جميل أبو خلف في مقاله:
هتلر المانيا قتل نفسه من أجل ألمانيا وهتلر العرب قتل سوريا من اجل نفسه
هتلر ألمانيا وجّه جيشه الى جيرانه وترك شعبه وهتلر العرب وجّه جيشه الى شعبه وترك جيرانه
الرؤساء العرب تعلموا من أسلافهم قادة الفاشية والنازية وأبدعوا في تعلمهم فحازوا على الامتياز في بعض التخصصات مثل القتل والسجن والإقصاء
أنصار هتلر الحقيقي قد يغضبوا إذا عرفوا أن الأسد تنافس مع هتلرهم وتشبه به وسيقولون بأن هتلرنا كان يعتز ويفخر بشعبه ووطنه وقوميته ولا يقبل بظلمهم
الشعب السوري توجه إلى الدكتور "نشار الجسد" بعد ألم شديد أصابه في بطنه وألم أشّد أصابه في حريته وكرامته فأجابهم إن هذه الأمراض ليست من موضوع اختصاصي
غضب الشعب واستنفر وخرج إلى ثورته المجيدة ليقول لهذا الطبيب كفى يا هتلر العرب اذهب إلى الجحيم اذهب إلى حيث ذهب معلمك الأول ولبئس المصير لقد سئمناك وكرهناك
التلميذ (هتلر سوريا) تعلم الكثير من هتلر ألمانيا لا بل تعلم واجتهد أكثر وأصبح ذا ثقافة عالية من خلال التخصصات المختلفة التي حصل عليها ضمن شهادة الدكتوراة في الدكتاتورية
لم يتعلم هتلر العرب الذي سبق معلمه في القتل أن معلمه لم يقتل شعبه بقصد كما فعل هو ولم يتعلم أن يحب سوريا وأن يكون وطنياً كما أحب هتلر ألمانيا وطنه ودولته لكنه أحب نفسه ونظامه وعائلته ونصيريته
لعل أغلبنا تعلم أو قرأ عن شخصية أدولف هتلر الألماني النازي ، ولعل الكثيرين منا متفقون على أنه كان دكتاتوراً ، أو حتى يحمل لقب دكتوراة في الدكتاتورية إن جاز التعبير ، إلا أنه وبالرغم حصوله على هذا اللقب العالمي فكان له من الحسنات ما كان ، وخاصة في صفوف مؤيديه من الحزب النازي ، أو حتى من بين فئات الشعب الألماني نفسه لما كانت له من محاولات وأهداف معلنة، أراد تحقيقها لشعبه مثل توسيع المجال الحيوي لألمانيا من خلال الاستيلاء على الأراضي المجاورة لها .
الكاتب جميل أبو خلف
الامتياز في القتل والسجن والإقصاء
لقد تعلم الرؤساء العرب من أسلافهم قادة الفاشية والنازية وأبدعوا في تعلمهم فحازوا على الامتياز في بعض التخصصات مثل القتل والسجن والإقصاء و ... . حقاً انها المدرسة الهتلرية والتي لا تقبل إلا المبدعين والممتازين ، ولا تقبل إلا أصحاب الدم "النقي" لكي لا يختلط مع الدم الآخر ويبقى نقياً .
في معظم الأحيان تُخرّج المدارس النموذجية مبدعين ، وقد يتخرج على يد المعلم الماهر والمبدع تلميذاً متفوقاً ، وقد يسبق معلمه في علمه وابتكاراته وإبداعاته ، وهذا ما حصل مع أصغر تلميذ تخرج من مدرسة النازية وحصل على لقب دكتوراة في القتل وسفك الدماء خلال سنة واحدة إضافة للقب القديم في طب العيون .
نشار الجسد
لقد توجه الشعب السوري إلى هذا الدكتور "نشار الجسد" بعد ألم شديد أصابه في بطنه (ألم الجوع) وألم أشّد أصابه في حريته وكرامته ،فأجابهم : ان هذه الأمراض ليست من موضوع اختصاصي ، فأنا طبيب عيون سابقاً والآن انا أعمل ضمن تخصصي الجديد دكتور دكتاتور فمن لا يتحمل هذه الآلام فسأعالجه بالحال. قرر الشعب الشفاء من هذه الأمراض بأي ثمن فاختار أن يخرج على طبيبه والذي ظنوه أنه طبيب يصلح للعلاج ولكن دون جدوى.
غليان شديد
لقد غضب الشعب السوري غضباً شديداً وأصبح في حالة غليان شديد خاصة وأنه صبر وصابر سنين طويلة، ولكن صبره نفذ وأصبح قانت لأن الفقر يزيد ويزيد ، وأن الحرية والكرامة تتناقص يوماً بعد يوم . نعم إنها ثورة الغضب ، لقد غضب الشعب واستنفر وخرج إلى ثورته المجيدة ليقول لهذا الطبيب : كفى جوعا ، وكفى ذلا ، وكفى انتهاكا لحريتنا ..كفى .. كفى ؛ خرج ليقول له كفى يا هتلر العرب ، اذهب إلى الجحيم ، اذهب إلى حيث ذهب معلمك الأول ولبئس المصير ، لقد سئمناك وكرهناك !!!.
