المطران سمير نصّار رئيس أساقفة دمشق للموارنة:
المعاناة التي نعيشها كبيرة ونحن نشاهد هذه المأساة بلا حول ولا قوة
ما بدأ على شكل مظاهرة صغيرة في الجزء الجنوبي من سوريا في الخامس عشر من آذار العام الماضي تحول الآن إلى أزمة تكتنف كل مدن البلاد
الصراع يسير في طريق مسدود فمن جهة هناك قوة مركزية قوية ترفض التنحي ومن الجهة الثانية انتفاضة شعبية لا تظهر أية علامات للتراجع
الصراع يشل البلاد وألقى علينا بتبعات عقوبات اقتصادية وتضخم وانخفاض في قيمة العملة المحلية بنسبة 60٪ وزيادة البطالة والدمار وتشريد السكان وضحايا بالآلاف
قال المطران سمير نصّار، رئيس أساقفة دمشق للموارنة، إن "المعاناة التي نعيشها كبيرة ونحن نشاهد هذه المأساة بلا حول ولا قوة، لحسن الحظ إن قداسة البابا بندكتس السادس عشر يملأ الفراغ من خلال مطالبته بالسلام والعدالة والحوار والمصالحة"، تعليقاً على مرور عام على الأزمة السورية. وفي رسالة بعث بها إلى وكالة (فيديس) الفاتيكانية للأنباء الخميس، أضاف أن "ما بدأ على شكل مظاهرة صغيرة في الجزء الجنوبي من سوريا في الخامس عشر من آذار العام الماضي، تحول الآن إلى أزمة تكتنف كل مدن البلاد"، وفي "مواجهة أزمة نمت في غضون سنة من مستوى محلي إلى إقليمي، أصبحت سوريا منطقة صراع دولي"، والتي تهدد مخاطرها السياسية والعسكرية والاقتصادية، بإعادة تشكيل مستقبل البلاد".
المطران سمير نصّار
طريق مسدود
وأشار المطران نصّار إلى أن "الصراع يسير في طريق مسدود، فمن جهة هناك قوة مركزية قوية ترفض التنحي"، ومن الجهة الثانية "انتفاضة شعبية لا تظهر أية علامات للتراجع، على الرغم من شدة العنف"، لافتاً إلى أن "هذا الصراع الذي يشل البلاد، ألقى علينا أيضا بتبعات عقوبات اقتصادية وتضخم وانخفاض في قيمة العملة المحلية بنسبة 60٪، وزيادة البطالة والدمار وتشريد السكان وضحايا بالآلاف"، وتابع أن "الشعب يخضع لضغوط هائلة ومعاناة شديدة تنمو على مر الزمن"، فضلاً عن "تنامي الكراهية والانقسام وزيادة البؤس، في ظل غياب أعمال الرحمة والمعونات الإنسانية"، معرباً عن قلقه العميق من "سوريا يبدو وكأنها ترزح تحت وطأة هذا المأزق القاتل".
حال المسيحيين
أما بشأن حالة المسيحيين، فقد أشار رئيس الأساقفة إلى أن "الجمود الحالي يثير قلق المؤمنين، الذين في نهاية كل قداس يودّع بعضهم البعض انطلاقا من شعورهم بمستقبل غير مؤكد"، لافتا إلى أن "إغلاق السفارات في دمشق حال دون إمكانية الحصول على تأشيرات من أجل الحد بشكل كبير من إمكانية مغادرة البلاد"، وأردف "في هذه اللحظة من الكرب العظيم والانقسام، غدت الأسرة الملجأ الوحيد لضحايا الأزمة فهي بمثابة درع يضمن بقاء المجتمع والكنيسة"، لهذا السبب "وأمام هذه المأساة، شاءت الكنيسة أن تركز اهتمامها وصلاتها على العائلات، وتوفر لها كل مساعدة ودعم ممكن".
إزدياد قوة العاصفة
واستدرك الأسقف الماروني قائلاً "لكن الأزمة لا يبدو أن تقترب من نهايتها، بل تزداد قوة العاصفة باستمرار ولا يمكن رؤية نهاية النفق"، متسائلا " الى أين ستذهب سوريا وماذا سيحل بها؟"، وختم بالقول "يعيش المسيحيون الصوم الكبير في صمت ويدين خاويتين وقلب مثقل، وعيونهم تتجه نحو المسيح ليقود خطانا على طريق الغفران والسلام".