الكسييفا طلبت من انصار المجموعة عدم تقديم اية هدايا لها ولكن تقديم المساعدة المالية للتعويض عن النقص في المساعدات الخارجية
بوتين انتقد المنظمات غير الحكومية الروسية الممولة من الخارج والتي راقبت الانتخابات مثل منظمة "غولوس" الذي استخدمت المعارضة الادلة التي جمعتها على تزوير الانتخابات للطعن في قانونية الانتخابات
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت القانون المثير للخلاف الذي يصف المنظمات غير الحكومية التي تتسلم اموالا أجنبية بأنها "عميلة للخارج"، كما اعلن الكرملين السبت. ووقع بوتين القانون الذي اثار مخاوف الناشطين خشية استخدامه ضد منظمات غير حكومية مهمة، بعد ان وافق عليه البرلمان بمجلسيه بسرعة قبل بدء العطلة الصيفية. وجاء في بيان للكرملين ان بوتين "وقع قانونا فدراليا ينظم نشاطات المنظمات غير الحكومية التي تلعب دور العميل الخارجي".
بوتين
ويلزم القانون، الذي صادق عليه مجلس النواب في 13 تموز/ يوليو ومجلس الشيوخ في 18 تموز/يوليو، المنظمات غير الحكومية التي تتلقى اموالا خارجية بتسجيل نفسها لدى السلطات كعملاء خارجيين. ولا يعني وصف "عميل اجنبي" اتهامها مباشرة بالتجسس، الا انه يحمل معنى سلبيا يشير بالروسية الى تصرف غير وطني. وجاء في التشريع الجديد ان "المستندات التي تنشرها المنظمات غير الحكومية في وسائل الاعلام وعلى الانترنت يجب ان تكون مرفقة بمذكرة توضح ان هذه الوثائق صدرت او نشرت من قبل منظمة غير حكومية لها دور عميلة الخارج".
نشاط سياسي
وينطبق القانون بشكل واسع على اية منظمة غير حكومية تحظى بتمويل اجنبي وتشارك في اي نشاط سياسي في روسيا، الا انه يستثني الجماعات الدينية او المنظمات التي ترتبط بالدولة او بشركات حكومية. وحذر ناشطون من ان القانون يؤذن ببدء مرحلة جديدة من القمع في عهد بوتين. وقررت ليودميلا الكسييفا رئيسة "مجموعة هلسنكي" اقدم منظمات حقوق الانسان العاملة في روسيا التخلي عن الدعم الخارجي حتى لا تسجل مجموعتها "عميلة للخارج".
التعويض عن النقص
وطلبت الكسييفا من انصار المجموعة عدم تقديم اية هدايا لها ولكن تقديم المساعدة المالية للتعويض عن النقص في المساعدات الخارجية. ويعتقد محللون ان القانون هو رد على الانتقادات التي وجهتها المنظمات غير الحكومية للانتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الاول/ ديسمبر والانتخابات الرئاسية التي جرت في اذار/ مارس الماضي وفاز بها بوتين واعقبتها احتجاجات واسعة مناهضة للكرملين.
التمويل الغربي
وانتقد بوتين المنظمات غير الحكومية الروسية الممولة من الخارج والتي راقبت الانتخابات مثل منظمة "غولوس" الذي استخدمت المعارضة الادلة التي جمعتها على تزوير الانتخابات للطعن في قانونية الانتخابات.وقبل الانتخابات البرلمانية وصف بوتين مراقبي الانتخابات الروسية الذين يتلقون اموالا من الخارج بالخونة وقال ان التمويل الغربي "هو اموال مهدورة".وفي جلسة محمومة لاستباق العطلة الصيفية، اقر البرلمان مشاريع قوانين حول الادراج على القائمة السوداء مواقع على الانترنت غير مرغوب فيها وتجريم التشهير ما اثار مخاوف بين الناشطين الذين رأوا في ذلك حملة قمع عامة على المجتمع المدني.
تشديد الاجراءات
الا أن بوتين لم يوقع بعد على فقرات مشروع القانون الاخرى لتصبح قانونا.وفي افتتاحيتها الجمعة نددت صحيفة فيدوموستي الاقتصادية بالقانون الجديد ووصفته بانه "قمعي" وقالت انه سيخلق "واقعا جديدا" في روسيا بعد اشهر من تولي بوتين الرئاسة لولاية ثالثة. وقالت ان تطبيق هذه القوانين الجديدة سيكون مكلفا. واوضحت الصحيفة أن "تشديد الاجراءات لن يكون مجانيا. وسيكون على الدولة تمويل نفقات جديدة من جيب المواطنين والشركات".