الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 02:02

القسم الابتدائي لتأهيل المعلمين العرب في كلية كي يستضيف الصحفي سليمان الشافعي

كل العرب
نُشر: 01/02/12 10:34,  حُتلن: 10:41

د. أبو جابر: مثل هذا الدور الذي يقوم به الشافعي وآخرون من أمثاله في الوسط العربي واليهودي من شأنه أن يبني الثّقة المتبادلة بين الأقليات والأغلبية في البلاد

استضاف القسم الابتدائي لتأهيل المعلمين العرب بالتعاون مع قسم التربية في كلية "كي" يوم الثلاثاء الموافق 30.1.2012، الصحفي سليمان الشافعي. كان ذلك في إطار منتدى أيام الثلاثاء في الكلية والذي يشارك فيه محاضرون وطلبة من الوسطين العربي واليهودي. الدكتور سليم أبو جابر، رئيس القسم الابتدائي ورئيس مركز أبحاث تدريس اللغة العربية في الكلية، قدّم الضيف للحضور ورحّب به باسم الكلية وإدارتها، وأشاد بالدور الجريء الذي يقوم به الشافعي كصحفي معروف من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان، وخاصة حقوق الأقليات في البلاد، وتشجيع الحوار البنّاء بين فئات المجتمع المختلفة.

وأضاف الدكتور أبو جابر: إنّ مثل هذا الدور الذي يقوم به الشافعي وآخرون من أمثاله في الوسط العربي واليهودي، من شأنه أن يبني الثّقة المتبادلة بين الأقليات والأغلبية في البلاد ويؤدي إلى الحفاظ على الحقوق الأساسية لتلك الأقليات. أمّا الدكتور أمنون غلاسنر، رئيس قسم التربية، فقد شكر الشافعي على تلبية الدعوة آملاً أن تكون هذه فاتحة خير للقاءات إعلامية محليّة أخرى في المستقبل.
وقد ألقى الصحفي الشافعي أمام الحضور محاضرة بعنوان" دور وسائل الإعلام في تعزيز العلاقة بين الإنسان وحقوقه". تناول فيها الحقوق الأساسية للإنسان بغضّ النظر عن الانتماء الديني أو السياسي أو العِرقي، وقال إنّ هذه الحقوق يجب أن تكون مصونة ومحفوظة للإنسان في كل زمان ومكان وتحت أيّ ظروف. وأكّد على أن المهم في هذا الجانب أن يعرف الإنسان هذه الحقوق وأن يحافظ عليها ويطالب بتحقيقها إذا غُيّبت أو سُلِبَتْ منه من قِبَل السلطة أو النظام الحاكم.

دور الإعلام
وفي هذا الإطار تحدّث الشافعي عن دور الإعلام والإعلاميين وأهمية هذه "السلطة الرابعة" في الحفاظ على الحقوق الأساسية للفرد وللمجتمع حتى لو غاب هذا الدور في المجتمع. وهنا أشار الشافعي إلى خطورة دور الإعلامي في الوصول إلى الحقيقة وكشفها أمام الجميع كما هي، وخاصة أمام السلطات المعنية وبالذات السلطة التنفيذية. في هذا الباب ميّز الشافعي بين الصحفي المهنيّ الذي يعمل وفق المعايير المهنية للإعلام، وبين الصحفي أو الصحافة المجنّدة، التي لا تخدم إلاّ السلطة أو الحكومة أو الجهة التي عيّنتها أو تموّلها. حيث ساق الشافعي للحضور الأمثلة على ذلك من الصحافة الإسرائيلية والعربية والعالمية، مبيّنًا دور السلطات الثلاث: التنفيذية والقضائية والتشريعية وعلاقة السلطة الرابعة ودورها اتجاه هذه السلطات.

المعايير العالمية
في هذا السياق، أشار الشافعي إلى أنّ الإعلام في دولة إسرائيل مقسوم إلى قسمين: أحدهما مُجنّد للسلطة التنفيذية ولشركات كبرى وأصحاب النّفوذ الاقتصادي والمالي في البلاد، والآخر مستقل يعمل في إطار الاستقلالية التي يمنحها له القانون وبالتنسيق مع الرقابة العامة في الدولة. أمّا الإعلام العربي المحلي، فقد انتقده الشافعي قائلاً بأنه ما زال "إعلاما قبليا"، لا يعمل وفق المعايير العالمية المقبولة، ليس لديه أولويات عمل يسير وِفقها. أمّا الإعلام العربي في دول الجوار والشرق الأوسط عامة فهو مجّند للسلطة أو للرئيس أو للحاكم. لذلك لم يتناول يومًا من الأيام القضايا الاجتماعية والإنسانية ليجعلها على الأجندة اليومية أمام السلطات الحاكمة. لذلك نرى أن الشعوب العربية في ربيع ثوراتها أخذت هذا الدور من الإعلاميين العرب وقامت بدورها الإعلامي من خلال الوسائل التّقنية الأخرى، بالإضافة لدورها الثوري، حيث النزول إلى الشوارع والميادين الذي أدّى حتى الآن إسقاط العديد من الحكّام العرب.

تجربة شخصية
وفي سياق هذه المحاضرة، عرّج الشافعي على تجربته الشخصية وعمله الإعلامي كمراسل في وسائل إعلامية متعدّدة من غزّة في حالة الحرب والسّلم. حيث ذكر أهمية هذا الدور وإيصال الحقيقة للمشاهد من أرض الواقع في غزّة. وهنا تناول الشافعي موضوع الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط وموقف الفلسطينيين في غزة منه، حيث ذكر أن كل بيت في غزة يعرف هذا الاسم ويرى فيه الطريقة الوحيدة التي من خلالها يمكن أن يحرروا أسراهم من السجون الإسرائيلية. وفي ردّ على مداخلة حول كتابه "الأسير- نظرة من غزّة" قال الشافعي: إنّ الكتاب عكس خلفية ما جرى في غزة منذ أزمة أسر الجندي شاليط، مرورًا بالحرب على غزة وعملية الرصاص المصبوب. وقد ذكر الشافعي بالتفصيل ما يجري الآن في قطاع غزة، حيث أنّ إسرائيل ما زالت تمارس الحصار على القطاع جوًا وبرًا وبحرًا، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الوضعَيْن الأمني والاقتصادي في المنطقة كلها.

الثورات إيجابية
في نهاية هذه المحاضرة، أجاب الشافعي على أسئلة الحضور، والتي تناولت دور الصحافة المحلية والعربية، ودورها في صُنْع السلام في المنطقة، والصراع العربي الإسرائيلي ومستقبل عملية السلام في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزّة.  تجدر الإشارة إلى أنّ الشافعي، وبخلاف الكثير من الصحفيين الإسرائيليين الذين يعتقدون أن الربيع العربي سيشكل خطرًا على دولة إسرائيل، فإنه يعتقد بأن هذه الثورات العربية المباركة، قد عزّزت وستعزّز الأنظمة الديمقراطية، كما دعّمت وستدعّم حقوق الإنسان في كافة دول الشرق الأوسط. وأضاف الشافعي بأن هذه الثورات هي إيجابية، ولن تشكّل خطرًا على أي طرف منطقة الشرق الأوسط. 

 

سليمان الشافعي: الحقوق يجب أن تكون مصونة ومحفوظة للإنسان في كل زمان ومكان وتحت أيّ ظروف

مقالات متعلقة

.