وائل بصول: الاستغلال الطبقي في العالم اشتد ولكن الأدوات تغيرت
محمد بركة يدعو إلى أوسع حملة تضامن مع الأسرى البواسل في معركتهم من اجل الحرية ويحذر من مخططات نتنياهو بعد الانتخابات المبكرة
عقدت جبهة الرينة الديمقراطية وفرعا الحزب الشيوعي والشبيبة في القرية مساء السبت اجتماعا شعبيا بمناسبة الأول من ايار بمشاركة جمهور من القرية، والنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الذي أكد أن الجبهة والحزب على استعداد دائم لكل المعارك السياسية، ولهما رصيد سياسي ونضالي يجعلنا نعتز بالانتماء لهما، وهذا ينعكس في اتساع الالتفاف الشعبي حول الجبهة والحزب على مر السنين. قد افتتح الاجتماع على قرع فرقة أوركسترا الشبيبة الشيوعية من الرينة والناصرة، وافتتحت الاجتماع وتولت عرافته الرفيق منار بصول، وكانت التحية الأولى للرفيق سليمان زيدان، سكرتير فرع الشبيبة، الذي أكد على معاني الأول من ايار يوم التضامن العالمي مع الطبقة العاملة، خاصة لجماهيرنا العربية في البلاد، التي تعاني من أبشع انواع التمييز القومي والطبقي.
ووجه زيدان تحيات الشبيبة الشيوعية إلى الاسرى الفلسطينيين الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، في مواجهة ومقاومة الاحتلال وبطشه، كما حيا النائب بركة في تصديه للملاحقة السياسية التي تتمثل في المحكمة الجائرة الجارية ضده، "بتهم" التصدي لجنود الاحتلال واليمين الفاشي.
الاستغلال يشتد
والقى كلمة فرعا الحزب والجبهة، الرفيق وائل بصول، الذي قال إن الأحزاب الشيوعية والعمالية تحيي الأول من أيار منذ اكثر من 120 عاما، وعلى مر هذه العقود رأينا أن الاستغلال الطبقي يشتد، والمتغير الوحيد فيه هو تطوير الأدوات والوسائل، فد كان الاستغلال في داخل الدول ثم تمددت اذرع الرأسمالية إلى خارج حدود دولها الجغرافية، لتظهر أمامنا الامبريالية الاستعمارية.
وتابع بصول قائلا، إننا اليوم في عصر الاستغلال الأشد حتى الآن، ويطلق عليه عصر العولمة، فقلة قليلة من كبار أثرياء العالم يسيطرون على ثروات الشعوب والدول، التي إن كانت مصّدر فإنها تحصل على الفتات، وباتت البورصات وأسواق المال قنوات لصب الارباح في جيوب تلك القلة، ونموذج لهذا هو أسعار النفط في العالم، فالدول المنتجة للنفط لا تستفيد تقريبا كليا من الارتفاع الحاد في اسعار النفط، فمصدر النفط في الشرق الاوسط، ولكن سعره يتحدد في نيويورك.
الدرع الواقي لجماهيرنا
وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فحيا الشبيبة الشيوعية التي اثبتت حضورها المهيب في احتفالات الأول من ايار، ومن قبله ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني ويوم الارض الخالد، وهي حاضرة دائما في كافة المعارك والمناسبات الوطنية.
وتكلم بركة عن خصوصية الأول من أيار بالنسبة لجماهيرنا العربية الضحية الأكبر للسياسة الاقتصادية، كونها ضحية اصلا لسياسة التمييز القومي، مشددا على أن التمييز الطبقي بالنسبة للعرب له طابع قومي، ولهذا لا يمكن أن لأية جهة أن تتبنى سياسة اقتصادية يمينية، وتدعي في ذات الوقت أنها تدافع عن الجماهير العرب التي في غالبيتها الساحقة جدا أنها مسحوقة.
