زهير أمارة:
نعم نعيش في جهل دينياً أخلاقياً وعلمياً وإنحطاط في الأخلاق بشكل تقشعر له الأبدان
الظالم يأكل حق اليـتـيـم لا صدق لا مودة لا محبـه إلا لأجل غايه ويقولون الدنيا ما زالت بخير
لا يمكن أن تكون قسوة الأيام عذراً ملتمساً لجميعنا لكي نحكم بذلك ولا يمكن أن تكون الأرزاق سبباً وجيهاً لبعدنا عن بعض لماذا إذن؟
للأسف الشديد حاضرنا اليوم غريب، مؤلم ومؤسف، فمن الناس من لا يعرف القيم والأخلاق وهناك من ماتت في داخله الشفقة والرحمة، هناك من قتل قلبه وتحجر على أبويه وأقرب الناس اليه. هناك من لا يراعي مشاعر الآخر، قتلت الأخلاق واغتيلت الكرامة. نرى اليوم أن الأب يهان والأم يسبها ابنها وتنهار والأخ لا يحترم أخيه نرى أشياء لم ولا يمكن أن تتواجد في مجتمعنا العربي، ففيما مضى في زمن أجدادنا هنا وهناك وفا كل قرانا ومدننا العربية.
متى سنرجع الى عالمنا؟
كان الابن يحترم أبيه وكان الأخ يحترم أخيه وكان الابن يراعي أبويه ويخاف عليهم. كان إحترام لا يمكن أن يتكرر. ففي هذا الزمن لا نعرف أين ذهبت الأخلاق أننا نرى كل يوم أشياء تشيب لها الرؤوس.
متى سنرجع الى عالمنا، عالمنا الذي يشتهر بعزة النفس والإحترام المتبادل. إنسان الأمس اختلف عن إنسان اليوم فبالأمس كانوا يقسمون رغيف الخبز فيما بينهم واليوم يسرقونه وهم مبتسمون. لقد كانوا في الأمس يجتمعون من أجل الحب ذلك البياض الذي يعيش في قلوبهم واليوم لا يجتمعون إلا من أجل مصالحهم فقط.
الصدق
لقد دخل يوماً أحد الشيوخ الى سوق الحياة. وبدأ يمشي في طرقاته فقال وجدت أموراً عجيبة، رأيت بضائع ومشتري وبائع، رأيت المسكين والرخيص والمبذر والسلطان، قال أكملت المشي في طرقات هذه السوق (سوق الحياة) فوجدت قلوباً تُباع وعقولاً تُشترى ووجدت مشاعر ملقاه على أرض الزمن يُداس عليها.! وجدت، ابتسامة أصلية غالية نقية وابتسامة مزيفة مغلفة ولكن الابتسامتان عليها الاقبال ذاته!
وجدت الصدق في متجره مهجور لا أحد يمر بجانبه ووجدت الكذب في متجره مُتهافتُ ُ عليه فالكل من حوله، وجدت الإخلاص بضاعه من طراز قديم!
ووجدت الأمل يحمل أثمن الاثمان. ومضيت أكتشف ما بداخل هذه السوق سوق الحياه اكثر ما آثار اشمئزازي حد الغثيان هو ذلك "الإحترام" الذي يتوسل للآخرين أن يحترموه بتحقير نفسه وتلك الكرامة التي تطلب حقها بإذلال نفسها!
وذلك الهدوء الماكر الذي يسبق التعسف.. وتلك الأصوات العالية التي تنادي للبيع على حساب الغير ! وذلك النزف الأكثر إقبالًا من جروح المشتريات فالكل كان يحب أن يشتري ذلك النزف!
رأيتها سوق لا تحمل مسمى الحياه أبـداً فالبيع الرخيص فيها أثمن من الشراء.
الجهل
نعم جهل نعيش فيـه دينياً، أخلاقياً وعلمياً. إنحطاط في الأخلاق بشكل غير مقبول وتقشعر له الأبدان. الظالم يأكل حق اليـتـيـم، لا صدق لا مودة لا محبـه إلا لأجل غايه ويقولون الدنيا ما زالت بخير.
يقول كبار السن المجتمع فاشل. وهنا نظرتهم على العلاقات الانسانية التي كانت في الماضي ونحن نوافقهم الرأي ونقول:" كل ما مضى أجمل من الحاضر وكل شيء ذهب أصبح ذكرى لنا".
الماضي
لو رجعنا للماضي وشاهدنا الحاضر وواقعه، لقلنا أن الماضي كان أجمل وأفضل من حاضرنا.
رغم صعوبة الحياة وقساوتها، إلا أن التواصل والترابط الأسري وصلة الرحم كان أقوى من الآن بل ماضيها أفضل من حاضرها. وحاضرنا يقول رغم سهولة الطرق والمواصلات.
والاتصالات إلا أن الترابط الأسري وصلة الرحم قلت عن ماضينا بل بالماضي كانت أقوى من الحاضر.
في جميع شتى أنواع الحياة الإنسانية. نجد الماضي أجمل من الحاضر؟ حتى في الأنفس؟ كانت بالماضي نقية وطاهرة رغم الجهل ومع العلم والتقدم أصبحت الأنفس تمتلئ بالحقد والكراهية.
ما الذي غيرنا أهي قسوة الأيام؟ ما الذي فرقنا أهي الأرزاق؟
لا يمكن أن تكون قسوة الأيام عذراً ملتمساً لجميعنا لكي نحكم بذلك. ولا يمكن أن تكون الأرزاق سبباً وجيهاً لبعدنا عن بعض لماذا إذن؟
صفِ قلبك !
وأخيراً من احترم الناس وقدر مشاعرهم، ومن امتلك قلب كبير يرحم، ومن عرف أن الحياة هي أخلاق ومبادئ، ومن عرف أن المال يزول ولا تبقى سوى الكلمة الطيبة من نفس طيبه لهذا الصنف أقول لك مني كل التحية والتقدير. أما غيره فجميعاً نقول له:" من فضلك احترم الآخرين وحاسب نفسك وصف قلبك".
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il