النائب د. عفو إغبارية:
إدارة المدرسة تأخّرت بالوصول إلى مكان الاعتداء حيث لم تبد الإدارة أي علامة احتجاج تذكر ولم تقم بأي محاولة لحماية الممرضات
ردّ فعل إدارة المدرسة له أبعادا عنصرية خطيرة تندرج في بوتقة العنصرية المستشرية في الدولة ضد المواطنين العرب والشرائح الشرقية في المجتمع الاسرائيلي
النائب بركة:
الاعتداء على الممرضات النصراويات العربيات في مدرسة عتصيون جرى بصمت مطبق من قبل إدارة المدرسة وكان من المفروض أن توفّر مديرة المدرسة لهن الحماية والظروف المناسبة
عمم مكتب النائب د. عفو إغبارية بيانا صحفيا جاء فيه: "بناء على طلب النائب د. عفو إغبارية، ناقشت لجنة المعارف البرلمانية الاثنين قضية الاعتداء العنصري على أربع ممرضات من الناصرة في الثامن عشر من حزيران الماضي، من قبل طلاب المدرسة اليهودية "سيفر عتصيون" في مدينة يافا – تل أبيب. وشرح النائب إغبارية أمام أعضاء اللجنة بحضور النائبين محمد بركة والنائب غالب مجادلة حيثيات الاعتداء قائلاً: "بناء على رسالة رسمية وصلتني من الممرضات العربيات يستدلّ أنهن قد تعرّضن لاعتداء عنصري سافر من قبل طلاب المدرسة أمام أعين إدارة المدرسة والمعلّمات، دون أي تدخّل لردعهم عن تصرّفهم، وبناء على شهاداتهن، تأكّد لي أن إدارة المدرسة تأخّرت بالوصول إلى مكان الاعتداء، حيث لم تبد الإدارة أي علامة احتجاج تذكر ولم تقم بأي محاولة لحماية الممرضات، بل العكس تمامًا، قامت مديرة المدرسة كاذبة باتهام المعلمات بأنهن اعتدين وضربن الطلاب، وانتهى الموضوع عند هذا الحدّ، دون أن تبحث بجديّة خطورة ما جرى واستدعاء الطلاب المعتدين ومحاسبتهم والاعتذار للممرضات على ما حصل، خصوصًا وأن الاعتداء عليهن جرى خلال ممارسة عملهن في أحد غرف المدرسة، حيث تعرّضن إلى الرشق بالحجارة وسماع الشتائم والتفوهات البذيئة العنصرية ضد العرب من قبل الطلاب، وقامت مجموعة من الطلبة بتحطيم نافذة الغرفة وحاولت الاعتداء على الممرضات واحتجازهن داخل الغرفة بشكل مهين".
هدف شركة نتالي المشغّلة الربح فقط
وقال د. عفو، أن ردّ فعل إدارة المدرسة له أبعادا عنصرية خطيرة، تندرج في بوتقة العنصرية المستشرية في الدولة ضد المواطنين العرب والشرائح الشرقية في المجتمع الاسرائيلي في كافة مجالات الحياة وفي مختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك، التعامل العنصري بحق العمال الأجانب، وهذا ما حصل في قضية الفصل بين المهاجرين الأفارقة والمرضى الاسرائيليين في مستشفى إيخيلوف مؤخّرًا". وقال د. عفو: "لقد حذّرنا دائما من عواقب الخصخصة ونتائجها السلبية في كافة مرافق الحياة وخصوصًا بما يتعلّق بخصخصة الخدمات الطبية والصحية، حيث تعمل الممرضات المعتدى عليهن من خلال شركة (نتالي) للقوى العاملة وقد بُعثنَ من قبل الشركة لإجراء التطعيمات والفحوصات الطبية لطلاب المدرسة اليهودية (سيفر عتصيون)، حيث كان من المفروض أن تنهي الشركة التطعيمات في آذار الماضي ولكنها سارعت في إرسال الممرضات من الناصرة إلى المدرسة المذكورة قبل نهاية حزيران موعد انتهاء العقد الموقّع مع الشركة، مما يؤكّد أن هدف الشركة هو الربح المالي فقط وليس صحة الطلاب".
