الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

سلامة الطلاب في العطلة الصيفية مسؤولية الجميع/ بقلم: خالد القريناوي

كل العرب
نُشر: 23/06/12 15:52,  حُتلن: 07:25

خالد القريناوي في مقاله:

أيها الأب أيتها الأم أيها الأهل أنتم المسؤولون في الأول والأخير عن سلامة ابنكم ابنتكم والكل راع والكل مسئول عن رعيته

ينبغي الانتباه جيدا لأننا مسؤولون عن حياتنا وحياة غيرنا وإذا أغفلنا ذلك نكون قد تسببنا بالضرر والموت لغيرنا وهذا حرام شرعا

أيها السائق الكريم إن الشارع ليس مكانا خاصا بك أو لك إنما هو مكان يستعمله مئات وآلاف الناس في اليوم الواحد لهذا ينبغي الانتباه جيدا

من واجب الجمعيات والمراكز الجماهيرية بنواديها أن تعمل جاهدة إلى خلق فرص وأجواء ترفيهية تربوية كمخيمات وفعاليات ثقافية وترفيهية للأولاد وفتح النوادي أمامهم لقضاء أوقاتهم


أغلب الطلاب يقضون أوقاتهم في أماكن خطيرة ويلعبون بألعاب محظورة ولا يعلمون ويعون إلى مدى خطورتها كاللعب في موقف السيارات في البيوت واللعب بالألعاب الخطيرة

من الواجب أن يضمن الأهل سلامة أولادهم في البيوت وكذلك في الطرقات وأن يوجهوهم باستمرار دائم كل يوم على اختيار الطريق الصحيح والعمل سلامته على الطرقات 
 

كم من أمثالك أضاعوا حياتهم بسبب غطرسة كبريائهم وانحرافهم مع أصدقائهم وأهملوا كلمة أبائهم وأمهاتهم فدفعوا ثمنا باهظا لا يمكن استرداده واسترجاعه

مئات الألوف من طلبة المدارس ورياض الأطفال دخلوا أبواب العطلة الصيفية الطويلة ، ومن هنا لا بدّ من كلمة بشأن هؤلاء الطلاب والأبناء وسلامتهم، ولا بد من كلمة خاصة للجهات والمؤسسات التي ينبغي عليها أن تأخذ جانبا في هذا الأمر. لأن قضية الأمن والأمان من الأمور والقضايا التي يجب أن تُوفّر للطلاب والأولاد وعلى هذه الجهات أن تعمل جاهدة من أجل توفير مناخ وجو آمن لهم أثناء كونهم في عطلة مدرسية طويلة، ولأن القضية في غاية الخطورة حيث أن الطلاب أغلبهم يقضون أوقاتهم في أماكن خطيرة ويلعبون بألعاب محظورة ولا يعلمون ويعون إلى مدى خطورتها كاللعب في موقف السيارات في البيوت واللعب بالألعاب الخطيرة التي يشترونها من المحلات والأسواق واللعب على الشوارع وغيرها من الأمور المحظورة والخطيرة ، كما لا يخفى على أحد بأن نسبة الحوادث للأسف آخذة بازدياد ونسبة الإهمال وعدم أخذنا بالأسباب فحدث ولا حرج. ومن هنا المسؤولية فإن مسؤولية الحفاظ على حياة هؤلاء هي مسؤولية الجميع

المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأهل
من الواجب أن يضمن الأهل سلامة أولادهم في البيوت وكذلك في الطرقات وأن يوجهوهم باستمرار دائم كل يوم على اختيار الطريق الصحيح والعمل سلامته على الطرقات وفي الأماكن التي يتواجد فيها ويرتادها وخاصة أماكن اللعب في ساحات البيوت ، خاصّة أثناء العطلة الصيفيّة كون الأولاد طيلة اليوم في البيوت وساحاتها ، كذلك على الأهل توفير الأجواء الآمنة في البيوت ومتابعته ومراقبته منذ نعومة أظفاره عند قطعه للشارع وعدم السماح له بالتهاون في هذا الأمر ، كما أنه على الأهل ألا يقتنوا الألعاب الخطيرة لأبنائهم والسماح لهم باقتنائها لخطورتها ، والكل يقرأ ويسمع عن وقوع إصابات وحوادث مع الأولاد بسبب الألعاب الخطيرة كالألعاب النارية وغيرها.. . وأيضا على الأهل أن يأخذوا حذرهم على أنفسهم وأبنائهم عند الاستجمام على شاطئ البحر فلا يتركوهم لوحدهم فيه دون مراقبة ومرافقة فكم من أطفال غرقوا بسبب الإهمال وعدم المراقبة والوعي...  أقولها بكل أسف أن هنالك أهالي من يغرس في ابنه سلوكيات سلبية وبدل أن يكون مثالا حسنا أمام أبنائه يصبح مثالا سيئا أمام الأبناء فيقلدونه فإذا تحدث المعلم معه تراه يقول للمعلم أبي يفعل كذا وهو علمني لا بل والأدهى من ذلك والأمر آباء يجعلون أبنائهم يقومون بأمور خطيرة أو يرونهم يفعلون ولا ينهونهم أو يصدونهم والأمثلة كثيرة ومعروفة... أيها الأب أيتها الأم أيها الأهل أنتم المسؤولون في الأول والأخير عن سلامة ابنكم ابنتكم والكل راع والكل مسئول عن رعيته ...

