خلود بدار:
نهدف لدعم أهالي النقب في مواجهة مخططات التهويد والتهجير من الأراضي ودعما لصمودهم
تأتي في إطار تعزيز التواصل وإعادة اللحمة فيما بين الفلسطينيين من مختلف المناطق الفلسطينية وعلى رأسها منطقة النقب وهذه أولوية من أولويات مشروع التمكين المجتمعي
وفاء زريق – سرور:
يأتي هذا النشاط لتعريف إخواننا وشركائنا في المناطق الفلسطينية المحتلة على واقع أهلنا البدو في النقب مع التشديد على الشرائح المستضعفة في المجتمع
هذه الزيارة عمليا والتي جاءت بتزامن مع ذكرى يوم الأرض الخالد، انما تشير الى أن القضية واحدة ففي النقب وفي الأراضي المحتلة يناضلون لأجل البقاء والصمود الحفاظ على الأرض
حلّ الأسبوع الماضي وفد فلسطيني من المدوّنين والصحافيين ضيفا على النقب، ضمن مشروع التمكين الاقتصادي والمجتمعي في النقب والأراضي المحتلة في مركز مساواة. بحيث وصل الوفد المكوّن من حوالي أربعين مشاركا ومشاركة من صحافيين ومدوّنين ونساء قياديات من مؤسسة "فلسطينيات"، الى النقب ليلتقوا بأشقائهم من على الطرف الآخر من الخط الأخضر، ويتعرفوا على الواقع المرير والمشابه الذي يعيشه الطرفان، ويتبادلوا الخبرات حول النضالات التي يخوضونها، إن كان في دفاعهم عن الأرض، وكل موضوع القرى الغير معترف بها من قبل الحكومة في النقب أو النضال لتحسين الأوضاع الاقتصادية المعيشية ومحاولات بناء مستقبل أفضل.
حلّ الوفد في اليوم الأول ضيفا على جمعية "نساء اللقية" حيث التقى بالعاملين في المؤسسة وتعرف على أعمال التطريز الفلسطيني التقليدي اليدوية التي تقوم بها نساء الجمعية، واستمع لمداخلة من نعمة الصانع – مديرة الجمعية التي تحدثت عن تاريخ المؤسسة، نشاطاتها، وعن تاريخ البلدة نفسها. كما زار الوفد الخيمة البدوية التقليدية في القرية، وتعرّف الى مشروع التطوير السياحي الاقتصادي الذي تعمل عليه نساء القرية والطامح لتحويل اللقية لقرية بدوية سياحية... كما شارك الوفد في أمسية فنية ثقافية أعدتها الجمعية، وحضرها عضو الكنيست طلب الصانع، ورئيس المجلس المحلي خالد الصانع، وأهالي البلدة. وفي ختام الأمسية طلب أعضاء الوفد من عضو الكنيست الصانع وبقية أعضاء الكنيست العرب التعاون مع مركز مساواة في استمرار معالجة قضية قرية النبي صموئيل الفلسطينية التي تقع شمال غرب القدس، والغير معترف بها والتي احتلتها السلطات الاسرائيلية وتواصل التضييق على سكانها الذين لا يتعدى عددهم الـ200 نسمة. علما أن مركز مساواة يعمل على تنظيم جولة في القرية الأسبوع القادم.
التعرف على معرض المنسوجات اليدوية
وفي اليوم الثاني قامت المجموعة بزيارة جمعية "سدرة" والتعرف على معرض المنسوجات اليدوية ومراحل تصنيع السجاد من الصوف الطبيعي، ومن ثم زيارة قرية "قصر السر" والتي ترفض اسرائيل تزويدها بالخدمات الأساسية، على الرغم من الاعتراف بها منذ عام 2001، وعلى هامش الزيارة أجرى افراد المجموعات مقابلات مع عدد من الأهالي هناك للتعرف على ظروف معيشتهم والمشاكل التي يعانون منها. فقد أثار دهشتهم أنه لا زالت هناك 35 قرية عربية فلسطينية بدوية غير معترف بها حكوميا وتفتقد للخدمات الانسانية الأساسية كالكهرباء والماء، في "دولة ديمقراطية" كما تدعي اسرائيل، فوضّحت لهم وفاء زريق – سرور، مركزّة مشروع التمكين الاقتصادي للنقب والأراضي الفلسطينية المحتلة في مركز مساواة، أن "الديمقراطية الاسرائيلية تكف عن كونها ديمقراطية عندما تطال العرب الفلسطينيين، وهي مرحلة جديدة ضمن المخطط الصهيوني"!! وتطرقت الى مسيرة شعبنا النضالية منذ النكبة، وتتالي المعارك حول الأرض فبعد يوم الأرض 1976 والتصدي لمصادرة الأراضي، مرورا بالتصدي لتهويد الجليل والمثلث، وصولا الى مخطط برافر ومحاولة جديدة لتهويد النقب، وهي المعركة الحالية التي يخوضها أبناء شعبنا الفلسطيني. في حين قدمت حنان الصانع مداخلة عن تاريخ النقب حتى "برافر".
تعزيز التواصل
خلود بدار مديرة مشروع التمكين المجتمعي أوضحت أسباب هذه الزيارة، فقالت إنها "تأتي في إطار تعزيز التواصل وإعادة اللحمة فيما بين الفلسطينيين من مختلف المناطق الفلسطينية، وعلى رأسها منطقة النقب، وهذه أولوية من أولويات مشروع التمكين المجتمعي، وأيضا بهدف دعم أهالي النقب في مواجهة مخططات التهويد والتهجير من الأراضي، ودعما لصمودهم". وشكرت بدار مركز مساواة المبادر لهذا النشاط، وجمعية نساء اللقية وجمعية سدرة والأهالي في منطقة اللقية على البرنامج المميز للزيارة وعلى كرمهم وحسن استضافتهم واستقبالهم للمجموعة المشاركة في الزيارة، وقدمت دروعا تذكارية كتعبير عن امتنان المؤسسة والمجموعات لحسن الضيافة.
التشديد على الشرائح المستضعفة في المجتمع
من جهتها أكدت وفاء زريق – سرور، مديرة مشروع التمكين المجتمعي والاقتصادي في النقب والأراضي الفلسطينية المحتلة: "يأتي هذا النشاط لتعريف إخواننا وشركائنا في المناطق الفلسطينية المحتلة على واقع أهلنا البدو في النقب، مع التشديد على الشرائح المستضعفة في المجتمع، ومن رؤية نسوية خاصة. هذه الزيارة عمليا والتي جاءت بتزامن مع ذكرى يوم الأرض الخالد، انما تشير الى أن القضية واحدة، ففي النقب وفي الأراضي المحتلة يناضلون لأجل البقاء والصمود، الحفاظ على الأرض، وفي الآن ذاته التطوير والتمكين المجتمعي والاقتصادي، وهذا التضامن بين طرفي الخط الأخضر هو أمر مفهوم ضمنا ولم يولد من فراغ".