الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

حول مضيق هرمز بقلم:/ جمال أبو خلف (كفركنا)

كل العرب -الناصرة
نُشر: 04/01/12 13:24,  حُتلن: 15:24

 جمال ابو خلف في مقاله:

مضيق هرمز هو شريان الحياة لكثير من الدول فإن الاعتراض عليه يعني القضاء على حياة هذه الدول اقتصادياً

هل ستنفذ إيران تهديدها بإغلاق المضيق أو أنه مجرد تهديد من أجل رفع الحظر عن البترول الإيراني وهل إغلاق المضيق يكون بمثابة بداية الحرب بين إيران والعالم الغربي؟

الأحداث في الخليج يمكن أن تتصاعد وتخرج عن نطاق السيطرة ومن الممكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية في المنطقة وذلك لأهمية الممرات المائية لحركة الملاحة البحرية

يعتبر مضيق هرمز بمثابة شريان العالم لما له من أهمية كبيرة ، ولا سيما بعد اكتشاف النفط الخليجي في منتصف القرن العشرين . ازدادت أهمية وحيوية هذا المضيق بعد إن أصبح تمر عبره ناقلات البترول الضخمة من شرق آسيا والهند والولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من دول العالم متوجهة إلى الموانئ الخليجية لتعود محملة بالنفط ، لذا يمكن القول إن عملية إغلاق هذا الممر المائي الحيوي لجميع دول العالم يشكل تهديداً لها ، وهو بمثابة إعلان حرب إن لم نقل البدء بالحرب من جانب إيران إذا ما أغلقت هذا الممر بالفعل ونفذت تهديداتها بإغلاقه . ولطالما اعتبر هذا المضيق شريان الحياة لكثير من الدول فان الاعتراض عليه يعني القضاء على حياة هذه الدول اقتصادياً ، وبمعنى أدق فان إغلاقه قد يعّرض العالم إلى أزمة في الطاقة تكون كافية لتعطيل جميع أوجه الحياة في العالم المعاصر الأمر الذي سيشكل خطراً حقيقياً على كل الدول الصناعية الكبيرة .

إعلان الحرب الاقتصادية
فهل ستنفذ إيران تهديدها بإغلاق المضيق ؟ أو أنه مجرد تهديد من أجل رفع الحظر عن البترول الإيراني ؟. وهل إغلاق المضيق يكون بمثابة بداية الحرب بين إيران والعالم الغربي وفي مقدمته أمريكا؟. إن ما دفع إيران إلى إطلاق التصريحات والتهديدات بإغلاق مضيق هرمز ، وإجراء الاستعراض العسكري البحري هو إعلان الحرب الاقتصادية من جانب الغرب ، إذ قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي منذ ثلاثة أسابيع تشديد العقوبات على إيران بسبب محاولة تصميم إيران للسلاح النووي ، وحظر تصدير النفط الإيراني إلى الخارج .  إيران غير معنية بالدخول إلى الحرب في المرحلة الراهنة وكذلك ليست معنية بإغلاق المضيق في هذه المرحلة ( هذا ما ورد على لسان قائد سلاح البحرية الإيرانية "حبيب الله سياري" ) وهذا يتوقف على التطورات والتغييرات في المواقف السياسية الدولية.

التهديد الإيراني
إن أهمية هذا المضيق ليس لدول الغرب فحسب ، إنما لإيران نفسها والتي تصدر عبره نفطها وهي تعتمد بشكل أساسي على هذا الممر لأنه الممر الوحيد لها ولذلك تهتم بأمنه أكثر من أية دولة أخرى ، وعليه فان التهديد الإيراني غير جدّي وغير حقيقي ، إذ أن الخاسر الأكبر من عملية إغلاق الممر هو إيران أولاً لأنه لا بديل آخر لإيران لتمرير نفطها سوى هذا المضيق ؛ كما هو الحال بالنسبة لدول الخليج ، فالسعودية مثلاً والتي تستطيع مد خط أنابيب من شرق المملكة إلى غربها وبالنهاية تستطيع تصريف نفطها عن طريق البحر الأحمر ثم خليج عدن والى الخارج . إن الأضرار الاقتصادية التي ستواجه العالم في حالة إغلاق المضيق ستكون كبيرة حيث سيكون نقصاً كبيراً في كمية النفط وبالتالي سترتفع أسعار النفط أكثر من الضعف للبرميل الواحد.

إعاقة حركة السفن والناقلات
على الرغم من البدائل المطروحة لمضيق هرمز لتصدير النفط إلا أنه يبقى ممر حيوي ومهم ولا يكون بديلا حقيقيا له إذ يشكّل عبور حوالي 40% من احتياجات النفط العالمي ، ويمر فيه كل 6 دقائق ناقلة واحدة ، ويتم تصدير 18 مليون برميل في اليوم الواحد ، وحيث أن البديل لهذا المضيق قد يستغرق أسبوعين من حيث المدة الزمنية ، ويتم تصدير 4 ملايين برميل في اليوم الواحد فقط ، ناهيك عن تكلفة ومدة المشروع الجديد لمد الأنابيب البديلة .  من هنا يعتبر إغلاق مضيق هرمز من قبل إيران عبارة عن إعلان حرب ، وان إيران تعي جيداً وتدرك الخطر الذي يتهددها من جانب أمريكا ، والخطوات التي تقوم بها إيران في حال فرض مزيد من العقوبات عليها فإنها ستقوم بعمليات إعاقة حركة السفن والناقلات الأمر الذي سيربك الحركة داخل المضيق ، ويزيد من رسوم التأمين على السفن ، وزيادة أسعار النفط .

احتمال نشوب حرب
إن الأحداث في الخليج يمكن أن تتصاعد وتخرج عن نطاق السيطرة ، ومن الممكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية في المنطقة وذلك لأهمية الممرات المائية لحركة الملاحة البحرية ، ولنا دليل على احتمال نشوب الحرب في منطقة الخليج بسبب إغلاق مضيق هرمز هي حرب السويس التي وقعت سنة 1956 بين كل من مصر وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل (العدوان الثلاثي على مصر ) عندما أغلق جمال عبد الناصر قناة السويس بوجه السفن لهذه الدول ، فهل سيتكرر هذا السيناريو مرةً أخرى؟.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة

.