يوسي ميلمان:
الطيش وخفة العقل الذي أظهرها باراك في تقديره لعدد القتلى ملائمة وواقعيّة لو قام بإطلاقها أحد المسؤولين الإيرانيين
إمكانيّة حصول طهران على القنبلة أدّت إلى إصابة العديد من القادة السياسيين والأمنيين في اسرائيل باختلال في تقييم الوضع
فرئيس الوزراء نتنياهو يقول إنّ حصول إيران على القنبلة سيكون بمثابة محرقة ثانية لليهود الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء على إسرائيل
في حال سقوط القنبلة على تل أبيب فإنّ عدد القتلى سيصل في الجولة الأولى إلى 80 ألف وسيموت بعدهم 870 ألف آخرين لأنّهم لن يجدوا من يعالجهم من الإصابات
ما يجب أنْ يُقلق الجمهور الإسرائيليّ أكثر من التهديد النوويّ الإسرائيليّ هو الحقيقة المؤلمة أنّ مصيره يتعلق بقيادة سياسيّة وأمنيّة من هذا القبيل فبدل أنْ يُحكموا عقولهم فإنّهم يتصرفون بطيش وبخفة عقل
انتقد المحلل للشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة هآرتس يوسي ميلمان، في مقالٍ نشره أمس الخميس الاستخفاف الإسرائيليّ بقدرة إيران على ضرب قنبلة نوويّة على إسرائيل وتساءل في بداية مقاله من الذي قال إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، في حال حصولها على القنبلة النوويّة، ستكتفي بإطلاق قنبلة واحدة باتجاه إسرائيل، لافتًا إلى أنّ إمكانيّة حصول طهران على القنبلة أدّت إلى إصابة العديد من القادة السياسيين والأمنيين في اسرائيل باختلال في تقييم الوضع، فرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو يقول إنّ حصول إيران على القنبلة سيكون بمثابة محرقة ثانية لليهود، الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء على إسرائيل.
اندلاع حرب مع إيران
وأضاف المحلل أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ صرح أنّه في حال اندلاع حرب مع إيران فإنّ عدد المصابين الإسرائيليين لن يتعدى الـ500 شخص، وقال ميلمان إنّ الطيش وخفة العقل الذي أظهرها باراك في تقديره لعدد القتلى ملائمة وواقعيّة لو قام بإطلاقها أحد المسؤولين الإيرانيين. وزاد المحلل قائلاً إنّ الطيش لدى وزير الأمن تجلى واضحًا عندما لم يجد باراك سببا ليخفي سعادته بعد سماعه خبر الانفجار الذي وقع يوم السبت الماضي في مخزن للذخيرة في إيران وقضى فيه مؤسس القوات البالستية في الحرس الثوري الإيراني.
"لا اعرف مدى حجم الانفجار، لكن نأمل في أن تتكاثف هذه الانفجارات، من دون توضيحات أخرى" كان هذا رد باراك على سؤال الإذاعة العسكرية الإسرائيلية حول تأثير الانفجار على برنامج التسلح الإيراني، وأعرب الوزير عن الأمل في أن تزداد مثل هذه الانفجارات، رافضا في الوقت نفسه تقدير حجم الأضرار. كما قال ميلمان إنّ تصريح الأب الروحيّ لصاروخ (حيتس) الإسرائيليّ، عوزي روبين، تثير الغضب، عندما قال لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت إنّه حتى لو سقطت على إسرائيل مئات الصواريخ الإيرانيّة من طراز شهاب، فإن ذلك لن يزعزع إسرائيل لافتًا إلى أنّ زنة كل صاروخ تصل إلى 750 كغم، ولكنّ المحلل أكد على أنّ سقوط كمية من هذا القبيل على إسرائيل ستؤدي إلى إحداث أضرار في الأرواح والممتلكات لم تعرفها الدولة الإسرائيليّة من قبل، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن روبين نفسه أكد مرارًا وتكرارًا في الماضي على أنّ صاروخ (حيتس) سيكون ذات قيمة فقط عندما سيكون مؤهلاً لاعتراض الصواريخ الباليستية.
القنبلة النوويّة
وزاد المحلل ميلمان قائلاً إنّ التصريح الأكثر غرابة أطلقه البروفيسور يتسحاق بن يسرائيل، رئيس وكالة الفضاء الإسرائيليّة، الذي أكد لصحيفة (غلوبس) الاقتصاديّة أنّ الجمهور الإسرائيليّ جاهل في كل ما يتعلق بالأسلحة غير التقليديّة. وقال إنّ قنبلة نوويّة واحدة لا تُدمّر دولة بأكملها، وبحسب المحلل فإنّه من الصعب التصديق بأنّ من أطلق هذا التصريح هو جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي وأستاذ في الجامعات، والذي شغل منصب مدير قسم مراقبة الوسائل القتاليّة في وزارة الأمن، وأضاف بن يسرائيل قائلاً إنّ القنبلة ستؤثر على مساحة لا تتعدى 500 مترًا فقط، مشيرًا إلى أنّ الجمهور العريض لا يعرف بالضبط ماذا جرى عندما ألقى الأمريكيون القنبلة النوويّة على هيروشيما وناغازاكي في اليابان خلال الحرب العالميّة الثانيّة.
الحقيقة المؤلمة
وقال ميلمان إنّ التصريح لا يمت إلى الحقيقة بصلة، ذلك أنّ تأثير القنلة النوويّة ينتشر بسرعة كبيرة، وفي حال سقوط القنبلة على تل أبيب فإنّ عدد القتلى سيصل في الجولة الأولى إلى 80 ألف، وسيموت بعدهم 870 ألف آخرين، لأنّهم لن يجدوا من يعالجهم من الإصابات، لافتًا إلى أنّ هذه التقديرات تعتمد على كتاب الإرهاب النوويّ، الذي ألفه د. غراهام إليسون، وخلص إلى القول: من يضمن أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ستكتفي بإلقاء قنبلة نوويّة واحدة على إسرائيل، وخلص ميلمان إلى القول إنّ ما يجب أنْ يُقلق الجمهور الإسرائيليّ أكثر من التهديد النوويّ الإسرائيليّ هو الحقيقة المؤلمة أنّ مصيره يتعلق بقيادة سياسيّة وأمنيّة من هذا القبيل، فبدل أنْ يُحكموا عقولهم فإنّهم يتصرفون بطيش وبخفة عقل، على حد تعبيره.