قدس الأب جبرائيل نداف في مقاله:
الكل احتفل بسنة جديدة والكل يرجو أن تكون هـذه السنة سنة خير وبـركة وسعادة ولكن ممن نرجو لمن نطلب؟
جيد أن يخطط الانسان وأن يرتب أموره المادية والجسدية ولكن أن لا ينسى اهم شيء وهو أموره وحياته الروحية
علينا واجبـات روحية وأن الربـح الحقيقي والكنز الحقيقي الذي لا يمكن أن نخسره هـو الكتاب الروحي وهو الذي يتشفع لنا عند الله وقت الحساب
صحيح أن الإنسان ضعيف وهو يحبّ أن يفرح ويأكل ويشرب ويرتاح لكن خُلق الإنسان لشيءٍ أعظم خُلق الإنسان لكي يكون خلاّقاً مع الله، ليُبدع شيئًا جديدًا
هـا هو عام 2011 يمضي بـل هـا هـي السنين تمضي سنة بعد سنة. الجميـع استقبل العام الجديد 2012 بترقب كما حصل فـي وداع سنـة 99 واستقبال سنة 2000 وخاصة الذين كانوا يؤمنون بأنه في عـام 2000 ستكون نهاية العالم بناءً على تنبؤات شهود يهوة، ولكن هـذا لم يحصل لأن النهاية لا ولـن يعرفها احـد، كما قـال الرب لتلاميذه (( إن مجيئي سيكون كالسارق )). الكل احتفل بسنة جديدة والكل يرجو أن تكون هـذه السنة سنة خير وبـركة وسعادة ولكن ممن نرجو لمن نطلب؟ إنه الرب الإله الذي بدونه لا يمكن لنا أن نعمل شيئا ((بدوني لا تستطيعوا أن تعملوا شيئا)) اذاً جيد أن يخطط الانسان وأن يرتب أموره المادية والجسدية ولكن أن لا ينسى اهم شيء وهو أموره وحياته الروحية.
واجبـات روحية
الكنيسة في كل يوم وكل سنة جديدة تـذكرنـا بأنه علينا واجبـات روحية وأن الربـح الحقيقي والكنز الحقيقي الذي لا يمكن أن نخسره هـو الكتاب الروحي وهو الذي يتشفع لنا عند الله وقت الحساب. وهذا نعرفه لو أمعنا جيداً في مثل الغني ولعازر ومثل الغني الجاهـل الذي قرر بأنه سوف يعيش لسنوات بدون تعب أو شقاء عندما سمع صوتا قـائـلاً ((في هذه الليلة تطلب نفسك منك هذا الذي جمعته لمن يكون ؟ )) ومثل زكا العشار الذي نقرأ عنه في الانجيل يعلمنا كم كان بحاجة ليعرف من هو الاله إن الانسان هو الذي يمتحن نفسه وماذا عمل خلال السنة وأيـن هو من الله بـل ويتعدى هذا كيف كانت أيضاً علاقته مع الناس مـن حوله. وهذا طبعاً بمعونة الله ودون معونة الله يبقى الحزن والحقد يسيطر علينا وعلى حياتنا.
النور والمصالحة
تكون السنة جديدة ونبصر فيها النور عندما نتصالح مع الكل وتكون السنة جديدة عندما نكون قريبين من الكنيسة بالرغم من كل اعمالنا نعم هكذا نبصر النور ولا نبقى في الظلام نحن عالمياً نستقبلُ سنةً جديدة! ولنا أن نسأل، بأيِّ استعدادٍ نستقبلُ هذا الجديد؟ وما هو الجديد في هذه الدّنيا؟ غداً سيكون يوم مثل يوم البارحة، واليوم قبل البارحة. الجديد عندنا نحن المؤمنين هو ما يوجدُ في قلبنا. الإنسان قبل كلِّ شيء هو قلبهُ وما ينوي في قلبهِ. إن كان يفكّر بالخير، ليس فقط لنفسهِ، ولجسدهِ، ولملذّاتهِ، فهذا شيء عابرٌ.
كلّ مسيحيّ هو رسول
صحيح أن الإنسان ضعيف، وهو يحبّ أن يفرح، ويأكل، ويشرب، ويرتاح. لكن، خُلق الإنسان لشيءٍ أعظم. خُلق الإنسان لكي يكون خلاّقاً مع الله، ليُبدع شيئًا جديدًا. وُجدنا في هذه الدُّنيا لكي نُقدّم لها شيئًا جديدًا، أي لإخوتنا، للذين نعيش معهم، أوّلاً لعائلاتنا، وبعدها للعالم كلّه. كلّ مسيحيّ هو رسول، إذا كان عائشاً عيشة مسيحيّة. إنّه مدعوٌّ أن يشهد أمام العالم كلّه. لذلك، في هذه اللّحظة التي نعيشها اليوم، الإنسان بسبب ضيق عقلهِ وجسدهِ يظنُّ أنَّ كلّ شيء يفعلُه خارجيًّا هو الأساسيّ! لا يعرف الناس اليوم أنَّ الإنسان المؤمن يعيش خبرة أبديَّة الوجود في هذا الزّمن. لا يعيش المؤمن في الزمان والمكان، هو يعيش مع الله في الأبديَّة. لذلك، يجب علينا أن نعي كيف نمضي ؟ هكذا يقول الرب"الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً " هـذا النور هـو الرب يسوع المسيح ، ويقول الرب (ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه) نطلب ونسأل الرب الإله أن تكون حقاً هذه السنة سنة خير وبركة علينا وعلى العالم اجمع وأن يبعد عنكم كل شر ومكروه. فمن كل القلب اتمنى لكم عاما سعيدا ومجيدا.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il