الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

الباحث مهند مصطفى: الحركات الاسلامية ستبقي الدين حاضرا في الحياة

كتبت: حنان حبيب
نُشر: 22/01/12 09:44,  حُتلن: 10:04

الباحث مهند مصطفى:

النظام المصري السابق لم يكن نظاما علمانيا النظام الوحيد هو تونس

الحركات الاسلامية أكثر الحركات مرشحة للوصول الى السلطة من خلال العملية الديموقراطية، مثل مصر وتونس والمغرب

السلفية الجهادية هو مصطلحح جديد جاء لاصلاح المجتمع واخراج الناس من الخزعبلات والبدع، ولم يكن هدفه الدولة، السلفية هدفها المجتمع والدين

هناك اختلاف كبير بين الاسلام السياسي العربي والغير عربي، ونحن امام تجربة جديدة في تاريخ الحركات الاسلامية، فأكثر تيار اسلامي متقدم هو التيار الاسلامي التونسي

شارك العشرات من النشطاء السياسيين والاجتماعيين في المحاضرة التي قدمها الباحث مهند مصطفى عن الحركات الإسلامية من المعارضة الى السلطة في نادي جمعية بلدنا في حيفا، حيث سلط الضوء على دور الحركات الإسلامية في التغيرات السياسية والتحولات الديمقراطية، والتحولات التي مرت بها هذه الحركات.



الباحث مهند مصطفى هو محاضر في كلية الدراسات الأكاديمية- اور يهودا، قدم مؤخرا رسالة الدكتوراة في جامعة حيفا تحت عنوان "المعارضة الإسلامية والتحول الديمقراطي في الأنظمة السلطوية العربية دراسة مقارنة بين مصر وتونس"، وهو باحث في مركز دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ومركز مدار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية ،أصدر عدد من المقالات والكتب في اللغات الثلاث (العربية، الانجليزية والعبرية) ويركز بحثه في العام الأخير على حقل التخصص المعرفي المتعلق بالإسلام السياسي والنظام السياسي العربي.هذا وافتتح مهند مصطفى محاضرته حول تاريخ الحركات الاسلامية والاسلام السياسي، وشدد على الفرق بين الاسلام السياسي الذي يعالج سؤال الدولة والحكم، وبين الحركات الاسلامية التي تناقش جوانب اجتماعية ثقافية وفقهية.
كما واستعرض الخلفيّة التاريخيّة حول نشوء الحركات الإسلاميّة في العالم العربي، وأشار لأثر المناخ الإجتماعي والسياسي على تشكل الحركات وتوجهها، موضحا ذلك من خلال عرض لأهم الفروقات بين الحركات الاسلامية في دول المشرق ودول شمال افريقيا والعالم الإسلامي، وتعامل السلطة المختلف معهم.

هل يحق استعمال مصطلح الاسلام السياسي؟
وتحدث مصطفى حول الاسلام السياسي بالقول:" هناك اشكالية على استعمال مصطلح الاسلام الساسي، فالحركات الاسلامية تمتلك اجندات اجتماعية وتربوية وثقافية وحصرها في مصطلح الاسلام السياسي يقلص برنامجها الكامل، والتفرقة واضحة بين حركات اسلامية لا تهتم بالخط السياسي ولا تملك أجندة سياسية وبين حركات الاسلامية لها مركز سياسي وفي مركز الاجندة السياسية الوصول الى السلطة".
واليوم، الحركات الاسلامية أكثر الحركات مرشحة للوصول الى السلطة من خلال العملية الديموقراطية، مثل مصر وتونس والمغرب، بعد الثورات العربية، وهذا تحول هام جدا وتاريخي، وبالذات وصول الحركة الاسلامية المصرية، واستعمال مصطلح الاسلام السياسي لا يعني حصرها بالسياسة فقط، انما دورها اليوم بإيصال رسالة في عدة مجالات ثقافية وسياسية واجتماعية". 

 

ما هو تاريخ الاسلام السياسي؟
في الماضي وفي كل صراع ضد الاستعمار في العالم العربي، سواء أكان في مصر أو تونس في الجزائر والمغرب حتى في المشرق العربي، شهد تحالفا بين التيار الوطني والسلفي، فعلى سبيل المثال في ليبيا كان قائد المقاومة الليبية هو عمر مختار وهو سلفي، اي ان مسألة العروبة والاسلام لم تكن حاضرة بالفترة الاستعمارية، وكانوا وطنيين يقودون حركات تحرر الوطنية والاسلاميين يقودون هذه الحركات ايضا.
ولم يكن مفهوم اسلامي سياسي بالمفهوم الحديث، والحركات الاسلامية تبنت التنظيم السياسي كغيرها من حركات السياسة بالعالم سوء أكانت علمانية أو اشتراكية، اي انه تنظيم حديث رفع مشروع الاسلام هو الحل، والتاريخ الاسلامي لم يجد اسلام سياسي، النظام كان نظاما سياسيا يستند للشريعة الاسلامية، والمركب الاساسي للدولة هو مركب اسلامي، حتى الفترة الحديثة كان المركب الاسلامي مركب هام، التاريخ الاسلامي لم يعرف حركات اسلامية سياسية.
والسلفية الجهادية هو مصطلحح جديد جاء لاصلاح المجتمع واخراج الناس من الخزعبلات والبدع، ولم يكن هدفه الدولة، السلفية هدفها المجتمع والدين، ويؤمن ان الجاهلية المعاصرة والمجتمعات الاسلامية مجتمعات جاهلية ما دامت لا تحكم بالشريعة ويجب الخروج على الانظمة والمجتمعات اذا كانت لا تحتكم بالشريعة الاسلامية، والمدرسة الاخوانية من مصر امتدت لكل العالم العربي وهي مدرسة غير ثورية لا تؤمن بالثورة وتؤمن ان التغيير بالاصلاح يبدأ من تحت الفرد الاسرة المجتمع ومن ثم يتم تغيير الدولة، اي التغيير التدريجي، التيار السلفي الجهادي معاكس ويبدأ بالتغيير الثوري وان التغيير من فوق واهم الافكار به وهو مستمد باسلام سياسي غير عربي، اما الاسلام السياسي اراد الاسلام والدولة.

