الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 06:01

طلاب عرب ويهود يلتقون على مدار يومين دراسيين لمناقشة القراءة الناقدة للاعلام

امين بشير -
نُشر: 27/03/12 15:56,  حُتلن: 08:46

المشروع يشمل ورشات عمل أحادية القومية وثنائية القومية ل 560 طالبا و 120 معلما عربيا ويهوديا في المدارس الثانوية

المجتمع العربي يعيش على هامش الاعلام العبري والتغطية الاعلامية فقط 3% من الاعلام العبري ومعظم التغطية لأخبار سلبية

سامر عثامنة مركز برنامج لقاءات في جفعات حبيبة:
الطالب ينكشف لمضامين جديدة خلال التعامل مع الاعلام على كافة انواعه

المربي سليم مصري من نحف:
مثل هذا اللقاء يهدف الى توعية الطلاب واهمية العيش المشترك ومواجهة الآراء المسبقة النابعة من عدم معرفة ن ومن خلال اللقاء نتعرف على الانسان الآخر

التقى يوم الاثنين طلاب ثانوية نحف بطلاب ثانوية مسجاف، على مدار يومين، في نيس عميم ضمن مشروع "اتصال وسلام"، والذي يرعاه معهد جفعات حبيبة وجمعية كيشف لحماية الديموقراطية وبدعم (أليو أس أيد) الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.



هذا ورافق طلاب مدرسة نحف الثانوية المربيان سليم مصري وقاسم بكري ورافق طلاب مدرسة مسجاف شموليك وليون، كما وحضر اليومين الدراسيين، يعقوب الطوخي مدير برامج حل النزاعات من "اليو أس أيد" طاقم جفعات حبيبة، الدكتور غزال أبو ريا مدير فرع جفعات حبيبة سخنين، والذي يدير مشروع القراءة الناقدة للاعلام، وسامر عثامنة، الموجه وجودي كنعان مديرة المشاريع في جفعات حبيبة وأيليت روث مديرة مشروع لقاءات، ومن جمعية كيشف يزهار بيئير مدير الجمعية لحماية الديمقراطية، وميخال، وشيري، وأفيفة مركزة المشروع من طرف كيشيف، كذلك حضر اللقاء باول مدير اصدقاء جفعات حبيبة في هولندا. ويشار الى أن مشروع القراءة الناقدة للاعلام هو مشروع ريادي يهدف الى القراءة الناقدة لوسائل الإعلام، وإكساب المعلمين وأبناء الشبيبة يهودا وعربا في إسرائيل، مهارات لإستهلاك ناقد لوسائل الإعلام. ومن جهته أشار الدكتور غزال أبو ريا الى أن الطلاب العرب واليهود مروا يوماً كاملا في مدارسهم لقاءً احادي القومية تحضيراً للقاء الثنائي القومية، كما وأشار أن الاعلام يبلور مواقف الجمهورر، والاعلام يصنع الحرب والسلام، وقطاعات كبيرة من المجتمع الاسرائيلي تشتكي من عدم مهنية الاعلام، وينطبق على اليهود الروس والاثيوبيين والمتدينين، ولكن الوضع الأصعب عند العرب حيث أن المجتمع العربي يعيش على هامش الاعلام العبري، والتغطية الاعلامية فقط 3% من الاعلام العبري، ومعظم التغطية لأخبار سلبية، وتغطية نمطية، وهناك بعض المصطلحات التي تعمق النمطية وعدم الحراك الاجتماعي، وعلى سبيل المثال إستعمال مصطلحات، كالشارع العربي، ولماذا لا يقولون الشارع اليهودي؟

تغطية اعلامية
وعندما يتحدث الاعلام عن قيادة محلية فإنهم يقولون وجهاء القرية، ويعنون القرية العربية، وعندما يتحدثون عن رعنانا وهرتسليا لا يقولون وجهاء رعنانا والتوجه هنا لإبقاء الوضع الاجتماعي على ما هو، هذا ويؤكد أبو ريا: "إن التهميش للعرب في معظم الاعلام العبري، كما وهناك أهمية لقراءة ناقدة للاعلام والمشروع يهدف الى تمكين المعلمين والمربين، اكتساب آليات لفحص المضمون، وعلى سبيل المثال في حرب لبنان 2006 خرجت احدى الصحف المركزية بعنوان، "عرب حيفا يستمعون لحسن نصر الله"، هذا هو العنوان، وفي النص الداخلي هناك تأكيد على أن العرب في حيفا منغرسون في مدينتهم حيفا، وأن رئيس البلدية يمتدحهم وعليه من يقرأ العنوان، يذهب الى مكان آخر، وكان العرب في حيفا يغادرون بيوتهم".  المصطلح "استهلاك ناقد لوسائل الإعلام" يتطرق لقراءة أو مشاهدة وسائل الإعلام بتوجه ناقد وموضوعي، في العالم الحديث أصبحت وسائل الإعلام المصدر الأساسي للوصول للمعلومات في المجتمع ومعظم المواطنين يبلورون مفاهيمهم ومواقفهم معتمدين على مضامين تنشر في وسائل الإعلام المختلفة، وتضم الصحف، الجرائد، التلفزيون، الراديو ومواقع الانترنت. ومن هنا الفهم العميق لعمل وسائل الإعلام يمكن الواحد منا فهم ومواجهة مضامين إعلامية فيها إشكال، التحريض واللاشرعية لمجموعات في المجتمع. واقع النزاع والفجوات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي يعطي قوة كبيرة لتأثير وسائل الإعلام على بلورة المواقف وعليه توجد حاجة ماسة لإكساب آليات للقراءة الناقدة وخاصة في جهاز التربية.
 