مسؤولية المدرسة والمربين 
من واجب المعلمين وخاصة معلمي موضوع الحذر في المدارس وكذلك المربين أن يمنحوا ويعلموا الطلاب قيمة الحياة والحفاظ عليها وإكساب التلاميذ معلومات وسلوكيات كافية بفعاليات متنوعة وتوصيات خاصة بموضوع الأمان من قواعد عبور الشارع وقواعد ركوب الحافلة والدراجة الهوائية ،وكذلك مخاطر الكهرباء وعدم اللعب بها وبأسلاكها ،والمواد الكيماوية المتواجدة في كل بيت وتوعيتهم بأخطار الحوادث البيتية وكذلك التعرّف على طرق الوقاية التي تجنّبه من الإصابات في الحوادث البيتيّة، مثل: التسمّم، الاختناق، السقوط من الأماكن المرتفعة وغيرها من نصائح وإرشادات توعية تهدف إلى الحفاظ على حياتهم .

مسؤولية البلديات والمجالس

لها الدور الأكبر في تعبيد الشوارع ووضع إشارات المرور بشكل متواصل دون توقف ، فليس من المعقول أن يعلم الأب والمعلم الولد بقطع الشارع على ممر المشاة ولا يوجد ممر مشاة وهكذا ...
اعرف أن الأمان لا يقترن بهذا فقط واعرف أن الأمر يحتاج إلى رصد ميزانيات... فهذا واجبها أن ترصد الميزانيات وتساهم في فتح نوادي ومراكز خاصة أثناء العطلة والعمل مع السلطة الوطنية بشراكة تامة من أجل أن تكون بيئة آمنة وشوارع وممرات مشاة ولافتات توعية ، وهذا نراه وهو شيء ملحوظ لكن لا يكفي.

مسؤولية الجمعيات والمراكز الجماهيرية
من واجب الجمعيات والمراكز الجماهيرية بنواديها أن تعمل جاهدة إلى خلق فرص وأجواء ترفيهية تربوية كمخيمات وفعاليات ثقافية وترفيهية للأولاد وفتح هذه النوادي أمامهم لقضاء أوقاتهم بما ينفع بدل أن يقضون العطلة في الشارع ، كما أنه على الأهل أن يسجلوا أبنائهم في المخيمات والفعاليات أثناء العطلة بعد التأكد من موافقة الوزارة على هذه المخيمات.

مسؤولية الشرطة
أيضا شرطة السير لها دور هام وكبير في ردع السائقين المتهورين ، فلا يخف على أحد أن العقوبة المالية والمخالفات والقوانين الصارمة بحق السائقين المخالفين لقوانين السير لها دور في المحافظة حياة الناس والأولاد. اعلم أن الشرطة لا ولن تستطيع أن تجوب جميع الشوارع ولا تستطيع التواجد في أي وقت لكن كثرة وجودها على الشوارع يجعل السائقين الذين يخافون من دفع المال ولا يخافون على أرواح الناس وسلامتهم قد يساهم في ذلك ولا شك أن العقوبة هي من الوسائل التربوية...

مسؤولية السائقين
لقد تزايدت في السنوات الأخيرة نسبة حوادث السير المميتة، وذلك بسبب إهمال السائقين وعدم وعيهم لفكرة حفظ النفس، ظنا منهم أن لديهم الحرية في هدر حياتهم، جاهلين أنهم باستهتارهم وعدم إتباعهم القوانين يعرضون حياتهم والآخرين للخطر. أيها السائق الكريم إن الشارع ليس مكانا خاصا بك أو لك ، إنما هو مكان يستعمله مئات وآلاف الناس في اليوم الواحد. لهذا ينبغي الانتباه جيدا لأننا مسؤولون عن حياتنا وحياة غيرنا، وإذا أغفلنا ذلك نكون قد تسببنا بالضرر والموت لغيرنا وهذا حرام شرعا بلا خلاف والقاعدة الفقهية تنص على ذلك بوضوح في قوله صلى الله عليه وسلم :" لا ضرر ولا ضرار"

