علي فدوي: التدريبات المقبلة التي تحمل اسم «الرسول العظيم» ستكون مختلفة عن ألعاب الحرب السابقة
تقارير: التوترات ستظهر على السطح مجددا مع اقتراب موعد سريان العقوبات المفروضة على النفط
يشكل القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على النفط الإيراني، والذي اتفق عليه يوم الاثنين وزراء الخارجية الأوروبيون، قنبلة موقوتة، من المقرر أن تنفجر يوم 1 يوليو (تموز). في ذلك اليوم، بحسب حزمة إجراءات مطروحة على الطاولة في بروكسل، ستتوقف أوروبا عن استيراد النفط من إيران، وهو ما يمثل نحو خمس إجمالي صادرات الدولة. في الوقت نفسه، سيتم فرض عقوبات أميركية تستهدف التمويل العالمي لتجارة النفط في إيران. وربما يكون ما زال بإمكان إيران تصدير كمية من نفطها إلى آسيا، ولكن بخصومات كبيرة.
التدريبات المقبلة
وعلى عكس العقوبات السابقة على إيران، سوف يلحق حظر النفط الضرر بجميع المواطنين ويمثل تهديدا للنظام. لقد ذكرت طهران منذ وقت طويل أن تلك الإجراءات ستكون بمثابة إعلان للحرب على إيران، وهناك خبراء قانونيون في الغرب يوافقون على هذا الرأي، بيد أن التهديد بصدام مباشر في الخليج تراجع خلال نهاية الأسبوع عندما عبرت حاملة الطائرات «يو إس إس لينكولن» وفرقة عملها التي تضم الفرقاطة البريطانية «إتش إم إس أرغيل» وسفينة حربية فرنسية، مضيق هرمز من دون وقوع حوادث. وكان ذلك على الرغم من تحذيرات وجهتها قوات الحرس الثوري الإيراني بداية هذا الشهر مفادها أنها ستعترض طريق عودة حاملة الطائرات الأميركية إلى المنطقة.
غير أنه من المؤكد أن التوترات ستظهر على السطح مجددا مع اقتراب موعد سريان العقوبات المفروضة على النفط. وقد بدأت الولايات المتحدة بالفعل في تكثيف وجودها العسكري في المنطقة، ويخطط الحرس الثوري الإسلامي الإيراني لألعاب حرب بحرية جديدة الشهر المقبل. وصرح قائد القوات البحرية، علي فدوي، لوكالة أنباء «فارس» في وقت سابق من هذا الشهر، بأن التدريبات المقبلة التي تحمل اسم «الرسول العظيم» ستكون مختلفة عن ألعاب الحرب السابقة، دون الخوض في التفاصيل.
إغلاق مضخة النفط العالمية
إمداد النفط الإيراني يعتبر مضيق هرمز هو الشريان الرئيسي الذي تمد من خلاله منطقة الخليج العالم بالنفط. ربما يكون لقدر بسيط من الضغط تأثير غير متكافئ، برفع أسعار النفط الخام في العالم وحدوث مجاعات في الدول المعتمدة على النفط في العالم. عند أضيق نقطة له، بين شبه الجزيرة العمانية والجزر الإيرانية قبالة بندر عباس، يبلغ عرض المضيق 20 ميلا، لكن القنوات التي يتدفق أسفلها أكثر من ثلث النفط المنقول عبر المحيط (17 مليون برميل نفط يوميا) تعتبر أضيق، إذ يبلغ عرض ممرات ناقلات البترول في كل اتجاه ميلين فقط، عبر المياه العميقة قبالة عمان، ثم مجددا إلى أقصى الغرب، داخل المياه الإقليمية الإيرانية.
ويعتبر هذا هو الموقع الذي تكون فيه ناقلات النفط أكثر عرضة لمحاولة من جانب إيران لإغلاق مضخة النفط العالمية. وما لبث مسؤول إيراني أن لوح باحتمال إغلاق المضيق، انتقاما من التهديد بفرض عقوبات على إيران، حتى ارتفع السعر العالمي للنفط الخام إلى 115 دولارا (74 جنيها إسترلينيا) للبرميل. وفي حالة ثبات هذا السعر على المدى الطويل، سيكون باهظا بالدرجة الكافية لكبح أي قدر ولو بسيط من الانتعاش الاقتصادي العالمي.