هتلر سوريا
لقد تعلم هذا التلميذ (هتلر سوريا) الكثير من هتلر ألمانيا لا بل تعلم واجتهد أكثر وأصبح ذا ثقافة عالية من خلال التخصصات المختلفة التي حصل عليها ضمن شهادة الدكتوراة في الدكتاتورية، مثل القتل والتعذيب والإرهاب والتدمير والتجويع وعمليات الاغتصاب وغيرها من أساليب التنكيل والقهر والظلم والاستعباد. نعم ، لقد عالج الطبيب شعبه بهذا العلاج ظاناً أنه العلاج الأمثل والأسرع والأقوى ، لأنه سبق وأعلن عن نفسه أنه ماهر (أخو ماهر) وبارع في هذا العلاج لمثل هذه الحالات من الأمراض. صحيح ، لقد قبل الشعب هذا العلاج وأطاع طبيبه فأخذ هذه الجرعات المرّة من دواء طبيبه المفضل ذي الفاعلية القوية آملاً أنه حقاً هذا الدواء الذي له طعم مر بل العلقم سيشفيه عما قريب ، وانه كلما طالت مدة هذا العلاج فلا بد من استئصال المرض بالكامل من جسد الشعب السوري وهو مرض الخوف والذل والخنوع .
سفاح مجرم وشيطان
لقد كان هتلر ألمانيا سفاحاً ومجرماً وشيطاناً ، ولكنه كان يبرر دكتاتوريته بمبررات مختلفة قد يعتبرها صحيحة ومنطقية ، وقد يوافقه البعض من أبناء الجنس الآري ، أو غيرهم في انتهاجه هذه السياسة واتباع هذه الإستراتيجية لأنه لم يثأر لنفسه أو لحزبه فحسب. لو قارنا بين الهتلرين لوجدنا حقاً أن هتلر ألمانيا لم يتجاوز أو يتمادى كثيراً قياساً مع هتلر سوريا ، وقد أسلفت بأن كثيراً ما يتفوق التلميذ على معلمه وهذا ما حصل لهذا التلميذ الصغير المتفوق. لقد تعلم هذا التلميذ من معلمه الكثير ولكن برغم "ذكائه" فيلاحظ أنه كان غبيا لحد كبير وخاصة في فهم المقروء ، وفي الجزئيات المتعلقة في النواحي الوطنية والأخلاقية والإنسانية .
قتل الشعب
لم يتعلم هتلر العرب الذي سبق معلمه في الدكتاتورية والقتل أن معلمه الكبير لم يقتل شعبه بقصد كما فعل هو ؛ ولم يتعلم هتلر العرب في المدرسة الهتلرية النازية أن يحب سوريا ، وأن يكون وطنياً كما أحب هتلر ألمانيا وطنه ودولته ؛ لكنه أحب نفسه ونظامه وعائلته ونصيريته . لم يتعلم هتلر العرب استرداد كرامته وكرامة شعبه من خلال استرداد الأراضي التي خسرها في حروبه كما فعل هتلر ألمانيا عندما وسّع مجال ألمانيا الحيوي واحتل النمسا وتشيكوسلوفاكيا سنة 1938 كرد على معاهدة فرساي المذلة .
حس وطني وإنساني
لم أورد هذه المقارنة من أجل المقارنة ، ولم أقصد أن أقول أن ما فعلته ألمانيا من خلال السياسة التي انتهجتها هي محببة أو مبررة ، ولم أؤيد أو أناصر مثل هذه الدول في اغتصابها للدول الأخرى ، ولا أقول أن هذه الأنظمة التوتليتارية هي الأمثل ؛ ولا أظن أن أي شخص عنده حس وطني وحس إنساني ، وحس أخلاقي يؤيد مثل هذه الأنظمة التي يقف على رأسها قادة مثل هتلر أو موسوليني أو غيرهم ، لكن ما هو ظاهر للعيان ونراه كل يوم وكل لحظة على شاشات التلفاز ونقرأه كل يوم ، ندرك يقيناً أن هذا الطبيب السوري قد خلع ثوب الإنسانية منذ حوالي العام ، ولبس ثوبا جديدا واكتسب صفة ولقبا جديدا وهو "هتلر العرب" ، ولا أظن أنه يستحق لقبا أو وصفا أجمل من هذا الوصف ، لا بل أن أنصار هتلر الحقيقي قد يغضبوا إذا عرفوا أنه تنافس مع هتلرهم وتشبه به ، وسيقولون بأن هتلرنا كان يعتز ويفخر بشعبه ووطنه وقوميته ولا يقبل بظلمهم .
الاستبداد والطغيان
لقد تشابه الهتلران بالقتل ، وقد تشابها بالاستبداد والطغيان ، وقد تشابها لحد ما في الأسماء ( أسد ، واودلف تعني ذئب باللغة الألمانية ، وكلها وحوش) ، لكن هتلر ألمانيا وجّه جيشه الى جيرانه وترك شعبه ، وهتلر العرب وجّه جيشه الى شعبه وترك جيرانه ، وكذلك الاختلاف بين الهتلرين أن هتلر المانيا قتل نفسه من أجل ألمانيا ، وهتلر العرب قتل سوريا من اجل نفسه .
لقد قرر الشعب السوري العيش بكرامة وحرية ، واتخذ هذا القرار منذ سنة ، وسيبقى هذا الشعب خارج بيته حتى وان كلف الأمر دفع آخر طفل سوري لحياته فداء لوطنه العزيز ، وحتى وان كلف الأمر بأن يداس بدبابات طبيبه ويختلط دمه الطاهر بتراب سوريته الحبيبة ، حتى ولو كلف الأمر ما كلف ؛ لقد قال الشعب كلمته التي لا يقول سواها وهي الجهاد والاستشهاد ، أو تحرير الوطن من الظالم والطاغي "نشار الجسد" .
لقد قرر الشعب شراء الحرية والكرامة والعزة بأغلى ما يملك ، وقرر تحقيق آماله من خلال ثورة الغضب ضد هتلر العرب .
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il