محمود نافع في مقاله:
ما هي مقادير صناعة الرئيس القادم حتي يجيء بالمواصفات القياسية التي نرجوها؟
نريد رئيساً يعرف دوره وحدود وظيفته تكون عنده آذان تستمع إلى أنات شعبه وآلام الدابة التي تعثرت في الصعيد
المؤكد أن مقادير صناعة الرئيس لابد أن تتغير.. توليفة وتركيبة المخلوع جعلتنا نكره الصنف. وأقسمنا بعد أن ذقنا الويل والمرارة معه. أن نتعلم من أخطائنا وألا نلدغ من ذات الجحر مرتين.
مصلحة المصريين
قد لا نكون تحرينا الدقة وأخذنا بأسباب اختيار بعض نواب مجلس الشعب. وربما لا نفعل عند الاختيار في الشوري. ولكن عند اختيار الرئيس فلابد من وقفة. حتى لا "نشربه" ونلعن الأيام السوداء التي عميت فيها الأبصار والقلوب التي في الصدور ونكرر نفس المسلسل الدامي.هنا يكون السؤال وما هي مقادير صناعة الرئيس القادم حتي يجئ بالمواصفات القياسية التي نرجوها؟
صنع مبارك
الإجابة بمنتهي البساطة هي أن نستخدم عكس المقادير والخامات التي صنعت مبارك حتي يكون المنتج الرئاسي بطعم الثورة الطبيعي بدون إضافات أو مكسبات طعم أو رائحة.. رئيساً مجهزاً اًلثورة والتعامل مع الثوار ومصمماً خصيصاً لمناخ الربيع العربي.. رئيساً يفكر لمصر ومصلحة المصريين. وليس حاكماً يسخر مصر والمصريين من أجله ومن أجل أبنائه وحاشيته.
ضرب الثورة وقتل الثوار
الرئيس القادم سينام على مظاهرات ويستيقظ على احتجاجات ويغير ريقه على اقتحامات وقطع طريق.. لذلك لابد أن يضبط موجته وإيقاعه على أن تلك هي طبيعة المرحلة. وعليه أن يوفق كل ظروفه على المتغيرات التي تحدث في البلد. وليس على البلد بمن فيها وما عليها أن توفق ظروفها على الرئيس وبطانته.
الكرسي والعرش
لا نريد بعد اليوم رئيساً كالمخلوع أبداً.. من أجل الكرسي والعرش ضحى بشعبه كي يعيش هو والذين معه.. رئيساً عقد هو ووزراؤه مجلس حرب لضرب الثورة وقتل الثوار.. رئيساً كما قالت هيئة الدفاع عن أسر الشهداء خان شعبه عندما سكت عن قتل أبناء وطنه. بل هو الذي أعطي الأوامر لقتل المتظاهرين. واقتلع ومن معه العيون.. رئيساً زار التحرير بالهليكوبتر لا ليطمئن على الثوار. بل ليتأكد بأم عينيه أنهم يبادون. وأنه لن تقوم للثورة قائمة.
حفنة عظماء
نريد رئيساً يعرف دوره وحدود وظيفته.. تكون عنده آذان تستمع إلى أنات شعبه. وآلام الدابة التي تعثرت في الصعيد. وليس كما كان آذاناً تتنصت على المواطن حتى تحفر له حفرة وتدبر له ورطة.. وتتعثر الدواب في كل المحافظات.. يموت الناس جوعاً أو عطشاً أو مرضاً لا يهم. الأهم كما قال الفيلسوف نتشة أن نضحي "بالسناكيح" كل السناكيح. من أجل أن يبقي "المشاكيح". فشخص واحد عظيم أو حفنة عظماء. بمقاييس المخلوع يجب الجميع. والإنصات إلى مطالبهم. والاستجابة الفورية لكل ما يحلمون به هو واجب أملاه عليه شيطان غروره وطمعه. فأعماه وأصمه إلا عن بطانة الأبالسة. فكانت النتيجة أنه وبعد فوات الآوان راح يقف راضخاً في مذلة ليقول لشعبه الذي انفجرت براكينه وتناثرت حممه الحارقة ما قاله رفيقه الظالم. والباغي الذي دارت عليه الدوائر "زين العابدين بن علي": الآن سمعتكم وفهمتكم". فرد عليه الشعب ساخراً: "اليوم لا ينفع مال ولا بنون ولا يجوز أن تعض أصابع الندم وتقول أمهلوني وأعطوني فرصة وستجدون من بعد اليوم رئيساً مختلفاً!".
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il