المحامي جريس بولس في مقاله:

في قطر لا توجد إحصائيّة لعائدات الغاز والنفط، ونصف مدخولات النفط والغاز القطريّ لا تدخل الميزانيَّة القطريَّة 

أتنبَّأُ بأن تكون اندلس جديدة، بمعنى ان يسيطر آل سعود وآل الصبَّاح وآل ثاني وغيرهم على بلاد الشام تاركين الخليج وخيراته للامريكان وإلاسرائيليين والاجانب ربما هكذا يكون السيناريو المعدّ له

قناة الجزيرة صنيعة الإستعمار والصهيونيَّة والامريكان قامت بتغطية الحرب على العراق وعلى لبنان وظهر هذا كأنَّه أمر عظيم يخدم الامَّة العربيَّة وكان الهدف من هذا هو كسب الشرعيَّة والمصداقيَّة في العالمين العربيّ والاسلاميّ

في عام 1997 وصل عدد سكَّان قطر، بمن فيهم الأجانب الى 552 الف نسمة وأصبح العدد سنة 2010 حوالي 1,690,000 نسمة. ألا يذكّرنا هذا في الاستيطان الصهيونيّ لأرض فلسطين؟! الجواب: نعم وألف نعم، ففي بداية القرن الواحد والعشرين، بالتزامن مع استيطان الاجانب لقطر قامت إسرائيل في جلب مليون مستوطناً من روسيا، فهل المخطِّط والمدبِّر وراء هذا التخطيط واحدٌ؟ وهل سيسيطر الأجانب على قطر ومنهم إسرائيل وامريكا؟ كان العرب في قطر في سنة 1970 يشكِّلون 44 بالمائة ولكن سنة 2010 اصبحوا يشكِّلون 12 بالمائة فقط من سكان قطر، وأقيم العمران الفخم هناك كي يباع للأجانب، كما وحصل الأجانب هناك على إقامات دائمة.

القوى الأجنبيَّة الامبرياليَّة
في قطر لا توجد إحصائيّة لعائدات الغاز والنفط، ونصف مدخولات النفط والغاز القطريّ لا تدخل الميزانيَّة القطريَّة (أنظر ورقة علي خليفة الكواري في المستقبل العربي العدد 393 نوفمبر 2011). يبدي الكواري تخوفه وقلقه ان قطر غير قادرة عن الدفاع عن نفسها ولذا تعتمد على القوى الأجنبيَّة الامبرياليَّة، لكن للاسف فإن قطر وكل بلاد الخليج لا تعتبر هذه القوَّات بالأجنبيَّة، والذي نخاف منه ان يصبح العرب هم الأجانب في وطنهم في المستقبل القريب.

العلاقة مع العراق
كما وأتنبَّأُ بأن تكون اندلس جديدة، بمعنى ان يسيطر آل سعود وآل الصبَّاح وآل ثاني وغيرهم على بلاد الشام تاركين الخليج وخيراته للامريكان وإلاسرائيليين والاجانب، ربما هكذا يكون السيناريو المعدّ له. بلغني ان العرب، من سكان قطر، يتذمرون من غزو الأجانب لبلادهم وبلغ بهم التفكير بما قلته ان يصبحوا أجانب في وطنهم. كما هو معلوم ومكشوف، هناك تقارُب وتنسيق كبيران بين قطر وإسرائيل، ولا عجب في ذلك فهما أُختان لاب واحدٍ وهو "الاستعمار البريطاني". يوم استعادت العراق الكويت يوم الثاني من آب عام 1990، وحينها كنت ادرس لامتحانات الحقوق في الجامعة العبريَّة في القدس، كانت قطر قد حافظت على العلاقة مع العراق، وبالمقابل ارسلت اسلحتها لمساعدة السعودية ضد الجيش العراقيّ.

انتقاد الانظمة العربيَّة بقوَّة
إذن قطر تفعل دائماً الأمر وعكسه! وفي اثناء الحرب على غزَّة كانت قطر وجزيرتها، التي بان عريها وتكشفت عورتها حالياً، في خضم المؤامرة على سوريَّا، تقوم في دور المدافع الأوَّل عن الفلسطينيين وفي المقابل كانت تقيم علاقات وطيدة مع الدولة العبريَّة وتنسق معها في كل صغيرة وكبيرة.
سنة 1996، أُسِّست قناة الجزيرة التي جمعت بين أمرين نقيضين:
1. انتقاد الانظمة العربيَّة بقوَّة.
2. إدخال الدولة العبريَّة لكل بيت عربي وخاصة الرأي والرأي الآخر. انا شخصيَّاً أُطلق على قطر اسم "محميَّة اميركيَّة صهيونيَّة" وأميرها الذي انقلب على أبيه بمساعدة الشيطان أميركا هو عميل أوّل للامريكان وللصهيونيَّة والتي على اراضيها اكبر قاعدة امريكيَّة تهدد أمن العرب وخيراتهم، لذا فمقولة احد المفكرين العرب "بان أمير قطر هو وطنيّ صادق أما وزير خارجيته فهو عميل" لكي يتهرب من الواقع الذي يعيشه هي بمثابة ذر الرَّماد في العيون واستهزاء في المستمع‘ فالاثنان عميلان رسميَّان بامتياز للاستعمار وللامريكان وللصهيونيَّة، فكيف تستطيع ان تثق بقاتل لأبيه، فمن يقتل اباه لا خير فيه وحتماً سيخون وطنَه.

