جبارين شدد على ضرورة مواجهة الموجة العنصرية بالذات أنها استمرارية لقانون منع إحياء ذكرى النكبة وقانون منع الدعم عن الجمعيات التي تدعم مقاطعة اسرائيل دوليا
عايدة توما سليمان مديرة "نساء ضد العنف":
المبادرة مهمة لتطوير آليات العمل المشترك في المجتمع المدني
نحن تجاوزنا مرحلة الهجمات العنصرية وبتنا في مرحلة الدولة الفاشية وعملية الهجوم ليست على إثنية واحدة وانما باتت تشمل كل شيء
عقد يوم الخميس المنصرم في حيفا لقاء تنسيقي وتشبيكي للجمعيات العربية من أجل دعم العمل المشترك، بمبادرة المؤسسات اتجاه، جمعية عدالة ومركز مساواة، في محاولة لصياغة سياسة موّحدة للتصدي للهجمات الشرسة التي تشنها الكنيست الحالية والحكومة اليمينية الفاشية على مؤسسات حقوق الانسان، ومؤسسات المجتمع المدني، على جماهيرنا الفلسطينية بشكل خاص والحريات عامة. وأجمع الحاضرون على أهمية هذا اللقاء، وعلى أهمية تطوير العلاقات بين الجمعيات والتنسيق بينها في القضايا التكتيكية والاستراتيجية للمدى البعيد.
شارك في هذا اللقاء العديد من المندوبين عن المؤسسات العربية الفاعلة في المجتمع العربي ومنها : المؤسسة العربية لحقوق الأنسان، مدى الكرمل، جمعية بلدنا، لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، مركز إعلام، جمعية التطوير الإجتماعي، نساء ضد العنف، أصوات، المشغل، جمعية تطوير المكتبات في الوسط العربي، وإنجاز. من جهته أكد صبحي صغير رئيس إدارة "اتجاه" – اتحاد الجمعيات العربية، على أهمية تنشيط اتجاه كوحدة لجمع العمل الأهلي وإعادة هيكلة البنية المجتمعية الفلسطينية في مواجهة نهج السلطة. مشيرا الى ضرورة تبادل المعلومات والمعرفة بين الجمعيات العربية، التنسيق والتشبيك، مؤديا بالتالي الى خلق أجواء تكاملية.بينما أشار المحامي حسن جبارين – مدير عام مركز "عدالة" على أهمية الالتفاف حول "اتجاه" ودعم هذه الجمعية.
مواجهة الموجة العنصرية
وشدد جبارين على ضرورة مواجهة الموجة العنصرية، بالذات أنها استمرارية لقانون منع إحياء ذكرى النكبة، وقانون منع الدعم عن الجمعيات التي تدعم مقاطعة اسرائيل دوليا، وخصوصا التصدي للبند المتعلق بيهودية الدولة في قانون الجمعيات.وتطرق مدير مركز مساواة – جعفر فرح، في مداخلته لطريقة العمل التي يتوجب على الجمعيات العربية تبنيها في مواجهة هذه الموجات العنصرية الفاشية، مشيرا الى أنها يجب أن تأخذ منحى دبلوماسي دولي، وآخر على مستوى العمل البرلماني في الكنيست، وفي المستوى الثالث شدد على ضرورة الالتفاف حول الجمعيات المحلية ودعمها، لكونها أول من يتضرر من هذه السياسات. وأكد أن التفاوت في عمل الجمعيات هو أمر طبيعي، فبعضها يعمل على المرافعة، وآخر على تقديم الخدمات، مشيرا الى تكملة أحدهما دور الآخر.وصرّح محمد زيدان – مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان: "هنالك قوانين خُلقت لكي تُخرق، موجة القوانين هذه هي غير عادية وتستوجب ردا غير عادي، علينا تسجيل موقف جريء وجدي بإجماع أكبر عدد من الجمعيات".
وقالت عايدة توما – سليمان، مديرة "نساء ضد العنف" أن هذه المبادرة مهمة لتطوير آليات العمل المشترك في المجتمع المدني، مضيفة: "نحن تجاوزنا مرحلة الهجمات العنصرية، وبتنا في مرحلة الدولة الفاشية. عملية الهجوم ليست على إثنية واحدة، وانما باتت تشمل كل شيء. خصخصة العنصرية أمر قديم، وعلينا البحث عن أصدقاء جدد وعدم تحميل نفسنا أكثر من طاقتنا".
لقاءات إضافية
وخلصت توما الى ضرورة عقد لقاءات إضافية لتحديد الأهداف والاستراتيجيات المستقبلية لمؤسسات المجتمع المدني العربية.وتحدث بروفيسور نديم روحانا – مدير "مدى الكرمل" عن التجربة التي مرّت بها الجمعية بحيث أوقفت الحكومة الكندية تمويل مشروع بحثي كانت قد أقرته نتيجة ضغوطات سياسية، وقد اضطرت الحكومة الكندية الى التنازل خلال التماس قدمته "مدى" ضد الحكومة الكندية لتستعيد التمويل عبر اروقة المحاكم. وشكر الجمعيات العربية والأحزاب على موقفها والتفافها حول مدى الكرمل في تلك الفترة، مشيرا الى ضرورة استمرار هذه المبادرة وتطويرها. وأكد على ضرورة عدم منح أي جهة فرصة الاستفراد بالجمعيات المحلية. وشددت آية مناع – أحد منسقي اللقاء، على ضرورة وضع قضية النقب والتصدي لمخطط برافر، على رأس سلم أولوياتنا، مقترحة عقد اللقاء القادم في النقب، دعما لصمود أهله وجمعياتنا العربية.
وتقرر في الاجتماع على أن يشكل هذا المنتدى هيئة ثابتة مع احتمال توسيعها وضم مندوبي جمعيات أخرى، التنسيق الدائم مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وتمرير رسالة شاملة تمثل المؤسسات العربية للحكومة الاسرائيلية وللمؤسسات الدولية من خلال السلك الدبلوماسي في البلاد. وسيتم صياغة ورقة موقف موحدة لكافة الجمعيات وإرسالها للسفارات والاتحاد الأوروبي والحكومة الاسرائيلية! كما تم الاتفاق على أن يلتقي المنتدى بشكل دوري لتنسيق الجهود الجماعية.