يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب- الناصرة في مقاله:
من قال إن مؤيد قرار لجنة المتابعة باعلان الاضراب في ذكرى النكبة يكون من المعدودين على التجمع والحركة الاسلامية؟ ومن قال إن رافض قرار الإضراب يكون جبهويا؟ وهل شرائح مجتمعنا فصلت على مقياسها ثياب بمقاسات تجمعية واسلامية وجبهوية؟
اكتب هذه الكلمات ليس لمجرد انتقاد لجنة المتابعة أو الأحزاب المذكورة انما تعبيرا عن بداية تشخيص حالة من الضياع السياسي الذي بدأت جماهيرنا العربية تعيشه مع ازدياد التناحر الحزبي والمماحكة والكيد السياسي الذي يسفر عن فوضى غير مسبوقة في عملية اتخاذ قرار حساس كاعلان الاضراب لأول مرة في حياة الجماهير العربية في البلاد في ذكرى النكبة
هل هكذا يتخذ قرار الاضراب؟ في 48 ساعة؟ دون تشاورات ؟ دون توافق؟ وكأنها عملية خطف قرار وتعميمه على جماهيرنا والسعي لانجاحه بالقوة؟
أليس من البديهي أن يسأل محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة والجبهة والتجمع والحركة الاسلامية وابناء البلد والتيارات السياسية التي تشكل تركيبة لجنة المتابعة لماذا وصلوا الى مثل هذه المرحلة من عملية التستر على الخلافات الحادة التي طفت على السطح وعلى انعدام التلاحم السياسي في القضايا الوطنية الرمزية لأبناء شعبنا؟
لماذا وصلوا الى هذه المرحلة من عدم تقبل الآخر عندما يطرح الاجتماع قرارا تاريخيا كهذا ؟ أين الالتزام الأدبي بالوحدة التي تكتبون عنها وتفرغون حبر اقلامكم لتعميمها في بياناتكم على وسائل الاعلام؟
فاذا كانت المتابعة تظهر علامات ومؤشرات لفوضى فلماذا الاستغراب من انتقال الفوضى في تطبيق قرار الاضراب الى الشارع ؟
أمام هذه الحقيقة السياسية يجب وقف استبداد الاحزاب العربية بلجنة المتابعة لان اسمها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وليس لجنة المتابعة العليا للاحزاب العربية وهذا يقضي بأن يقرر رئيسها جمهورنا العربي لا احزابنا من خلال صفقات وتفاهمات من تحت الطاولة
من قال إن مؤيد قرار لجنة المتابعة باعلان الاضراب في ذكرى النكبة يكون من المعدودين على التجمع والحركة الاسلامية؟ ومن قال إن رافض قرار الاضراب يكون جبهويا؟. هذه السطحية في حصر تأييد أو معارضة قرار حساس كهذا في ذكرى تاريخية كالنكبة، يدل على نظرة حزبية ضيقة لا يمكن تحملها وتقبلها، وكأن شرائح مجتمعنا فُصلت على مقياسها ثياب بمقاسات تجمعية واسلامية وجبهوية ، تتغير بتأثير الظروف والتحديات السياسية الراهنة والتي تواجه مصير ابناء شعبنا، وهنا يكمن الاحتقار غير المقصود في التعامل مع جدول حياة الجماهير العربية في البلاد.
الضياع السياسي
اكتب هذه الكلمات ليس انتقادا للجنة المتابعة أو للاحزاب المذكورة فقط، إنما تعبيرا عن بداية تشخيص حالة من الضياع السياسي الذي بدأت جماهيرنا العربية تعيشه مع ازدياد التناحر الحزبي والمماحكة والكيد السياسي، الذي يسفر عن فوضى غير مسبوقة في عملية اتخاذ قرار حساس كاعلان الاضراب لأول مرة في حياة الجماهير العربية في البلاد في ذكرى النكبة. فهل هكذا يتخذ قرار الاضراب؟ في 48 ساعة؟ دون تشاورات ؟ دون توافق؟ وكأنها عملية "خطف" قرار وتعميمه على جماهيرنا والسعي لانجاحه بالقوة؟.
