مصطفى ناطور لموقع العرب وصحيفة كل العرب:

الطلب في السوق ثابت ولكن العرض في هبوط

البلاد تشهد فترة غلاء غير مسبوقة وتذمر المستهلك من هذا الغلاء على ارتفاع اسعار خضراوات اساسية في سلة الغذاء

زيادة إنتاجية المحصول ونجاح المحصول الزراعي مرتبطان بأمور مهمة ومنها اتباع طريقة صحيحة في تسميد المحصول

تكلفة الانتاج تعتمد على الطاقة والمدخولات الزراعية مثل المبيدات والاسمدة والمياه والايدي العاملة

الخضراوات الرئيسية في سلة الاستهلاك معروفة انها نباتات صيفية وهناك نباتات صيفية مثل البطيخ والشمام والكوسا والبامية والفاصوليا بديلة لقسم معين من هذه الخضراوات تنتج في الشتاء

يرى الخبير الزراعي ابن مدينة الناصرة، مصطفى ناطور وهو خريج معهد التخنيون في الاقتصاد الزراعي وخريج معهد الزراعة وموظف متقاعد عمل في وزارة الزراعة لعدة سنوات، وفي مشاريع السوق الزراعي في العالم، أن غلاء المنتوجات في السوق الاسرائيلي في الفترة الاخيرة يعود الى مسببات كثيرة أهمها تقلبات حالة الطقس. وقال ناطور في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب إن "البلاد تشهد فترة غلاء غير مسبوقة وتذمر المستهلك من هذا الغلاء على ارتفاع اسعار خضراوات اساسية في سلة الغذاء، فهناك نوعين من الغلاء وهما الغلاء الموسمي المتأثر بموضوع العرض للمنتجات ومتأثر بظروف الطقس والسبب الآخر هو اتجاه تصاعد الاسعار نتيجة لتصاعد اسعار الانتاج.
 

مصطفى ناطور

العرب: ما هي اهم المكونات لانتاج المزروعات؟
ناطور: تكلفة الانتاج تعتمد على الطاقة والمدخولات الزراعية مثل المبيدات والاسمدة والمياه والايدي العاملة، وإذا نظرنا لآخر سنتين فهناك ارتفاع في الطاقة، وارتفاع بإسعار المياه وخاصة المياه المعدة لانتاج الخضراوات المياه الحلوة وليست المكررة ولكن قليل من المزارعين الذين يستعملونها. 

العرب:ما هي الطرق المتبعة لزيادة الانتاج؟
ناطور: زيادة إنتاجية للمحصول ونجاح المحصول الزراعي مرتبطان بأمور مهمة ومنها اتباع طريقة صحيحة في تسميد المحصول، وطريقة مكافحة الفطريات والحشرات من خلال اختيار منتج ذي جودة، ومراعاة أوقات التسميد المناسبة لذلك.

العرب: ما هي العوامل الاساسية التي ادت لارتفاع المنتوج؟
ناطور:الاسمدة والادوية ارتفعت بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة فهو عنصر اساسي من مركبات الانتاج، بالاضافة لارتفاع الاسعار الموسمي في فصل الشتاء فعندما تنخفض درجات الحرارة تتأثر المزروعات ويتقلص انتاجها، وأهمها، الفلفل والبندورة والخيار فهي مركبات اساسية في سلة الخضراوات، والنقص في الخضراوات بسبب التأخر في نضجها ففي المواسم العادية يستهلك زر البندورة 35 يوما حتى ينضج أما في الشتاء فهو يأخذ 60 يوما لذلك يقل الانتاج في هذه الفترة ويخف العرض أما الطلب ثابت لأن الجميع يستهلكون نفس الكمية ومن هنا جاء ارتفاع الاسعار.
وهذا يعني المعادلة التالية: الطلب في السوق ثابت، العرض في الهبوط والسبب: انخفاض درجات الحرارة وبالتالي تقل كمية الانتاج وهذا عمليا في الاشهر الشتوية أي تشرين ثاني، كانون اول، وكانون ثاني حتى شهر آذار .

العرب: هذا يعني أن موسم الصيف افضل للمزروعات؟
ناطور: الخضراوات الرئيسية في سلة الاستهلاك معروفة على أنها نباتات صيفية وهناك نباتات صيفية مثل البطيخ والشمام والكوسا والبامية والفاصولياء بديلة لقسم معين من هذه الخضراوات تنتج في الشتاء، ففي الماضي كان الانتاج أقل وأقل في الشتاء حيث كان يعتمد على الانتاج في الاغوار وفي مساحات قليلة ومع تطور التكنولوجيا وانتاج البيوت البلاستيكية في الشتاء زاد المنتوج الا انه لا يكفي لانتاج الكثير.

العرب: ما الذي نعنية في الطاقة لانتاج المزروعات؟
ناطور:الطاقة في الانتاج هي كل الآليات والماكنات التي تعمل على الطاقة، فالكهرباء والسولار وانتاج الخضراوات في الدفيئات، هذا كله اليوم تحتاجه الدفيئات ومع ارتفاع اسعاره في الدولة يرتفع ايضا سعر الخضراوات.

العرب: هل تتوفر الايدي العاملة في السوق الاسرائيلي؟
ناطور: السوق الاسرائيلي يعاني اليوم من قلة الايادي العاملة، وهناك استيراد من الخارج أي من دول شرق آسيا من تايلند، ولكنها قليلة نسبة لكثرة الطلب على المنتوجات التي تحتاج ايدٍ عاملة، ومعظم العاملين في الزراعة مثل القطف والعناية تتوقف على عمال من الخارج.

العرب: هل تساعد الزراعة البيتية المستهلك على التخفيف من العبء على السوق؟
ناطور: نحن نشجع الكثير على الزراعة البيتية فمن الممكن زراعة عدة خضراوات في البيوت في قوارير والحفاظ عليها، مثل النعنع والحبق والنباتات المعينة والخيار والفلفل والقرع والكوسا، الا أن هذا اليوم ايضا غير ناجع بسبب ارتفاع اسعار المياه، وهذا ايضا يؤثر على الوضع الاقتصادي للمستهلك فالاعتناء البيتي يتطلب الكثير من المياه واليوم سعر الكوب 8 شيقل للمتر المكعب، فيتنازل المستهلك عن فكرة الانتاج البيتي.