وقد قال تعالى:
( ... وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) البقرة/195.
فيجب أن تعي أخي السائق بأنك بخرقك ومخالفتك للقوانين فأنت آثم لتعريض حياتك وحياة الآخرين للخطر، فإنما وضعت القوانين من أجل الحفاظ على سلامتك وسلامة الآخرين

مسؤولية الأولاد أنفسهم 
فكل إنسان مسؤول عن نفسه أولا والطالب يتعلم في المدرسة وكذلك يتربى على يد أهله على السلوكيات الحسنة فلا بد أن ينتبه هذا الطالب ويأخذ بهذه التوجيهات والإرشادات والنصائح وألا يتهاون بها ويتركها جانبا...
احرص أيها الطالب على أن تأخذ بنصيحة المعلمين والأهل فهم يصبون في مصلحتك ولا تجعل كلامهم من خلفك فتندم ولا ينفع الندم بعد وقوع الحادثة ، ولا تحاول أن تقلّد فيها الشاب أو الطالب المنحرف حتى تعرف بل كن طالبا وشابا سامعا ناصحا ومنصوحا ، فكم من أمثالك أضاعوا حياتهم بسبب غطرسة كبريائهم وانحرافهم مع أصدقائهم وأهملوا كلمة أبائهم وأمهاتهم فدفعوا ثمنا باهظا لا يمكن استرداده واسترجاعه ، فكن حكيما عاقلا واستمع إلى الإرشادات والنصائح والعقل السليم!

مسؤولية أصحاب المحلات والدكاكين
أخي البائع إن التجارة والمحلات جاءت لتنفع وتخدم المواطنين وتنفعهم كما تنفعك أولا بأرباحها، لكن لم يكن لها المقصد والهدف في أضرار الناس والأولاد فحينها تكون قد جلبت المال بطريق لا يقبلها عقل ولا دين كيف لا وأنت تبيع الأولاد الصغار الذين لا يفقهون معنى الحياة فتقوم ببيعهم المرقعات والألعاب الخطيرة ، وتقول أنا لم اجبر أحدا بالشراء ، أقول لو كان ابنك تضرر بهذه الألعاب التي تبيعها لباقي الأولاد أظنك سوف تأخذ هذه اللالعاب وتضعها في سلة النفايات وتلعن نفسك لأنك سببت لابنك بضرر قد يبقى في ابنك طيلة الحياة ولن تسامح نفسك على هذا الأمر .
فكيف بك تسمح ببيع هذه اللالعاب لأولاد الغير ألا يهمك أمرهم؟ أم أن الذي يهمك فقط جلب الأرباح والنقود ؟ أتوجه إليك أخي التاجر أن الأرباح والرزق من الله فلا تبيع ما يضر ونحن نقبل على موسم الأعراس فلا تقلب الفرحة إلى أحزان.

ختاما:
أود أن أقول: إن سلامة أنفسنا وأولادنا والحفاظ عليهم هي مسؤولية الجميع فلا يجوز أن يقول شخص إنني لست مسؤولا لا بل إن كل إنسان يرى أمرا خطيرا قد يودي بحياة شخص فعليه أن يساهم في إنقاذ حياته ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا ، فكلنا نتعاون ونتكاتف إلى أن نحاول قدر المستطاع أن ننقذ نفسا من الدهس أو الإصابة جراء حادث طرق ، فلا نتهم السلطات والشرطة بعدم القيام بواجبهم ونحن لا نفعل شيئا ونترك الأمور تسير ما سارت بها الريح .
أفضل ما يقوم به الإنسان أن يساهم في توعية الآخرين بالحفاظ على حياتهم وحفظ النفس من الأمور الهامة في الإسلام لا بل من الضروريات الخمس التي يقوم عليها الإسلام ، فلا يجوز ضياعها أو التهاون بها .وقد أوصت الشرائع السماوية إلى قضية الأخذ بالأسباب فلا نسرع وندهس الآخرين أو نتسابق ونخالف القوانين ثم إذا جرى حادث ومات نقول شهيد أو ... لا بل إن هذا قد أفتى به علماء كثر والعقل يقول إن قوانين السير إنما وضعت فقط لهدف الحفاظ على حياتنا فلا نخالفها ومن يخالفها فإنما هو آثم لأنه تسبب لنفسه وللآخرين بالخطر والحوادث وهذا حرام بقول العلماء ومنهم الشيخ القرضاوي وغيره ...أقول: إن الإنسان لا يملك إلا روحا واحدة وهي أمانة وهو مسئول عن حياته فلا يضيعها في لحظة بل عليه أن يضيع لحظة ولحظات من حياته بدل أن يضيع الحياة في لحظة...

رهط

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.