محمد بركة:
هذا ليس مكان للبحث الموضوع بل رئيس الجلسة من حزب "يسرائيل بيتينو" يريد منبرا للتحريض
التعليم ليس حقن معلومات بالطالب بل بالشرح المنطقي لحقائق ومعلومات وليس لتزييف تاريخ
ما يجري هنا هو نموذج آخر لسياسة كم الأفواه التي يقودها اليمين المتطرف الحاكم فأنتم لا تبحثون عن الحقيقة بل تفصلون روايات من منظوركم الضيق أنتم تعتقدون أن التعليم هو حقن معلومات بالطالب وهذا غير صحيح
أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الثلاثاء في الكنيست، أن مصطلح "قادمون" هو صنيعة صهيونية لمصطلح "مهاجرون"، فكل من ينتقل من دولة إلى أخرى للعيش فهو مهاجر، ولكن الصهيونية تريد فرض هذه المصطلحات على أبنائنا ضمن تزوير وتزييف التاريخ والحقيقة.
وجاء هذا في جلسة لجنة التربية والتعليم البرلمانية، التي بحثت اليوم، بطلب من رئيسها أليكس ميلر، من حزب "يسرائيل بيتينو" العنصري، قرار وزارة التعليم شطب كتاب للمدنيات، لجهاز التعليم العبري، يدعى "ننطلق إلى طريق المواطنة"، بزعم ان فيه الكثير من المغالطات، حسب منطق اليمين الاسرائيلي الحاكم، منها ما يتعلق بهجرة اليهود، ولكن أشد ما اثار غضبهم أن الكتاب يروي أيضا بعض جوانب الرواية الفلسطينية للنكبة.
خلفية عقائدية
وتبين من مداخلات كبار مسؤولي الوزارة حالة التخبطات وعدم الدقة في المعلومات، كما ظهر هذا جليا حينما تكلمت مؤلفة الكتاب، التي اكدت أن الكتاب عبر كل مراحل التدقيق وتصحيح المعلومات وجرى اقراره وفق الأنظمة، ومن بين ما أثير في الجلسة، أن الكتاب يتكلم عن أن قسما كبيرا من المهاجرين اليهود إلى اسرائيل ليسوا صهاينة ولا يهاجرون على خلفية عقائدية، ومنهم من هم ليسوا يهودا، بل مسيحيين أو من دون انتماء ديني، كما تذرع مسؤول المناهج في الوزارة بأن الاحصائيات المتعلقة بالعرب لم تكن صحيحة.
جلسة من أجل التحريض
وافتتح بركة كلمته موبخا رئيس الجلسة ميلر، وقال: "ما الداعي لهذه السرعة لعقد الجلسة في وقت العطلة، لا يوجد أمر ملح في هذا الملف، وكل ما في الأمر أنك تسارع قبل أن تنتهي ولايتك في رئاسة اللجنة من أجل استغلال موضوع آخر للتحريض، أنت حولت اللجنة إلى مسرح لترفع اسهمك السياسية".
وتابع بركة قائلا: "في الشهر الأخير من العام الماضي، طرحت على الهيئة العامة بحثا اعدته الروفيسورة نوريت بيليد الحنان، موضوع التحريض على العرب في كتب التدريس في المدارس العبرية، وطرحت نماذج عن عبارات مهينة للعرب، ولكنك لم تر من واجبك أن تعقد جلسة خاصة للجنة التعليم لتبحث مثل هذا الموضوع".
واضاف بركة قائلا: "إن ما يجري هنا، هو نموذج آخر لسياسة كم الأفواه التي يقودها اليمين المتطرف الحاكم، فأنتم لا تبحثون عن الحقيقة، بل تفصلون روايات من منظوركم الضيق، أنتم تعتقدون أن التعليم هو حقن معلومات بالطالب، وهذا غير صحيح غير ممكن، لأن عملية التعليم ليست على هذا النحو، بل أن المنهاج الدراسي يجب أن يعتمد على الحقائق التاريخية والتحليل السليم، وليس روايات ائتلافكم وأحزابكم".
مهاجرون وليس قادمون
وتوقف بركة عند الجدل الذي دار بين عدد من الحاضرين حول الهجرة اليهودية إلى اسرائيل، نظرا لأن الكتاب عرض حقيقة أن المهاجرين لم يهاجروا على خلفية صهيونية بل اقتصادية، وقال بركة: "بطبيعة الحال مواقفي واضحة من مسألة الهجرة ككل، ولكن في هذا المجال هناك أمرين تجدر الإشارة لهما.
فأولا، فإنه في كل لغات العالم من ينتقل للعيش من دولة إلى أخرى، فهو مهاجر، وفقط في القاموس الصهيوني اسمه "قادم"، لهذا فمصطلح "قادمون" هو صنيعة صهيونية تحاولون فرضه علينا وعلى ابنائنا الطلبة".
وتابع بركة قائلا: "إن الامر الثاني، فهو الاعتراض على ما ذكرته مؤلفة الكتاب حول طبيعة الهجرة، بأنها ليست هجرة على خلفية صهيونية"، وقال: "إن ما يسمى بـ "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي" هو معهد قريب أكثر على اليمين الاسرائيلي، وهو معهد عملت فيه النائب عنات ويلف، من حزب "عتسمؤوت" زعامة باراك، وهذا المعهد يقر في تقاريره السنوية، بالتراجع الحاد للهجرة الايديولوجية، ويؤكد أن تراجع الهجرة اليهودية إلى اسرائيل نابع من أن 90% من اليهود في العالم يعيشون في أوطانهم التي مستوى المعيشة فيها أعلى من اسرائيل".
وقد احرجت حقائق النائب بركة ويلف ونوابا آخرين.
تنظيم ارهابي
هذا وخلال النقاش، نشب جدل بين النائب بركة والنائب الكهاني ميخائيل بن آري، فحينما قال الأخير أنه من اليمين ويفتخر، ذكّره بركة بأنه ينتمي إلى حركة "كاخ" بزعامة مئير كهانا، فما كان من بن آري، إلا أن اعترف وقال نعم أنا من أتباع كهانا، "وكهانا صدق" بمعنى في تحريضه على العرب وطردهم من وطنهم.
وهنا قال النائب بركة، "إن هذا النائب يعترف بشكل قاطع أنه عضو في تنظيم ارهابي من المفترض أنه محظور في اسرائيل".
ويذكر أن حركة "كاخ" الارهابية محظورة على الورق في اسرائيل، وفي العديد من دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة، بوصفها حركة إرهابية.
اشتداد المواقف العنصرية
هذا وشارك في النقاش مندوب لجنة متابعة قضايا التعليم العربي رجا زعاتره، وتسنت مشاركته، بعد تدخل النائب بركة، وقال زعاتره، إنه من الملاحظ في السنوات الأخيرة وجود ظاهرتين، الأولى اشتداد ظاهرة المواقف العنصرية بين الشبان اليهود، كما تؤشر جميع الاستطلاعات، من حيث تفضيل المصالح الأمنية على القيم الديمقراطية، ورفض حق العرب في المشاركة السياسية، والظاهرة الثانية، هي الضغوطات السياسية اليمينية على برامج ومناهج التعليم، فحين يصدر كتاب لا يتماشى مع الموجة الفاشية السائدة يتم استهدافه والتحريض عليه كما يحدث في هذه الجلسة.