عدم تقبل الآخر
أليس من البديهي أن يسأل محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة والجبهة والتجمع والحركة الاسلامية وابناء البلد والتيارات السياسية التي تشكل تركيبة لجنة المتابعة لماذا وصلوا الى مثل هذه المرحلة من عملية التستر على الخلافات الحادة التي طفت على السطح وعلى انعدام التلاحم السياسي في القضايا الوطنية الرمزية لأبناء شعبنا؟. لماذا وصلوا الى هذه المرحلة من عدم تقبل الآخر عندما يطرح الاجتماع قرارا تاريخيا كهذا؟ اين الالتزام الأدبي بالوحدة التي تكتبون عنها وتفرغون حبر اقلامكم لتعميمها في بياناتكم؟. شعبنا لم يدر ظهره ابدا لقضاياه ومصيره إنما انتم تتحملون مسؤولية تشرذمه وتخبطه في اتخاذ قراره بالالتزام إما بالاضراب أو عدم الالتزام به ومعارضته. وإن كنتم ترفضون تحمل مسؤولية الاضراب الجزئي الذي ترجم بنصف نجاح لاضراب النكبة بالأمس، فلماذا تعتلون منصات القيادة وتقبلون بتسميتكم قيادة الجماهير العربية وتتكلمون باسمها من على منابر الصحافة والمجتمع.
حراك على حساب المواطن!
اختلاف وجهات النظر والرؤيا مفيد للحراك والنشاط السياسي لكن يجب الا يكون على حساب المواطن الذي يبحث عن لقمة عيشه يوميا، لهذا اعتقد أنه على قيادة جماهيرنا أن تتفهم المواطن الذي يفتح ابواب دكانه في يوم اعلن فيه الاضراب، ما دامت قد اتخذت قرارا بهذه الآلية وفي هذه الحالة وخلال 48 ساعة!!. فاذا كانت المتابعة تظهر علامات ومؤشرات من الفوضى فلماذا الاستغراب من انتقال الفوضى في تطبيق قرار الاضراب الى الشارع؟ فبدل العتب على المواطن صاحب الدكان أو العامل الذي استيقظ مطلع الاسبوع ولم يكن على دراية بأن الثلاثاء يوم اضراب وفوجئ كما فوجئنا نحن بالقرار، يجب التفكير في آلية تضمن الارتقاء بلجنة المتابعة لكي تكون مرجعية اولى لا يمكن تحجيم دورها لكل جماهيرنا العربية.
استبداد الاحزاب العربية بلجنة المتابعة
وأمام هذه الحقيقة السياسية يجب وقف استبداد الاحزاب العربية بلجنة المتابعة لأن اسمها – لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وليس لجنة المتابعة العليا للاحزاب العربية، وهذا يقضي بأن يقرر رئيسها جمهورنا العربي لا احزابنا من خلال صفقات وتفاهمات من تحت الطاولة، مستغلة الفراغ السياسي الذي تعيشه شريحة كبيرة من ابناء مجتمعنا الواقعة تحت مظلة هموم يومية وأعباء اقتصادية ومشاكل اجتماعية وعنف مستفحل ولا تملك وقتا ولا قدرة على متابعة الحياة السياسية والتفاعل معها إلا في وقت الانتخابات وهيهات. لا أقصد بذلك نزع الشرعية عن الاحزاب العربية كممثلة لجماهيرنا لكنني اعتقد أنه حان الوقت لأن يصبح المواطن العربي صانعا وشريكا لقرارات تتعلق بمصيره ومناسباته الوطنية وذلك من خلال انتخاب مباشر للجنة متابعة تعتمد الديمقراطية في اتخاذ القرارت وتنتخب بأصوات الجماهير وأن تكون جماهيرنا العربية ممثلة فيها للوصول الى الشراكة الكاملة في صنع القرار، المعادلة التي تعتبر من أولويات العمل السياسي تحقيقا للشفافية المطلوبة والاصلاح، والذي يجب أن يترجم بالاختيار الديمقراطي للشخصيات التي تقود لجنة المتابعة والقادرة على تعزيز مكانتها وتثبيتها بين جماهيرنا العربية، ما يعني أن هناك حاجة ملحة لتوظيف لجنة المتابعة لمصلحة الجماهير العربية لا لمصلحة الاحزاب ما دام هذا التناحر قائما.
نموذج مثالي
إذا كانت قيادتنا قلقة على مكانة لجنة المتابعة بين جماهيرنا العربية فيجب عليها التوصل الى نموذج ديمقراطي مثالي يرد على كل التحديات التي تقف في وجه مجتمعنا العربي وليس فقط السياسية إنما الاجتماعية والتربوية وغيرها. لقد حان الوقت لأن تكون لجنة المتابعة جسما سياسيا مستقلا ينتخب بشكل ديمقراطي من قبل الجمهور العربي تكون له مركباته وميزانياته وأذرعته التي من واجبها تقريب جماهيرنا الى قيادتها السياسية واشراكها في القرارات والاهتمام بقضاياها الداخلية عبر برنامج عمل سياسي بعيد عن التناحر السياسي المخجل أحيانا وبذلك ترتقي اللجنة الى مكانتها الطبيعية وتبدأ بالتأثير على نبض الشارع العربي.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net