المرصد السوري لحقوق الإنسان:
عشرات حالات الإعدام الميداني نفذتها القوات النظامية السورية في محافظة إدلب في حق المقاتلين وغير المقاتلين خلال الأشهر الفائتة
إعتقال أطفال كرهائن لإجبار المطلوبين من أهلهم على تسليم أنفسهم وقتل في حمص 12 شخصا وفي إدلب ثمانية أشخاص ومثلهم في دمشق وريفها أما في حماة فقد قتلت أسرة كاملة مكونة من أب وأم وخمسة أطفال
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها اليوم الجمعة إن 41 شخصا قتلوا في سوريا برصاص الأمن بينهم أطفال، كما اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان النظام السوري باعتقال أطفال كرهائن لإجبار المطلوبين من أهلهم على تسليم أنفسهم، إلى ذلك قصفت قوات الجيش السوري مدن كفرنبودة بحماة وإعزاز بحلب والرستن بحمص. ووفقا للشبكة فقد قتل في حمص 12 شخصا، وفي إدلب ثمانية أشخاص، ومثلهم في دمشق وريفها، أما في حماة فقد قتلت أسرة كاملة مكونة من أب وأم وخمسة أطفال، وأحصت الشبكة كذلك أربعة في درعا، وواحدا في كل من دير الزور وحلب، ومن بين القتلى مسن وثلاثة أطفال ومجند منشق. كما أدان المرصد في بيان ما وصفه بالأساليب المشينة التي تتبعها السلطات السورية لإجبار المعارضين على تسليم أنفسهم، حيث وصل الأمر لاعتقال زوجة المعارض سعيد محمود حمادة -من عقربا في ريف دمشق- وأطفاله محمود (تسعة أعوام) وأسامة (ستة أعوام)، ووالده ووالدته، وأخيه محمد، وزوجة أخيه الآخر علي وابنها آدم البالغ من العمر سنتين.
وفي السياق نفسه، قال المرصد إن أربعة مواطنين اعتقلوا من منازلهم وأعدموا ميدانيا في أحراش قرية بسامس في محافظة إدلب (شمال غرب) صباح يوم الخميس، مشيرا إلى توثيق "عشرات حالات الإعدام الميداني التي نفذتها القوات النظامية السورية في محافظة إدلب في حق المقاتلين وغير المقاتلين خلال الأشهر الفائتة".
وقد استأنفت القوات النظامية يوم أمس الخميس قصف مدينة الرستن في حمص بوسط سوريا، حيث يتحصن عدد كبير من عناصر الجيش الحر بينهم ضباط برتب رفيعة. وقد حاولت القوات النظامية اقتحامها مرات عدة منذ سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص مطلع مارس/آذار، كان آخرها في 14 مايو/أيار وقتل فيها 23 عسكريا. وفي دمشق قتل شخص، ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في حي القدم بالعاصمة، وقتل خلالها ما لا يقل عن ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية، وفقا للمرصد. كما قتل في مدينة الزبداني بريف دمشق عضو تنسيقية المدينة غياث كنعان. كما تعرضت مدينة إعزاز في حلب وكفرنبودة في حماة لقصف عنيف من قوات النظام، وفي حمص سمعت في حييْ الإنشاءات وجوبر انفجارات قوية بعد قصف بقذائف الهاون والمدفعية استهدف بساتين في حي بابا عمرو.
المطالبة بالإفراج عن الأطفال
وفي حماة قالت شبكة شام اليوم الجمعة إن دوي انفجار سمع في حي طريق حلب تبعه إطلاق نار كثيف، كما سمع دوي انفجار آخر في حي القصور وإطلاق نار في حي الأربعين. أما في محافظة دير الزور (شرق)، فأورد المرصد أن شابا قتل فجر أمس الخميس في إطلاق نار من القوات النظامية التي اشتبكت مع مقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة في مدينة القورية، مما أسفر أيضا عن مقتل عنصر نظامي. من جهة ثانية، أفاد المرصد بالعثور على جثامين ستة مواطنين بينهم أطفال في ريف حماة (وسط). وأوضح أن هؤلاء "سائق سيارة أجرة وسيدة مع أطفالها الأربعة وهم صبيان وفتاتان"، مشيرا إلى أنهم "قضوا ذبحا بعد خطفهم" قبل يومين. وقد طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان "المجتمع الدولي ومنظمة رعاية الطفولة (اليونيسف) بتحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه أطفال سوريا، والعمل بكل جهد وبأسرع ما يمكن على الإفراج عن هؤلاء الأطفال وغيرهم من الأطفال السوريين المعتقلين في سجون ومعتقلات النظام".
قصف المدن والقرى
وأعلنت لجنة تحقيق مكلفة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الخميس في تقرير أن "معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي وثقتها اللجنة ارتكبها الجيش السوري وأجهزة الأمن، في إطار عمليات عسكرية أو عمليات تفتيش جرت في مواقع يعرف عنها أنها تؤوي منشقين أو مسلحين، أو تعتبر أنها تقدم الدعم للمجموعات المسلحة المناهضة للحكومة". وجاء في التقرير أن العنف يشمل الأطفال الذين "غالبا ما يكونون في عداد القتلى أو الجرحى في الهجمات على المظاهرات وعمليات قصف المدن والقرى من قبل القوات الحكومية"، وأن أطفالا في العاشرة "احتجزتهم القوات الحكومية أفادوا مرارا بأنهم تعرضوا للتعذيب لحملهم على الاعتراف" بأن أفرادا من عائلاتهم ينتمون إلى الجيش السوري الحر.