وتابع بركة قائلا، إننا نعتز بانتمائنا لهذا الحزب ولهذه الجبهة، فالحزب قاد نضال الجماهير العربية في وطنها منذ ايام النكبة، ثورية ومسؤولية قصوى، وهذا ما تجلا في معركة البقاء والحفاظ على الهوية واللغة، وفي نظرة إلى الوراء، فإننا على يقين أنه لولا الخط الكفاحي المسؤول الذي قاده الحزب وكان الخط السائد لنضال جماهيرنا العربية، منذ النكبة وحتى يوم الارض ومنه إلى اليوم، لكانت علامة سؤال خطيرة على بقائنا وشكل بقائنا وهويتنا.
حسابات نتنياهو
وتوقف بركة عند سياسة حكومة بنيامين نتنياهو والتوجه إلى انتخابات مبكرة، وقال: "إن لنتنياهو أجندات خطيرة، ولهذا أراد الاسراع بهذه الانتخابات، ليطبقها على ارض الواقع من دون ضغوط، ومنها أن يريد اقرار ميزانية تقشفية توجه ضربات قاسية للشرائح الفقيرة والضعيفة والمتوسطة، فور الانتهاء من الانتخابات، كي لا يكون مضطرا لإعداد ميزانية فيها بحبوحة نسبية، أو كما تسمى "ميزانية انتخابات" ".
وأضاف : "وثانيا، فإن نتنياهو يريد الاستمرار في تغييب العملية التفاوضية وافق حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، أيضا في حكومته المقبلة، ولهذا فإنه أراد من الانتخابات السريعة أن يستبق الانتخابات الأميركية واحتمالات تغير في توجهات البيت الابيض، خاصة إذا بقي باراك اوباما في منصبه، بادعاء أن سياسته في الولاية الثانية سيكون فيها بعض التغيير، لكون أميركا ستكون مطالبة بتقديم ثمن ولو محدود لقاء ما يجري في الدول العربية، أو كما يسمى "الربيع العربي"، مثلا على شكل اعطاء دفعة للعملية التفاوضية".
وتابع قائلا: "وثالثا، قال بركة، ستكون إيران، ولا نستبعد أن تبادر حكومة المغامرة الدموية بزعامة نتنياهو إلى شن هجوم حربي على إيران في الفترة الممتدة بين الانتخابات الإسرائيلية والأميركية ونحن نؤكد أن اسرائيل لا توجه تهديدا بل هي مصدر التهديد للمنطقة والعالم".
الأسرى البواسل
وقال بركة: "إنه أمام هذه الأوضاع، فإن واجب مشاركة الجماهير العربية الواسعة في الانتخابات المقبلة، في الكنيست كما في الهستدروت، ملحا أكثر من ذي قبل، لأننا قوة ضاغطة والمعارضة الثابتة، وكلما زادت قوتنا البرلمانية تقلص حجم المناورة الائتلافية في الكنيست، وهناك فرصة سانحة لتقليص قوة اليمين المتطرف والاستيطاني، وحتى أن نفقده قوته، وللجماهير العربية دور واضح في هذه القضية الهامة".
واختتم بركة قائلا: "اختار أن أختتم كلمتي بالقضية الأكثر الحاحا في هذه الساعة، وهذه الايام، وهي قضية الأسرى البواسل في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة بطولية، معركة الأمعاء الخاوية، افتتحها في الاشهر الماضي الاسير خضر عدنان، الذي قلت له خلال زيارتي له، إنك تضرب عن الطعام حتى الحرية وليس حتى الموت، وبالفعل بفعل نضاله البطولي كسر الاحتلال وكسر قضبان السجان وعاد إلى أحضان شعبه وعائلته، ونحن نريد لهؤلاء الاسرى أن يواصلوا معركتهم من اجل الحرية وكسر ارادة السجان والاحتلال".
ودعا بركة إلى اوسع حملة تضامن مع الاسرى في معركتهم.
شعر وغناء
هذا وتخلل الاجتماع القاء قصائد ثورية من الشاعر علي القادري، الذي ألقى قصيدة رائعة دعما للاسرى، ونشيد بلادي بلادي قدمته تهاني سليمان غميض، ومعزوفات لفرقة فنية من فرع الشبيبة في الرينة.