الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 09:01

عرب مسيحيون ومواطنة كاملة/ بقلم: نسرين نعمات

كل العرب
نُشر: 16/12/11 08:17,  حُتلن: 08:23

نسرين نعمات في مقالها:

الهدف الأساسي لهذه الثورة أو ما اعتقد أنه يجب أن يكون السبب الأهم هو الحق بمواطنة كاملة

أقول لكل من تجاهل التاريخ انك لن تستطيع أنْ تمحيه وتمحي معه وجوداً بل حضوراً مسيحياً متأصلاً منذ القدم

لا أعلم ماذا جرى لبعض العقليات المتحجرة التي لا تفهم معنى العيش المشترك ولا معنى الاحترام ولا تفهم إثر زرع التفرقة والنزاع في زمن المحبة

الثورة هي البحث عن حرية ومن أجل الحرية توحد الجميع وإن كانوا مختلفين لأن لا حرية من غير وحدة والنزاعات والعنصرية لا تسبب الا العبودية والضياع

مشكلة المسيحيين العرب ليست فقط هدم كنيسة أو قتل أبرياء هي اكبر من ذلك بكثير مشكلتهم هي بذاتها مشكلة الثورة حقي بمواطنة كاملة وحقي بالاّ أشعر بالغربة في بلدي

في الآونة الاخيرة أصبحت الثورات العربية هي شاغل العرب الأهم. ثارت الشعوب العربية، وضحّت بأرواحها، واعتقد أن الهدف الأساسي لهذه الثورة، أو ما اعتقد أنه يجب أن يكون السبب الأهم، هو الحق بمواطنة كاملة. إذا كانت الثورة لا تطالب بحقي في أن اكون مواطناً متأصلاً، مؤثراً ومتأثراً. حامياً لبلدي ومحمياً من بلدي، ستبقى ثورة فارغة ليس لها معنى. لا اعلم إن كنت استطيع تلخيص الثورة بحقي بالاّ اشعر إني غريب في بلدي. الثورة هي البحث عن حرية. ومن أجل الحرية توحد الجميع وإن كانوا مختلفين وتوحدوا على هدف واحد. لأن لا حرية من غير وحدة. والنزاعات والعنصرية لا تسبب الا العبودية والضياع.
 

الاعراف والإنسانية
لنتحدث مثلا عن مصر. التي قد تكون خير مثال على ما اود قوله. عندما قامت الثورة في مصر لا اعتقد أن المسيحيين كانوا متفرجين. بل كانوا جزءاً من هذه الثورة، وجزءاً مهماً. ولكن ما الذي جرى بعدها؟ نجد أن بعد الثورة تزداد النزاعات وكأن الذي طالب بالثورة نسي أسباب الثورة، ونسي حق المواطنة ونسي أن الوحدة هي التي تحرّر ونسي ما يقوله التاريخ ونسي كلَّ ما تقوله التشريعات وحتى ما تقوله الاعراف والإنسانية. وأنا أقول لكل من تجاهل التاريخ، انك لن تستطيع أنْ تمحيه، وتمحي معه وجوداً بل حضوراً مسيحياً متأصلاً منذ القدم. ولن تستطيع كذلك أن تتجاهل مواطنين، متساوين معك. بل ربما تاريخ وجودهم على هذه الارض يقوي جذورهم اكثر منك.
 

محو الحقيقة
مشكلة المسيحيين العرب ليست فقط هدم كنيسة، أو قتل أبرياء، هي اكبر من ذلك بكثير. مشكلتهم هي بذاتها مشكلة الثورة. حقي بمواطنة كاملة. وحقي بالاّ أشعر بالغربة في بلدي. نحن لسنا ضيوفاً طارئين، ونرفض كلمة "أقلية" إن كان لها معنى غير العدد، وكل التصرّفات والقوانين التي تعاملنا كضيوف. ولربما احيانا الضيوف لهم كيان واحترام اكثر عند بعض الذين يحاولون محو الحقيقة، وتفريق شتات ما يجب تجميعه.
نحن في البداية أبناء هذه الأرض، قبل من يعتقد أن جذوره اقوى. ومن ثم أصبحنا أبناء هذه البلاد. متأثرين ومؤثرين، مؤدين لواجباتنا على أكمل وجه، ومنتظرين نفس الحقوق التي هي من حق كل مواطن.


الأردن وطننا
في الأردن لم نعش أحداث ثورة كما في الدول العربية. ولا عشنا مثل هذه النزاعات. ولن نسمح لأحد أن يحاول جعلنا نعيشها. فلدينا قيادة هاشمية تعي حقي بمواطنة حقيقية. لم اشعر يوما أنني غريبة في هذا البلد، ولن نسمح لأحد أن يشعرنا بهذا الإحساس. حتى لو أن هناك بعض من نسي الحقيقة. نحن لن ننسى اننا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن. وانجازاتنا وولاؤنا وانتماؤنا تثبت وتقوي جذورنا المتأصلة في هذه الارض.

العقليات المتحجرة
لا أعلم ماذا جرى لبعض العقليات المتحجرة. التي لا تفهم معنى العيش المشترك، ولا معنى الاحترام، ولا تفهم إثر زرع التفرقة والنزاع. في زمن المحبة. زمن مولد اعظم معلم في التاريخ. علمنا معنى المحبة والمشاركة والاحترام. على الجميع أن يدرك اهمية هذا الوجود المسيحي على هذه الأرض، ويدافع عن هذا الوجود، وأولهم المسيحيون أنفسهم.. وجودكم مهم، وحضوركم أهم، وهجرتكم هي آخر حل.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة

.