حنان زعبي تحدّثت عن الموجات الاحتجاجية التي تجتاح العالم خاصّةً في مصر وإسرائيل والتي تطرح على الأجندة العامّة المطلب المشترك بالعدالة الاجتماعية والمساواة
المربّي مجدي قدح تحدث على أهمّية المشروع للشّبيبة والتي تكمن في مساهمته في إخراجهم من الروتين واللاّمبالاة وعبّر عن أمله بأن يصبح أبناء الشبيبة عاملاً إيجابيًّا ومؤثّرًا في المجتمع
جرى لقاء فريد من نوعه بين طلاّب صفوف العواشر من مدرسة "هكفار هيروك" و"المدرسة الثانوية" في قرية الرّينة في هكفار هيروك يوم 231، في إطار مشروع "أبناء شبيبة من أجل التغيير الاجتماعي" الذي تبادر إليه نقابة العمّال "معًا". افتتحت اللقاء حنان زعبي، مركّزة المشروع في منطقة الشمال، التي تحدّثت عن الموجات الاحتجاجية التي تجتاح العالم، خاصّةً في مصر وإسرائيل، والتي تطرح على الأجندة العامّة المطلب المشترك بالعدالة الاجتماعية والمساواة. مركّزة فرع العلوم الاجتماعية في هكفار هيروك، يفعات برنشتاين، تحدّثت عن المدرسة، الذي يعيش ربع طلاّبها ال 1700 في المدرسة الداخلية. وقد شدّد المربّي مجدي قدح، الذي رافق طلاب مدرسة الرينة على أهمّية المشروع للشّبيبة، والتي تكمن في مساهمته في إخراجهم من الروتين واللاّمبالاة، وعبّر عن أمله بأن يصبح أبناء الشبيبة عاملاً إيجابيًّا ومؤثّرًا في المجتمع. بعد الافتتاحية، توزّع المشاركون إلى ثلاث مجموعات مختلطة، وبدأوا بالفعالية التي تخلّلتها ترجمة فورية.
جلس المشاركون أمام بعضهم البعض، ونجمت بينهم قربى أتاحت جوًّا من الخصوصية والإصغاء والنظر المتبادل، ورويدًا رويدًا تمّ التغلّب على الجمود. نجحوا في التغلّب على الارتباك الأوّلي، وبدأوا بالتحدّث عن أنفسهم وعن طموحاتهم المستقبلية.بعد ذلك ناقشت المجموعات دور أبناء الشبيبة في الاحتجاج الاجتماعي، وأسئلة مثل ما هي قوّة تأثير أبناء الشبيبة، وما الذي يمنعهم من القيام بذلك. للسؤال ما هي العدالة الاجتماعية، أجابوا بدون تردّد: الحقوق المتساوية، ورواتب تسدّ الاحتياجات المعيشية، والاحترام المتبادل. كان النقاش مفتوحًا وتلقائيًّا، وكان الاستنتاج الذي توصّلوا إليه، أنّه عندما نرى حالة واضحة من اللامساواة وانعدام العدالة يتوجّب علينا الخروج إلى الشوارع!يقول "أور" إنّ المساواة يجب أن تشمل الجميع: السودانيين والروس واليهود والعرب. إذا كانت السلطة، المسؤولة عن تقسيم الموارد، لا تتيح لكلّ فرد أن يتقاضى راتبًا يتلاءم مع الجهد الذي يبذله في العمل، يجب محاولة تغييرها كي تؤدّي الديمقراطية وظائفها. وتحدّث "نضال" عن مبادئ المساواة والعدالة التي تحدّث عنها مع المرشدة أسماء إغبارية زحالقة.
الإثراء الفكري
و"يعيل" تغلّبت على حيائها وقالت بأنّها لا تدرك كيف طالبوا بالعدالة الاجتماعية في تل أبيب في حين لم يبالوا لاحتلال شعب آخر؟ يجب أن تكون العدالة الاجتماعية عالمية تشمل الجميع.عندما حضر أبناء الشبيبة إلى غرفة الطعام لتناول الغداء، جلسوا في مجموعات مختلطة، وتبادلوا الانطباعات قبيل إجمال اللقاء في القاعة الكبيرة. إجمالاً، اتّفق الجميع على أنّ التغيير يجب أن يبدأ من أنفسنا في الأمور اليومية الصغيرة. اعترى أبناء الشبيبة شعور بالإثراء الفكري من اللقاء ومن الحديث الصريح عن المشاكل في الطرفين. أكّد أحد الطلاّب أنّ الطرفين يسعيان إلى هدف مشترك، وأنّه تكمن فيهما طاقة وإبداع وقدرة على الصمود أمام استعلاء وقمع الكبار. وافق الكثيرون على هذا الرأي وقالوا إنّه في الكثير من الأحيان يحاول الكبار توجيههم بحسب تصوّرهم القديم الذي أكل الدهر عليه وشرب.
