الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 09:02

من مفكرة نادر أبو تامر: موقف معاق

كل العرب
نُشر: 08/08/12 08:07,  حُتلن: 07:52

ضايقني إلى حد الغصّة في الحلق حين رأيت ابنة تحاول ركوب السيارة مع إخوانها الذين كانوا يستعدون للسفر وقضاء أمسيتهم خارج البلد وهم يصدّونها؛ أحزنني إلى حد الاختناق أن قال أحدُهُم: "كيف نأخذ معنا بنتًا معاقة إلى سهرة خارج البيت؟"
وقمت بنشر هذه العبارة على جداري المفسبك فانهالت التعقيبات فقالوا: "للأسف الشديد هذا فعلا ما يحدث عند الكثير من العائلات"؛ " يعني فكرهم راح يتهنوا بالسهرة بلاها؟"؛ "أصلا من المواقف المتكررة في الآونة الأخيرة اكتشفت انو مجتمعنا كثير معاق"؛ "ليس هناك شخص معاق بل مجتمع يعيق للأسف"؛ وأكد أحدهم: "بالفعل موقف معاق" وقال آخر: "البيئة المعيقة هي من تزرع في قلوبهم قبل أجسادهم الإعاقة .... وكأن تحت الإعاقة لا ينبض قلب إنسان... فكرهم معاق".
فيما ذهبت أخت أخرى إلى : "ليس الموقف ولا الأولاد، بل الوالدان هما المعاقان ليس غيرهما"؛ وقال آخر: "للأسف، هذه الجملة هي استمرار لما تعانيه الابنة في البيت! أين الوالدان؟هل إذا كان المعاق ابنًا يمكن ان يمنعوه أيضا من مرافقتهم؟ بماذا ستشعر البنت في هذه الحالة؟ نحن بعقولنا وقلوبنا المتجمدة ندوس على الضعيف ونفسيا! كيف ستنمو هذه البنت وتكبر مع الإخوة الأعداء؟ بدون هلالين!". وطلبت أخت كريمة أن الإخوة ربما قصدوا عدم سهولة تنقلها معهم، وطلبت أن نلتمس لهم الأعذار." وأشار آخر إلى أنّ "الإعاقة الحقيقية ما زالت في مجتمعنا وعدم تقبل اﻻخر فهذه البنت ذات قدرات خاصة واحتياجات خاصة وبيئة داعمة أما المعاق فهو الإنسان الذي باستطاعته القيام بعمل ما واستغلال قدراته ولم يفعل ذلك". وهناك مَن رأى أن مجتمعنا هو مجتمع بات بينه وبين التقدم والتحضر والوعي جبال ووديان وصحاري ومسافات..... وما الإعاقة إلا من خلق الله والحمد لله". آخر قال: "المعاق ليس معاق الجسد وإنما معاق الفكر.. فعلا موقف معاق ........ لان ثقافتنا وافكارنا معاقة بدون إحساس ومشاعر وتفكير "....
فيما أرفق أحد الأصدقاء الأبيات التالية: أشعرِوني بكياني ليس بالعطفِ المهَينْ- أدمجوني مع رفاقي واقمعوا حُزْني الدّفينْ- واطردوا عني الكآبة وتباريحَ السنينْ - خففوا عنيّ قيودي إنني مثل السجينْ"؛ وأكد آخر: "كم من سليم أصبح معاقًا.. هذه أحداث وظواهر تقشعر لها الأبدان، من سلب لمخصصات حياتية وعزل وانتهاكات"؛ واعتبر أخ عزيز أن "التعامل مع الإعاقة بهذا الشكل هو إعاقة بحد ذاتها" مع تأكيد أخ آخر على أنّ "الإعاقة ليست بالجسد فحسب بل بالعقل وبطريقة التفكير".
أخت كريمة تحدثت عن تجربتها مشيرة إلى انه "لا يوجد أصعب من التجول مع طفل معاق خاصة إذا كان يجلس في كرسي عجلات تواجهك في كل خطوة عثرة لا ممرات خاصة بالمعاق ولا مصاعد وليس هناك أصعب من ان تحمل المعاق والكرسي وتصعد بهما إلى الطابق الثاني مثلا حتى انك تضطر في كثير من الأحيان إلى التخلي نهائياْ عن فكرة الخروج. ث=قائلة: "اسألوا مجرب والله لا يحطكوا بهيك وضع".
من تعقيبات الإخوة أيضًا على هذا الموقف: "ليس هناك شخص معاق، بل هناك مجتمع يعيق، والإعاقة إعاقة الروح وليس إعاقة الجسد.. النفوس هي المعاقة... وليست الأجساد".
ومما كتبه أحد الإخوة: "بصراحة، نحن بني البشر أحيانا لا نهتم بهؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بحس عال ونحن لا نحترمهم بل دائما نستهين بهم. على فكرة بالصدفة اليوم قرأت قصة من مجموعة قصصية لهيفاء بيطار بعنوان يكفي ان يحبك قلب واحد تدور حول عن طفل معاق كيف لا يستطيع والده تقبله بالبيت ويدعي ان زوجته جنت بسبب هذا الطفل".
ومن الأبيات الأخرى التي أوردها المتصفحون الكرام: ليس المُعاق الذي شلت جوارحه ... و لا الذي قدراً هدته أسقام ... بل المعاق الذي شانت فعائله ... فلن يضير إذا في الجسم إيلام".
إلى ذلك كتب أحدهم: "للأسف الشديد، في أيامنا ننظر إلى المعاق نظرة تشعر المعاق بأنه ليس مرغوبًا فيه فيا أسفاه لأني أنا شخصيا لا أريد ان اسميه معاقا بل إنسانا جنت عليه الدنيا وأيضا أراد الله ان يمتحنه ليرى هل هذا الإنسان سوف يواجه الحياة ومن فيها أم لا ومن يقول على أي إنسان انه معاق فانه نفسه وعقله هو المعاق لان الله يأخذ من هذا الشخص عقله أو يشل جسمه ولكنّه يعطيه حسًّا جميلًا مرهفًا وأعجوبة لا تكون عند الإنسان السليم فأرجو من أي إنسان ان يرأف بهم".
مما جاء تعقيبا على ما كتبته على صفحتي في الفيسبوك: "يجب ان نعرف كيفية التعامل والتعاطي مع مثل هذه الحالات ولا بد من ينحو المجتمع العربي صوب التحضّر".

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة

.