الممرضة أمال ظاهر:
بدلاً من قيام مديرة المدرسة بحل المشكلة وعلاجها.. اشتكتنا كاذبة بأننا قمنا بضرب الطلاب
د.عفو إغبارية:
إدارة المدرسة تأخّرت بالوصول إلى مكان الاعتداء ولم تبد أي علامة احتجاج تذكر ولم تقم بأي محاولة لحماية الممرضات
العنصرية المستشرية في الدولة ضد المواطنين العرب في كافة مجالات الحياة وفي مختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية هي أمر في منتهى الخطورة
بعث النائب د. عفو إغبارية (الجبهة) برسالة إلى وزير المعارف جدعون ساعر، نسخة عنها لنائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان، وأخرى لرئيس لجنة المعارف البرلمانية أليكس ميلر، يطالب بالتحقيق في قضية الاعتداء العنصري السافر ضد أربع ممرضات من مدينة الناصرة من قبل طلاب يمينيين متهوِّرين في مدرسة (سيفر عتصيون) في مدينة يافا – تل أبيب. وقال د. عفو في رسالته "إن الممرضات يعملن من خلال شركة (نتالي) للقوى العاملة، وقد بُعثنَ من قبل الشركة لإجراء التطعيمات والفحوصات الطبية لطلاب المدرسة اليهودية (سيفر عتصيون) وخلال ممارسة عملهن في أحد صفوف المدرسة تعرّضن إلى الرشق بالحجارة وسماع الشتائم والتفوهات البذيئة العنصرية ضد العرب من قبل الطلاب، وقامت مجموعة من الطلبة بتحطيم نافذة الغرفة وحاولت الاعتداء على الممرضات".
وأكد د. عفو في رسالته إنه تلقّى رسالة رسمية من الممرضات المعتدى عليهن، وبناء على شهاداتهن، يستدلّ، أن إدارة المدرسة تأخّرت بالوصول إلى مكان الاعتداء ولم تبد أي علامة احتجاج تذكر ولم تقم بأي محاولة لحماية الممرضات، بل العكس تمامًا، قامت مديرة المدرسة كاذبة باتهام المعلمات بأنهن اعتدين وضربن الطلاب، وانتهى الموضوع عند هذا الحدّ، دون أن تبحث بجديّة خطورة ما حصل وتقديم العلاج المناسب واستدعاء الطلاب المعتدين ومحاسبتهم.
مسؤولية وزارة التربية والتعليم
وأشار د. عفو إلى أبعاد هذا التصرف العنصري المستهجن من قبل إدارة المدرسة قائلاً: "إن العنصرية المستشرية في الدولة ضد المواطنين العرب في كافة مجالات الحياة وفي مختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية هي أمر في منتهى الخطورة، خصوصًا عندما تكون الجهة المعتدية من القاصرين وأوساط من أبناء الشبيبة في مقتبل العمر يخضعون لصلاحية ومسؤولية وزارة التربية والتعليم من جهة، وحين تقوم هيئة تربوية رسمية كإدارة المدرسة المذكورة بمنح غطاء وشرعية للطلاب المعتدين بدلا من محاسبتهم".
مكالفحة العنصرية
وأكد د. عفو بصفته رئيس اللوبي البرلماني لمكافحة العنصرية في الكنيست وكعضو في لجنة الصحة البرلمانية، أنه يشجب بشدّة هذا الاعتداء العنصري الخطير ضد الممرضات اللواتي يمارسن مهنة إنسانية من أقدس المهن في حقل الطب، في جوهرها تفهم وخدمة واحترام الآخر، ويأتي هذا الاعتداء لينسف أواصر التعايش بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والعقائدية، ومن هذا المنطلق على المؤسسات الرسمية أن تنظر بمنتهى الجدية والمسؤولية لظاهرة الاعتداءات العنصرية النتشرة في السنين الأخيرة ضد ممرضات وممرضين وأطباء ومعلمين وعاملين اجتماعيين.
الإعتداء
وفي حديث مع إحدى الممرضات الأربعة أمال ظاهر من الناصرة قالت: "لقد احتجزتُ وزميلاتي الممرضات خلال فترة الاعتداء في غرفة الصف في فرصة الاستراحة بين الحصص، حيث لم نر أي معلّمة مناوبة لحفظ النظام في ساحة المدرسة والغرفة التي نعمل بها، وبالرغم من الضجيج والصراخ في ساحة المدرسة من قبل الطلاب المعتدين لم نلحظ أي تحرّك من غرفة إدارة المدرسة لوقف الاعتداء، مما اضطرّنا الاتصال بالمسؤولة عن تشغيلنا في شركة (نتالي) التي قامت بدورها الاتصال بإدارة المدرسة وبالشرطة، بعد ذلك حضرت إحدى معلمات المدرسة وعندما فتحت مدخل الغرفة واصل الطلاب رشق الحجارة وانحدر حجر لداخل الصف وكانت شاهدة على ذلك".
وأضافت ظاهر: "بعد ذلك وصلت إلى الغرفة مديرة المدرسة وسكرتيرتها، مع وصول الشرطة، وبدلاً من قيام المديرة بحل المشكلة وعلاجها، اشتكت كاذبة، بأننا قمنا بضرب الطلاب".