صائب عريقات:

بما أن الأعمال أبلغ من الأقوال فقد برهنت إسرائيل للمجتمع الدولي بشكل عملي أن سياساتها تتسم بالعدائية تجاه السلام

وزارة الأمن  الإسرائيلية تقول لمواطنيها أن يحملوا السلاح أثناء تجوالهم في الضفة الغربية المحتلة وقرب التجمعات السكانية الفلسطينية

حكومة إسرائيل أصدرت هذا الكتاب وزورت هوية هذه المواقع الفلسطينية بشكل متعمد ومقصود وهذا تصرف مرفوض جملة وتفصيلا

تكشف وزارة الأمن الإسرائيلية عن الأجندة الحقيقية لهذه الحكومة: لا شيء سوى الازدراء تجاه القانون الدولي والإجماع الدولي على حل الدولتين

أدان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات نشر السلطات الإسرائيلية كتاباً يعتبر الضفة الغربية المحتلة جزءاً من إسرائيل و"يحرض على العنف ضد المدنيين الفلسطينيين" من خلال تشجيع الإسرائيليين على "حمل السلاح داخل الأرض الفلسطينية المحتلة".

صائب عريقات - تصوير: Getty Images

وفي بيان وقعته منظمة التحرير الفلسطينية، رد عريقات على خبر نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول فحوى كتاب وزعته وزارة الأمن الإسرائيلية بمناسبة ذكرى قتلاها من الجنود وذكرى قيام دولة إسرائيل. ويقترح الكتاب الذي أهدته الوزارة إلى عائلات الذين فقدوا أبناءهم في الحروب منذ عام 1948، مسارات ودروب تنزه في إسرائيل دعتها فيه إلى "التسلح مع اقترابها من القرى العربية أو مخيمات البدو".

"تحريض مفضوح"
وقال عريقات إن "وزارة الأمن الإسرائيلية تقول لمواطنيها أن يحملوا السلاح أثناء تجوالهم في الضفة الغربية المحتلة وقرب التجمعات السكانية الفلسطينية"، مؤكداً أن "هذا تحريض مفضوح على العنف ضد الفلسطينيين يعكس السياسة والعقلية الرسمية في إسرائيل وينبغي أن يكون مصدر قلق بالغ للمجتمع الدولي".

الأجندة الحقيقية
وأضاف أن "من خلال إصدار كتاب عن مسارات ودروب التنزه في إسرائيل وذكره ما لا يقل عن 50 موقعا في الأرض الفلسطينية المحتلة، تكشف وزارة الأمن الإسرائيلية عن الأجندة الحقيقية لهذه الحكومة: لا شيء سوى الازدراء تجاه القانون الدولي والإجماع الدولي على حل الدولتين". ونفت وزارة الأمن الإسرائيلية أن تكون مسؤولة عن اختيار المسارات المذكورة في الكتاب.

الاستيلاء على الأرض الفلسطينية
وقال مسؤول من الوزارة لفرانس برس إن "لجنة الأولياء الحاملين الحداد هي التي اختارت مختلف المسارات والدروب" مضيفاً أنه "احترم اختيار أولئك الأولياء". وتابع عريقات ان "حكومة إسرائيل أصدرت هذا الكتاب، وزورت هوية هذه المواقع الفلسطينية بشكل متعمد ومقصود وهذا تصرف مرفوض جملة وتفصيلا"، مؤكداً أن "إسرائيل عازمة على الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بأكملها بدلا من التوصل إلى اتفاق شامل وعادل للنزاع على أساس حل الدولتين". وخلص إلى القول "وبما أن الأعمال أبلغ من الأقوال فقد برهنت إسرائيل للمجتمع الدولي بشكل عملي أن سياساتها تتسم بالعدائية تجاه السلام".

توصيات الوزارة
وأفادت تقارير أن الكتاب المذكور يوصي باستخدام عشرات المواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أحدها بالقرب من مستوطنة ميغرون العشوائية، كمواقع للتنزه في إسرائيل. ويتضمن كتاب وزارة الأمن الإسرائيلية التوصية التالية حول المواقع الفلسطينية المذكورة: "نقترح جلب قطعة سلاح، حين يمر الطريق بالقرب من (قرية فلسطينية) ... أو بالقرب من مخيم البدو."