هاني العقاد في مقاله:
الدنيا ستقوم ولن تقعد وتصدر اتهامات مخيفة بحق من اتفقوا على هذا من قبل العديد من الفصائل الفلسطينية
كأن اسرائيل كانت تنتظر حالة الانقسام والابتعاد والتشتت الفلسطيني لتتشبث بها وتعتبرها حق من حقوق اسرائيل في الصراع
الخطوة الاخيرة لإخراج حالة المصالحة الفلسطينية من الموت السريري أو التجميد باتت من الماضي واصبحت كسابقاتها من اتفاقات وتفاهمات
استكمال مخطط تهويد القدس العربية الفلسطينية والاستيلاء على كافة اراضيها وطرد كل العرب الفلسطينين منها يستكمل مخطط دولة اليهود التي سيكون نتيجتها تشريد وتهجير المزيد من الفلسطينين العرب
لو أن الرئيس ابو مازن والسيد خالد مشعل لم يتفقا في اجتماعهما بالدوحة على تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة يرئسها الرئيس ابو مازن تمهد للانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعيد هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وتسارع في اعادة مسيرة الشعب الفلسطيني للصف الواحد والكلمة الواحدة والنضال الواحد ،وبدلا من ذلك خرجوا باتفاق يسمي اعلان التقسيم يتم من خلاله تقسيم فلسطين الى ولايات خمس او اكثر كحل اخير للخروج من الانقسام ، على أن يكون لكل ولاية مجلس يدير شئون الولاية الامنية والتربوية والصحية شريطة أن تخضع جميع الولايات للنظام الرئاسي المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج ، ولو افترضنا أن الرئيس أبو مازن والسيد خالد مشعل شرعا بالفعل في الاتصالات مع الفصائل الفلسطينية لتطبيق التصور الجديد لتحديد الولايات وتسميتها ، فماذا سيكون رد فصائل منظمة التحرير وحماس والجهاد الاسلامي و تنظيمات اخري على هذا الإعلان وماذا سيكون رد اسرائيل؟ وماذا سيكون رد جامعة الدول العربية واللجنة الرباعية والولايات المتحدة الامريكية ..؟
انتفاضة ضد محمود عباس
إن الشيء الوحيد المؤكد عند الرد على هذا التصريح الافتراض ان الدنيا ستقوم ولن تقعد وتصدر اتهامات مخيفة بحق من اتفقوا على هذا من قبل العديد من الفصائل الفلسطينية ، وفي قيام الدنيا وقعودها سيدعي الشعب الى انتفاضة ضد محمود عباس لاسقاط رئاسته للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وسيغمض الداعون الى الانتفاض ضد السلطة الفلسطينية ومحمود عباس اعينهم حتى لا يروا ما آلت إليه الامور السياسية والاجتماعية والاقتصادية نتيجة لاستمرار الانقسام وتعمق مساراته وابتعاد غزة عن الضفة بمقدار خمسة ألاف سنة ضوئية وبالتالي ابتعاد الفلسطينيين عن الهدف الموحد بنفس الزمن الضوئي ، وقد لا يكترث الداعون لمواجهة أبو مازن الى المسافة الضوئية الفاصلة بين الفلسطينيين و العوامل التي تضعف مسيرة الكفاح الفلسطينيي و بالطبع فإن الانقسام سبب رئيسي لهذا الضعف .
الخطوة الاخيرة
يبدو أن الخطوة الاخيرة لإخراج حالة المصالحة الفلسطينية من الموت السريري أو التجميد عبر اتفاق الدوحة الذي ابرم بوساطة امير قطر وباتفاق وتوافق بين اعلى سقف سياسي في فتح و حماس أي السيد الرئيس والاخ خالد مشعل قد باتت من الماضي واصبحت كسابقاتها من اتفاقات وتفاهمات بين الحركتين و سرعان ما انقطعت كافة الاتصالات التوافقية بين الحركتين وعادت المناكفات الاعلامية والسياسية بقي الاعتقال السياسي على حاله ، بالرغم من أن هذا الاتفاق عكس حالة الحرص الشديد على مسير الوطن وكفاحه بين الرجلين، وعكس حالة من المسؤولية تبتعد عن المصالح الخاصة والاهداف الخاصة ،وبين للجميع اولويات العمل السياسي الفلسطيني لإخراج الوطن والمواطن الفلسطيني من حالة الانقسام الاسود الذي مس بكل منجزات النضال الفلسطيني وفتح على الشعب الفلسطيني حرب صهيونية مخططة لا هوادة فيها، وكأن اسرائيل كانت تنتظر حالة الانقسام والابتعاد والتشتت الفلسطيني لتتشبث بها وتعتبرها حق من حقوق اسرائيل في الصراع وجعل من حالة وحدة الشعب الفلسطيني مجرد استعداء لإسرائيل وإعلان الحرب عليها ،والأخطر في الانقسام حتى اللحظة انه جعل من الفلسطينيين امام العالم مجرد ساسة باحثين عن حكم وسلطة وجاه وليس عن وحدة وطن و تحريره ، وهذا اوجع قلوبنا جميعا في هذا البلد دون استثناء بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الدين أو الجنس، وجعل منا شخوصا صامتين امام اسئلة ابنائنا الذين اضناهم هذا التشتت وهذا البعد والانقسام بين الاخوة.
مبادرات توحيد جديدة
قد يحتاج الرئيس أبو مازن وأي قائد قلسطيني اخر بغض النظر عن انتمائه السياسي الى زمن اخر ليرضي الجميع على صيغ أو اتفاقات أو مبادرات توحيد جديدة وإن رضي الجميع بتطبيق أي اتفاق كان ،سواء اتفاق الدوحة أو القاهرة أو مكة أو حتى اليمن أو حتى تقسيم فلسطين لولايات تنتخب مجالسها مباشرة على أن تهيئ الظروف السياسية للخروج من ازمة الانقسام القاتلة عبر الانتخابات ويصطف الفلسطينين من جديد خلف قيادة وطنية واعية تعمل على التمسك بالثوابت الفلسطينية وتقود مسيرة الكفاح والنضال التحرري و بناء الانسان الفلسطيني القادر على بناء مؤسسات الدولة ، كما وتمكن من ادارة الصراع مع الاحتلال الصهيوني بشكل يضمن حقوق كافة ابناء الشعب الفلسطيني ويوفر حالة حكم ديموقراطي يعني بشأن كافة الفلسطينين بالوطن والشتات والمخيمات لا تحتكم لانتماء سياسي معين وانما الانتماء لفلسطينن الوطن والهوية والارض، لعل هذا لن يتوفر في الوقت الحاضر حتى يقتنع الجميع بأن الانقسام هو السم الزعاف الذي يودي بحياة قضيتنا الفلسطينية وثوابتها الى الموت الحقيقي، وهو الذي سيضعف حركة نضال اسرانا البواسل في السجون والمعتقلات الصهيونية، وبالتالي سيضعف مقاومتنا للمحتل الغاشم الذي بات قاب قوسين أو ادنى من استكمال مخطط تهويد القدس العربية الفلسطينية والاستيلاء على كافة اراضيها وطرد كل العرب الفلسطينين منها وبالتالي استكمال مخطط دولة اليهود التي سيكون نتيجتها تشريد وتهجير المزيد من الفلسطينين العرب من أراضيهم بالضفة الغربية وفلسطين التاريخية.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net