اليهود والعرب في الحياة اليومية
قالت "إنجيلا" إنّ أبناء الشبيبة يمكنهم الاتّحاد والتنظّم وتحقيق هدف معيّن، وبذلك يمكنهم تغيير موقف الكبار من هذا الهدف، وحتّى دفعهم إلى الانضمام إلى النضال.وأجمع الكثير من المشاركين أنّ القطيعة بين اليهود والعرب في الحياة اليومية تخلق أفكارًا نمطية. من بين أسباب ذلك، أشار المشاركون إلى البعد الجغرافي وإلى الحقيقة أنّ المعلومات عن الآخر تأتي من وسائل الإعلام، التي توجّه إلى تفكير غير مستقلّ. بينما اللقاءات تؤدّي إلى تواصل مباشر وصريح، وتمكّن إيجاد قاسم مشترك."ألونا" من هكفار هيروك ذكرت أنّ اللقاء أتاح لها لأوّل مرّة مواجهة مشكلة العنصرية واللامساواة. وعبّرت "عَلْما" عن دهشتها من أنّ لقاءً واحدًا كهذا يمكنه أن يجمع بين مجموعات متباعدة ويتيح لها إيجاد قاسم مشترك بينها. لقد أثبتنا مرّة ثانية بأنّنا جميعًا بشر!حدّثت "إبكار" أنّه قبل أن تأتي إلى تل أبيب خشيت أن لا يتقبّلها اليهود، لكنّها خلال اللقاء دهشت من سرعة التقارب بين جميع المشاركين. "سوار" جاءت إلى اللقاء ومعها أفكار مسبقة بأنّ اليهود يكرهون العرب، إلاّ أنّ اللقاء أثبت لها عكس ذلك، وأدركت أنّ هناك يهودًا على استعداد للتحاور مع العرب بروح طيّبة وباحترام متبادل.
التعرّف على قوّة الشبيبة
وقال "نعيم" إنّ اللقاء ساعده في التعرّف على قوّة الشبيبة وقدرتهم على التغيير، وفي هذه البلاد يمكن القيام بذلك من خلال التشديد على المشترك بين أبناء الشبيبة اليهود والعرب.كان أوج اللقاء، عندما فاجأت بنات الرينة المشاركين وبدأن بالدبكة، وانضمّت إليهنّ بنات هكفار هيروك في رقص جميل. تبادل المشاركون العناوين وأرقام الهواتف، ويتطلّع الجميع إلى اللقاء القادم، الذي سيجري في الرينة في شهر آذار.هذه هي السنة الثانية التي يتمّ فيها مشروع أبناء الشبيبة الذي تبادر إليه "معًا" في هكفار هيروك وفي الرينة، من خلال التعاون مع إدارة المدرستين، هذا ما صرّح به داني بن سمحون، مركّز المشروع من جانب "معًا".
العدالة الاجتماعية والمساواة
"في إطار هذا المشروع يشارك الطلاّب في فعاليات أسبوعية في المدارس بإرشاد طاقم "معًا"، ومرّة كلّ شهرين تتمّ لقاءات مشتركة. نتطرّق في الفعاليات الأسبوعية إلى تنمية نظرة نقدية وتعلّم ذاتي للمجتمع ومشاكله. يشدّد المشروع على البحث عن قاسم مشترك بين أبناء الشبيبة اليهود والعرب، وعلى الحاجة للتغيير الاجتماعي بوحي العدالة الاجتماعية والمساواة. اتّسع نشاط المشروع في السنة الحالية، ويتمّ أيضًا في يافة الناصرة وفي حيفا، إلى جانب فعاليات متفرّقة في مدارس أخرى في أنحاء البلاد". للتنويه: الصور المُرفقة للبيان هي من تصوير الفنان دوتان جور آرييه.