الكلمة الرئيسية كانت لعصام مخول رئيس معهد إميل توما للأبحاث في حيفا تناول فيها واقع الأحداث في بعض أقطار الوطن العربي بالشرح والتحليل بشكل علمي وموضوعي معمّق
استمرارًا للنشاطات الثقافية والاجتماعية، التي ينظمها النادي الثقافي/طرعان عقدت يوم أمس الثلاثاء الموافق 5/6/2012، ندوة ثقافية بعنوان: أضواء على واقع الأحداث في الوطن العربي، حيث استضاف النادي السيد عصام مخول رئيس معهد إميل توما للأبحاث في حيفا، وذلك لمناسبة ذكرى مرور خمسة وأربعين عاما على حرب عام 1967، وثلاثين عاما على الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. حضر الندوة العشرات من المثقفين والمهتمين من طرعان وخارجها من المدن والقرى العربية المجاورة، من مختلف ألوان الطيف، كما برز بشكل لافت حضور العنصر النسائي.
وتولت عرافة الندوة الشاعرة وفاء بقاعي عياشي ابنة مدينة طمرة منوهة، في بدء كلامها، بأهمية تنظيم مثل تلك الندوات الثقافية، التي تسهم في نشر الثقافة باعتبارها مفتاح الرؤية صوبَ ما نراه في الآفاق، ومن هذا المنطلق يستضيف الدكتور محمد خليل هذا المساء نخبة من المثقفين والمهتمين في وسطنا العربي من أجل الوعي والإدراك لما يدور حولنا من تطورات. لقد حوّل الدكتور بيته الخاص إلى نادي ثقافي يستقطب به هذه النخبة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على مدى انتمائه لشعبه وحرصه على نشر الوعي والثقافة، ومن منطلق المسؤولية تجاه الأجيال القادمة. أحيي الدكتور على هذا المجهود، ونأمل أن يحذو حذوه الآخرون من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية والأدبية في وسطنا العربي.
اختلافَ الرأي
وثم تحدث المضيف د. محمد خليل بعد أن رحب باسمه وباسم النادي الثقافي /طرعان، بالضيوف الكرام، عن دور المثقف عندنا محليًا وعربيًا، لاسيما في ضوء الأحداث التي تعصف بالوطن العربي، وعن جدلية العلاقة بين المثقف ومجتمعه، متسائلاً: هل للمثقف أن يتخلى عن وعيه أو انتمائه أو ثقافته، في ضوء المعطيات المعرفية والاجتماعية والثقافية والسياسية المتاحة؟ يقول أرسطو: من النقاش يخرج النور! ونحن نلتقي في هذا المساء لكي نتناقش ونفكر معًا، نتحاور نفسر أو نحلل، قد نتفق وقد نختلف، لكن اختلافَ الرأي لا يفسد للود قضية، كما يُفترض. ويقول فولتير: أنا لا أوافقك الرأي ولكني سأدافع حتى الموت عن حقك في قوله! فالاختلاف ظاهرةٌ طبيعية لا بل وصحية أيضًا. ثم تمنى للمشاركين ندوة ثقافية مجدية بامتياز.
التصدي لتعاظم المد الصيني
وأما الكلمة الرئيسية فكانت لعصام مخول رئيس معهد إميل توما للأبحاث في حيفا، تناول فيها واقع الأحداث في بعض أقطار الوطن العربي، بالشرح والتحليل بشكل علمي وموضوعي معمّق، مشددًا على دور الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها من الأقطار الغربية والرجعية العربية، في الهجمة الشرسة والمؤامرة على سورية من جهة، وفي محاولتها اليائسة التصدي لتعاظم المد الصيني، والخروج من المأزق الاقتصادي الأوروبي من جهة أخرى.
في نهاية اللقاء فتح باب النقاش للجميع، حيث شارك فيه عدد كبير من بين الحضور، الأمر الذي أضفى على الندوة أجواء من الإثراء والحيوية، وإن كان يتطور إلى نقاش صاخب، من حين لآخر.
كذلك تخلل اللقاء بعض الفقرات الفنية الملتزمة من غناء وعزف على العود قدمها د. وجدي جبارين من أم الفحم.