ورشات للطلاب
ويشمل المشروع ورشات عمل أحادية القومية وثنائية القومية ل 560 طالبا و 120 معلما عربيا ويهوديا، في المدارس الثانوية، وورشات المعلمين تتم في نهاية الأسبوع وتضم 14 ساعة إرشادية التي تعطي المعلم استحقاق استكمال، الكليات تجهز كادر من رجال التربية الذين بقدرتهم تعليم الشبيبة الإسرائيلية بقراءة أو مشاهدة برامج جديدة في أجهزة الاتصال بشكل ناقد. خلال سنتي المشروع تتم ورشات عمل لأربعة مجموعات، كل مجموعة تشمل 30 معلما، نصفهم عرب والآخر يهود والتي تتم في بيوت ضيافة.  ورشات الطلاب الثانويين تتم من خلال سيرورة تعلم مشترك لأربعة أزواج صفية بكل سنة، كل زوج مركب من صف عربي وآخر يهودي والذي يمر 3 ورشات إرشاد من قبل طاقم موجهين مهنيين الذين يقدمون مضامين طورت على يد طاقم البحث "كيشيب".

القراءة الناقدة
الورشة الأولى تكون أحادية القومية لمدة أربعة ساعات والتي تكون في المدرسة، والورشة الثانية تكون ورشة ثنائية القومية لمدة يومين مع مبيت وضيافة، اللقاء يكون تجربة تعارف عميقة بين الأطراف، والورشة الثالثة تكون ورشة أحادية القومية لمدة 4 ساعات وتكون في المدرسة. المشتركين في الورشة يتعلموا ويجربوا كيفية جمع المعلومات ومنتجتها، العلاقة بين وسائل الاتصال والميديا وبين الصراع والسلام في مجتمع موجود في صراع.  ويمر المشتركون في تجربة شخصية تشمل مهام منتجة بديلة للأخبار بشكل غير موجه وأكثر عقلانية ومهنية. خلال المشروع، المؤسسات المنفذة تنشر مرشد تدريس لتعلم القراءة النقدية لوسائل الأعلام بالعبرية والعربية والذي يشكل وسيلة مساعدة للمعلمين من أجل تعليم الدروس والمواضيع. هذا وقال المعلم ليون من مدرسة مسجاف الثانوية: "القراءة الناقدة موضوع مهم عند كل المجتمعات، وفي كل دول العالم يجب استهلاك الاعلام بشكل ناقد وعدم القبول به كأنه حقيقة والوصول لصورة حقيقية عن الاعلام". أما يزهار بيئير فقال قال: "نرى بالمشروع اهمية لجيل الشبيبة عرباً ويهوداً لمنحهم قدرات، وأدوات للقراءة الناقدة بين السطور، وتمكينهم المصطلحات الاساسية في النقد، وما يجعل الشباب  اناس مواطنون هو الادوات الناقدة، والنقد يعني اقتراح بدائل وعدم قبول الوضع على ما هو، وهذا يوصلنا الى جيل افضل".

توعية الطلاب
أما المربي سليم مصري من نحف قال: "مثل هذا اللقاء يهدف الى توعية الطلاب واهمية العيش المشترك ومواجهة الآراء المسبقة النابعة من عدم المعرفة ومن خلال اللقاء نتعرف على الانسان الآخر". أما المربي قاسم بكري فقد أكد:" طلابنا متلقون تربية على احترام وجهات النظر الأخرى، حتى لو أننا لا نحب ما يقوله الآخر، ونؤمن بالتعددية، وشرعية الحوار". رئيس رابطة اصدقاء جفعات حبيبة في هولندا - بول نوه الى أن: "عندما نقرأ صحفاً او نشاهد تلفزيون نرى جزءً من الحقيقة لذا توجد الأهمية لإستهلاك ناقد للاعلام وليس تقبل كل ما نقرأه أو نسمعه، ومهم جداً القراءة بين السطور". سامر عثامنة مركز برنامج لقاءات في جفعات حبيبة قال: "الطالب ينكشف لمضامين جديدة، خلال التعامل مع الاعلام على كافة انواعه". هذا ورافق الطلاب في اليوم الاول للمشروع الاستاذ يعقوب الطوخي وحضر ورشة عمل وعقد جلسة مع القيمين على المشروع، لمناقشة تأثير المشروع على الطلاب وكيفية تحقيق الأهداف العملية. ونشير أن في اليومين الدراسيين شارك طاقم من المرشدين في كل مجموعة مرشدين عربياً ويهودياً والتحدث باللغتين العربية واليهودية من أجل خلق توازن داخل اللقاء وعدم هيمنة ثقافية لطرف على الآخر.

مقالات متعلقة

.