د. روضة عطالله:
العمل التطوّعيّ عمومًا بأبعاده ودوره وأثره، متغيّر وديناميكيّ وهناك حاجة دائمة لدراسته بشكل معمّق من خلال نظمٍ واضحة
العدد الكبير من الطلاب المتطوّعين في الجمعيّة والموزعين على مختلف الجامعات والكليات يوفّر طاقة كامنة هائلة لمشاريع تطوّع تفيد مجتمعنا وترفع الوعي حول مسائل وقضايا هامة
جمعيّة الثّقافة العربيّة تركّز على قيمة العمل التطوّعي التي تنطلق من خلال رؤيتها لهويتنا وظروفنا ومنظومتنا الأخلاقيّة وفهمنا العميق لأهميّة التطوّع للفرد والمؤسّسة في عملية التنميّة المجتمعيّة للفلسطينيّين في الداخل
عقدت جمعيّة الثّقافة العربيّة، يوم الجمعة 06.01.2012 في مسرح "الميدان" في مدينة حيفا، يومًا دراسيّا حول التطوّع والتثقيف جمع حوالي عشرات من الطلاب الجامعيين العرب الحاصلين على المنح الدراسيّة للعام 20112012 من جمعيّة الثّقافة العربيّة، بدعمٍ من مؤسّسة الجليل البريطانيّة. شمل اليوم الدراسيّ مداخلات حول الجمعيّة ومفهوم ودوافع التطوّع، وشرحًا حول مسارات التطوّع لهذا العام، وملاحظات تنظيميّة هامة، ولقاءات مجموعاتية للجامعات والكليات للتخطيط وتوزيع المهام.
كانت المداخلة الأولى في اليوم الدراسيّ لد. روضة عطا الله، مديرة الجمعيّة، التي قدّمت مداخلة شرحت في بدايتها من خلال عرض شرائح مجمل برامج ومشاريع ومجالات عمل جمعيّة الثّقافة العربيّة. ثمّ تركّزت مداخلتها في الدوافع المختلفة للتطوّع عند الأفراد والمؤسّسات، متطرقة إلى نظريات غربيّة ذات صلة بالدوافع من وراء التطوّع.
كما استعرضت د. روضة تأثير الظروف السياسيّة والمجتمعيّة على دوافع التطوع في السياق الفلسطينيّ الآنيّ، حيث أدى الانقسام والاحتراب الداخليّ وفقدان الثقة بالأحزاب والحكومات، والذي أضعف الانتماء الوطنيّ، بالإضافة إلى تغييب قيم التطوّع كقيمة مجتمعيّة في الجامعات وتركيز الإعلام عمومًا على مفاهيم سطحيّة بدل القيم والانتماء الوطنيّ، إلى تغليب الدافع النابع من حاجات شخصيّة على الحاجات والدوافع الجماعيّة الوطنيّة، وقد أكّدت ذلك نتائج استطلاع المركز الفلسطينيّ للإرشاد التي عرضت خلال المداخلة.
قيمة التطوع
وأشارت د. روضة في نهاية مداخلتها إلى أنّ العمل التطوّعيّ عمومًا، بأبعاده ودوره وأثره، متغيّر وديناميكيّ وهناك حاجة دائمة لدراسته بشكل معمّق من خلال نظمٍ واضحة، وأنّ جمعيّة الثّقافة العربيّة تركّز على قيمة العمل التطوّعي التي تنطلق من خلال رؤيتها لهويتنا وظروفنا ومنظومتنا الأخلاقيّة وفهمنا العميق لأهميّة التطوّع للفرد والمؤسّسة في عملية التنميّة المجتمعيّة للفلسطينيّين في الداخل الذي هم في أمس الحاجة لذلك، ولذلك فهي تسعى من خلال مشروع المنح بشكلٍ خاص لتوفير إطارٍ داعمٍ ودائمٍ للتطوّع والعطاء المجتمعيّ. مؤكدة على أنّ هذا العدد الكبير من الطلاب المتطوّعين في الجمعيّة والموزعين على مختلف الجامعات والكليات يوفّر طاقة كامنة هائلة لمشاريع تطوّع تفيد مجتمعنا وترفع الوعي حول مسائل وقضايا هامة، على رأسها تعزيز الهويّة الثّقافية والوطنيّة.
مسارات التطوع
المداخلة الثانيّة قدّمها إياد برغوثي، مدير المشاريع في الجمعيّة، عرض خلالها مركبات ومسارات التطوّع والتثقيف خلال العام الدراسيّ 20112012، والتي ستتركّز في ثلاث مسارات؛ الفعاليات التثقيفيّة في الجامعات، الورش التثقيفيّة في الجمعيّة، والتطوّع في المؤسّسات الأهليّة.
المداخلة الثالثة قدّمها أحمد طاطور، مركّز مشروع المنح، عرض خلالها أهمّ الملاحظات التنظيميّة لإنجاح برنامج التطوّع والتثقيف، من خلال شرح آليات التواصل والتنسيق، وضرورة الالتزام بالبرنامج وجدوله الزمنيّ، وتوسيع دائرة التأثير في أوساط الطلاب الجامعيين لإيصال رسالة جمعيّة الثّقافة العربيّة. وفي نهاية اللقاء، اجتمعت المجموعات الطلابية تعرّف خلالها الطلاب على بعضهم وحدّدوا سويًا المهام المستقبليّة وأسلوب التواصل والتنسيق فيما بينهم.