل عشرة أشهر من الانتخابات النيابية اللبنانية، عاد جنبلاط من جديد وتخلى عن الأسد". ورأت الصحيفة أن المواجهة العسكرية مع حزب الله قد تندلع، إلى جانب المواجهة النووية مع إيران، إذا قررت سوريا تزويده بسلاح كيميائي، أو "بسبب استفزاز يبادر إليه (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، على خلفية الأزمة الداخلية في لبنان"، مشيرة إلى أن "حزب الله كشف أخيراً عن قدرات عملياتية ضد سياح إسرائيليين في مدينة بورغاس (البلغارية)، كذلك فإنه قبل أشهر، ضبطت متفجرات ذات قدرة تفجيرية عالية، قام الحزب بتهريبها إلى اسرائيل، عبر الحدود".
مناورة واسعة
وكانت "هآرتس" قد كشفت، أن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي، نفذت مناورة واسعة في مدينة حيفا، في محاكاة لسقوط صاروخ كيميائي، يطلقه حزب الله على المدينة، إلا أن "نتيجة المناورة لم تكن مطمئنة". وبحسب رئيس بلدية حيفا، يونيه يهاف، "تتدرب البلدية على إخلاء جماعي للسكان، إلا أننا في الواقع لم نعتد ذلك"، وكشف انه "تقرر أخيراً نقل المستودعات الكيميائية من خليج حيفا، لكن موعد النقل سيتأخر حتى عام 2015، وآمل أن يؤخر حسن نصر الله إطلاق صواريخه، إلى ما بعد هذا التاريخ".