مكافحة العنصرية
وأكد د. عفو بصفته رئيس اللوبي البرلماني لمكافحة العنصرية في الكنيست وكعضو في لجنة الصحة البرلمانية، أنه يشجب بشدّة هذا الاعتداء العنصري الخطير ضد الممرضات اللواتي يمارسن مهنة إنسانية من أقدس المهن في حقل الطب، في جوهرها تفهم وخدمة واحترام الآخر، ويأتي هذا الاعتداء لينسف أواصر التعايش بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والعقائدية، ومن هذا المنطلق على المؤسسات الرسمية أن تنظر بمنتهى الجدية والمسؤولية لظاهرة الاعتداءات العنصرية النتشرة في السنين الأخيرة ضد ممرضات وممرضين وأطباء ومعلمين وعاملين اجتماعيين، والخطير جدا في هذه الحادثة أن الجهة المعتدية هي من القاصرين وأوساط من أبناء الشبيبة في مقتبل العمر يخضعون لصلاحية ومسؤولية وزارة التربية والتعليم من جهة، وحين تقوم هيئة تربوية رسمية كإدارة المدرسة المذكورة بمنح غطاء وشرعية للطلاب المعتدين بدلا من محاسبتهم.
محاسبة المسؤولين
وبعد أن حاولت رئيسة الجلسة تجاهل وجود ممرضات في الجلسة ليتحدّثن باسم الممرضات المعتدى عليهن أصرّ النائب محمد بركة على سماع موقف الممرضات لأن لجنة المعارف عقدت خصيصًا حول هذا الموضوع ولا يعقل استخلاص أي نتيجة دون التطرق لشهادة الممرضات. وقال بركة، إن الاعتداء على الممرضات النصراويات العربيات في مدرسة عتصيون جرى بصمت مطبق من قبل إدارة المدرسة وكان من المفروض أن توفّر مديرة المدرسة لهن الحماية والظروف المناسبة لكي يقمن بواجبهن في تقديم التطعيم والعلاج للطلاب بشكل طبيعي ولهذا على وزارة المعارف واجب التحقيق بما جرى ومحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء.
عدم الاعتذار للممرضات
من جهتها تحدّثت الممرضة هيام أبو جبل عضو مجلس عمال الناصرة باسم لجنة الممرضات ونيابة عن الممرضات الأربعة وشرحت أمام اللجنة حيثيات الاعتداء مشيرة إلى تصرّف مديرة المدرسة غير اللائق وعدم الاعتذار للممرضات منذ تاريخ الاعتداء حتى هذا اليوم. ثم تحدّثت الممرضتان عايشة حسن وسهام عودة من الناصرة عن تعامل الطلاب المهين في عدد من المدارس اليهودية للممرضات العربيات بسبب لباسهن المحتشم وهذا ما حصل لهن بشكل شخصي، فلم يكن اعتداء مدرسة (سيفر عتصيون) الأول من نوعه. أما رئيسة نقابة الأطباء موريا جليلي فأكدت أن سياسة الخصخصة وتسليم رقاب الطلاب لشركات المقاولة التي لا يهمّها سوى الربح هي المسؤولة عن تدهور الخدمات الطبية في المدارس، وبالتالي تؤدّي إلى التطرف والعنف غير المبرَّر.
وحمّلت جليلي المسؤولية الأساسية لشركة (نتالي) التي من المفروض أن تنهي عملها في نهاية حزيران الماضي وكان هدفها رفع نسبة التطعيمات لجني الأرباح فقط وهذا ما يحصل بشكل مضاعف في منطقة النقب.
عدم قول الحقيقة
ثم أعطي حق الكلام لمفتشة المعارف المسؤولة عن المدرسة التي حاولت حصر قضية الاعتداء بطالبين يتلقون التعليم الخاص في المدرسة وقد تمّ إبعادهم عن المدرسة، ولكن سارعت في تغيير إفادتها بأن عددا من الطلاب الآخرين انضموا إلى جوقة الاعتداء، بعد أن قاطعها النائب إغبارية واتهامها بعدم قول الحقيقة، وأن هذا هو المألوف في هذه الدولة بوصف المعتدي بالمجنون أو الشاذ عندما تكون الضحية من العرب!!!، وسألها عن العقاب الذي تلقاه الطلاب المشاركين الآخرين، فأجابت بأن هذه المعلومات تلقّتها من مديرة المدرسة ولا تعرف أي تفاصيل أخرى. ولخّصت رئيسة الجلسة عينات فيلف (هعتصمئوت) بالتوجّه لمفتشة المعارف بإعادة النظر ومحاسبة كافة الطلاب الذين شاركوا في الاعتداء وليس الطالبين المذكورين فقط. وطالبت فيلف إدارة المدرسة أن تصدر رسالة اعتذار رسمية مكتوبة للممرضات لشجب الاعتداء عليهن" الى هنا نص البيان.