دمج الدولَة العبريَّة
وبعد هذا الانقلاب انطلقت قطر في الاتَّجاه والاتجاه المعاكس، لذلك قامت في المشاركة في مؤتمر الشرق الاوسط وشمال افريقيا والهدف من هذا كله هو دمج الدولَة العبريَّة في الوطن العربي من المحيط الى الخليج اندماجاً احتلاليَّاً. وبعدها أَقيم مكتب للدولة العبريَّة في قطر هو أهم وأخطر من السفارة والقنصليَّة واستضافت هي المؤتمر. كما لا ننسى انه قد زار ويزور قطر بشكل مستمر الكثير من الشخصيات الصهيونيَّة كفؤاد بن اليعزر وتسيبي ليفني وشمعون بيرس وآخرون. وحين قام الملك السعوديّ بامتصاص غضب شعبه على الامريكان، قامت قطر بتوسيع قاعدتين لإستضافة "فلول الجيوش الاميركيَّة". كما وقامت قطر بجلب مرتزقة من كل انحاء العالم ووطَّنْتهم ليكونوا جيشاً لها وهي الدولة التي ليست بحاجة لجيش لانها ليست مهدَّدة من قبل أي جهة، هذا بالإضافة ان بها الجنود الامريكيين ما يزيد عن عدد سكانها. إذن قطر هي موطن لمرتزقة من مختلف بقاع الدنيا والأرض، الذين شاركوا في تدمير ليبيا والان يقومون بتدمير سوريَّا والبنى التحتيَّة هناك. ودور قطر الآن يذكرنا بالصهيونيَّة وقت حرب 1948 التي إعتمدت على "المتطوعين الأجانب – الماحال".

CIA والموساد
قناة الجزيرة، صنيعة الإستعمار والصهيونيَّة والامريكان، قامت بتغطية الحرب على العراق وعلى لبنان وقد ظهر هذا كأنَّه أمر عظيم يخدم الامَّة العربيَّة، وكان الهدف من هذا هو كسب الشرعيَّة والمصداقيَّة في العالمين العربيّ والاسلاميّ لكي يتسنَّى بعد هذا كله قلب الأنظمة العربيَّة لمصلحة أمريكا وإسرائيل وتفتيت الشرق الاوسط لمصلحة الصهيونيَّة وأميركا‘ بما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الجديد وبالفعل فإن قناة الجزيرة قد نجحت في تحقيق هذه المآرب الخفيَّة على سبيل المثال لا الحصر‘ في كل من اليمن وليبيا ومصر وتونس ولكنها انكشفت جليَّاً وبانت عورتها في المؤامرة الآثمة على سوريا أرْضاً وشعباً ونظاماً. لقد اعتمدت الجزيرة فنَّ العمل الإعلامي المتقن والمدروس من قبل ال CIA والموساد لكي تخدم الدولَة العبريَّة وامريكا، وحين نراجع مثلاً حرب غزَّة نستذكر كيف نقلت قطر والجزيرة رأي الصهيونيَّة أكثر من رأي الفلسطينيين، بحجَّة الرأي والرأي الآخر، لأن دور الجزيرة وقطر مهمته التطبيع وليس بث الإعلام. بدَكِّ المال أسكتت قطر الفلسطينيين من غزة الى رام الله فعقدت عندها المصالحة الكاذبة ومن وراء الكواليس كان يجلس الصهاينة يملون الشروط والافكار على الحمديْن اللّعينين.

حركات الاسلام السياسيّ
رأى أمير قطر‘ قاتل ابيه‘ ان لا بد من تغطيته بغطائين "الغطاء الدينيّ" و"الغطاء القوميّ الوطنيّ" فقام في استجلاب أدمغة الى الدوحَة وأغدق عليها الاموال بسيولة شديدة لِدَسِّ السّم، تحت الغطائين وبمساعدتهما، لخدمة المشروع الامريكيّ الصهيونيّ في المنطقة بما يسمى بالشرق الاوسط الجديد، لذا رأينا قطر بانها اللاعب الاساس بما يسمى بالربيع العربيّ أو الثورات في العالم العربيّ التي ما هي إلاَّ لعبة قذرة لتفتيت البلاد العربيَّة وتمزيقها، لكي تبقى إسرائيل الدولة القويَّة الوحيدة في المنطقة، بالتواطؤ مع حركات الاسلام السياسيّ كالاخوان المسلمين والسلفيين الذين قايدوا المبدأ بالسلطة ودخلوا مع أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر والسعودية وفرنسا وبريطانيا في مشروع الشرق الاوسط الجديد (سايكس – بيكو جديد).
هذه هي قطر وقد أوْجزت، حَدّث ولا حرج.

كفرياسيف

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net