هل هناك فرق بين الاسلام السياسي العربي والغير عربي؟
وتابع مصطفى:"هناك تجارب إسلاميّة نجحت بالسيطرة على السلطة، كالتجربة الإسلاميّة في أفغانستان بعد انهيار الاتّحاد السوڤييتي والتجربة الإسلامية في السودان بعد ثورة العسكر والتجربة الإيرانية في الثورة الإيرانية والتجربة التركية بعد صعود حزب "العدالة والتنمية" منذ عام 2001 .
هناك اختلاف كبير بين الاسلام السياسي العربي والغير عربي، ونحن امام تجربة جديدة في تاريخ الحركات الاسلامية، فأكثر تيار اسلامي متقدم هو التيار الاسلامي التونسي، يتمثل بحزب النهضة في تونس والذي يتواجد في السلطة اليوم بعد حصوله على 40% من الاصوات، وبعدها المدرسة الاخوانية في مصر اما الحركات الاسلامية السياسية في ايران هي حركات اسلامية غير عربية".


ما هو مستقبل الحركات الاسلامية في العالم العربي؟
وقد تحدث مهند مصطفى عن مستقبل الحركات الاسلامية في العالم العربي، هناك نوعين لللاسلام السياسي في العالم العربي، اسلاميين انتظموا وقاموا بانشاء حركات اسلامية،وبين اسلاميين ساهموا ولكنهم لم ينتظموا، وتيار ثالث وهو السلفي الاصلاحي، وهي مستحدثة على الاسلام المعاصر،وكل تجربة قدمت نموذجا مختلفا.
وهناك التجارب غير المباشرة للتعامل مع السلطة، مثل مشاركة الإخوان الإسلاميين في الأردن تحت النظام السياسي الموجود، ومشاركة الإسلاميين في البحرين والكويت ومصر،ونموذج اخر هو النموذج التركي، وارتبط مفهوم الإسلام السياسي بالمفهوم الحديث.
وقد ابتكر الإسلاميون مصطلح الدولة المدنية، وهذا المصطلح المتداول في مصر من قبل التيارات الإسلامية، وهو مصطلح مبهم في النظرية السياسية، ولا معنى له سوى تعاقد الناس على إقامة نظام مدني، ولا يحمل أي دلالات على ماهية النظام القادم، والخطاب الديمقراطي في مصر هو ديموقراطي شوري - سواء من إسلاميين وغير إسلاميين - يفسر الديمقراطيّة على أنها انتخابات، وبمفهوم حكم الأغلبية فقط هي تعاقدية مع السكان على إنشاء السيادة، الإسلاميون في مصر يطرحون نظام ديمقراطية الشورى، اي ليست دولة دينية وليست عسكرية، وهناك صراع في مصر لان الانتخابات ستحدد من سيضع الدستور، ولكن النظام الديموقراطي لا يضع الدستور الاغلبية البرلمانية، وكأن الديموقراطية حكم الاغلبية وهذا تشويه للنظام، اي هناك خطئين للتعامل مع الحركات الاسلامية الاول انها دينية فقط، ولكن هذا خطأ هي حركات سياسية بمذهب اسلامي،وليس قالب جامد.
الخطأ الثاني هو طلب منها تنازلات بحدود لن تسطع الوصول اليها، اي انها تقدم على مستوى الثقافة والهوية لارضاء الاخرين وهذا لن يحدث، ومن يتوقع منها الوصول لموقعه فهذا لن يحدث وهي لن تتجاوز الخطوط الحمراء، والتعامل معها على انها ستقدم تنازل هذا خطأ فهي لها برنامج اسلامي، واتوقع بالمرحلة القادمة تسيسس للاسلاميين أي اندماج بالسلطة وايضا اسلمة النظام أكثر من خلال الذهاب الى تسوية في العلمانية.
وتابع: الاسلامييون سيبقوا الدين حاضرا في الحياة العامة في الحكم، والنظام المصري السابق لم يكن نظاما علمانيا النظام الوحيد هو تونس". 

 

 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
289449.26
BTC
0.52
CNY
.