مدير المكتبة العامة مصطفى عبد الفتاح:
سياسة حكام اسرائيل لم تتغير والتاريخ مازال كما كان منذ أكثر من ثلاثين عاما مضت

رئيس المجلس المحلي نواف حجوج:
لنقف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا الذين سقطوا ضحية الاضهاد والعنصرية

الدكتور ثابت ابو راس المحاضر في جامعة بئر السبع ومدير مركز عدالة في النقب :
لا يوجد شبيه في العالم أجمع لدولة تدعي الديمقراطية وتنهب كل يملكه السكان من اراضي ,انها سياسة عنصرية بامتياز

كما في كل عام ومنذ تأسيسها تقوم المكتبة العامة في كوكب أبو الهيجاء وبالتعاون مع المركز الثقافي وبرعاية قسم المعارف في المجلس المحلي بإحياء ذكرى يوم الارض الخالد، بفعاليات هادفة وبرامج تعميق الانتماء وترسيخ الهوية الوطنية.



وقد كان للنقب الشامخ الدور الأساسي هذا العام، حيث أقيمت ندوة خاصة عن بدو النقب الذين يتصدون بصدورهم العارية ومعنوياتهم العالية التي لا تقهر أ،عتى الات القمع والظلم ومخططات الهدم والترحيل وسلب أبسط الحقوق الاساسية. فكان عنوان الندوة: عرب النقب في مواجهة مخطط برافر.

سياسة النهب المستمرة
افتتح الاجتماع وأدار عرافته مدير المكتبة العامة مصطفى عبد الفتاح بكلمة مؤثرة، حيث إستعرض العلاقة الخاصة التي تربطه بالدكتور ثابت أبو راس منذ سنوات السبعين من القرن الماضي وتحديدا عام 1979 عندما قادا لجنة الطلاب العرب في جامعة بئر السبع، وعملا مع باقي الطلاب على إحياء يوم الأرض الخالد الذي كان حديث العهد في تلك السنوات، بتوزيع المناشير بين القبائل البدوية والتجمعات السكانية هناك وتوعية الناس على الأخطار المحدقة بهم جراء سياسة المصادرة والهدم والتي كانت في أوجها في الجليل والمثلث والنقب. وأشار أنه قد حاول الطلاب في تلك المرحلة التصدي لقوات الأمن ومنعها من هدم البيوت ومصادرة الاراضي. وتحدث عبد الفتاح عن الصعوبات الكبيرة في ايصال الكلمة الوطنية إلى الأهل الصامدين هناك، وعن المخاطر المترتبة على العمل السياسي في تلك المرحلة والتي واكبها في ذلك العام أيضا زيارة الرئيس المصري انذاك أنور السادات والذي قام الطلاب العرب بالتظاهر والاعتراض على زيارته والتي اعتبرت خيانه للقضية الفلسطينية، مما أدى بسلطات الجامعة بالتصدي للطلاب ومنعهم من إبداء آرائهم ومواقفهم ووصل بها الأمر إلى فصل العديد من الطلاب في تلك الفترة وكان عبد الفتاح احدهم، وربط عبد الفتاح بين تلك الفترة وما يحدث اليوم وكان شيئا لم يتغير ومازالت سياسة العنف والعنصرية والنهب والسلب لأبسط حقوق الانسان قائمة لم تتغير مما يأكد الهدف النهائي للحركة الصهيونية من تجريد المواطنين العرب من كل ما يملكوه من أرض.

معاناة أهالي النقب
أما رئيس المجلس المحلي نواف حجوج فقد حيا الحضور وشكر الدكتور ثابت أبو راس على تلبيته الدعوة واثنى على عمله ودوره الريادي في الدفاع عن أرض النقب، وشكر مدير المكتبة على ما قام به من جهد لإنجاح مثل هذا العمل ودعى الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الارض، وأردف في التأكيد على أن اسباب واجواء التي سادت في الثلاثين من آذار في العام 1976 ما زالت قائمة في ظل ما يعانيه المواطنون العرب في البلاد وعلى وجه الخصوص في النقب الصامد، موجهاً دعوة للمشاركة في المهرجانات والاعمال التطوعية التي أقرتها لجنة المتابعة للجماهير العربية ، والتأكيد على حق المواطنين العرب في قضايا الارض والمسكن.

دعم ومؤازرة
وتحدث الدكتور ثابت أبو راس بالوثائق والبراهين والقرائن عن مدى الظلم والقهر والمحاولات التي تبذلها حكومات اسرئيل من أجل سلب ما تبقى من أرض للبدو في النقب والسياسة المتبعة التي تهدف ليس فقط مصادرة الأرض، إنما ايضا قتل النسيج الاجتماعي وإلغاء الكيان البدوي وخصائصه المعروفة وتحويل البدو إلى مجتمع قروي فلاحي غير متجانس، مما يؤدي الى القضاء التام على خصائص الحياة البدوية ، وبالتالي اقتلاع البدوي من أرضه،من حضارته، من تراثه ومن كيانه الانساني وتخويله إلى مجرد مشردين لا رابط بينهم . وهو أمر مقلق وخطير جدا. وفي نهاية المداخلة قام بعرض فيلم وثائقي مؤثر جدا عن معناة البدو في النقب تلاه بعض النقاشات وانتهى الاجتماع بالدعوة إلى المشاركة الفعالة في إحياء يوم الأرض الخالد ودعم عرب النقب وترتيب زيارات خاصة لهم لدعمهم وللشد من أزرهم .