محمد جادالله: إسرائيل تريد أن توجه ضربة قوية لربما الى الحلقة الأصعب في نضال الشعب الفلسطيني، وهم أسرانا الأبطال أسرى الحرية
عبد الرحمن عباد: قضية الأسرى وقضية إضرابهم عن الطعام ليست قضية متعلقة بالطعام فقط، ولكننا نقول هي رسالة موجهة أولا وللشعب الفلسطيني وللسلطة الوطنية الفلسطينية ثانيا
راسم عبيدات: أسرانا وأسيراتنا اليوم يخضون معركة قاسية وتؤسس مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث وصل عدد المضربين عن الطعام بالمعتقلات الإسرائيلية لـ 604
الاغلبية من المقدسيين من اهالي الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات وفعاليات القدس ومتضامنين مقدسيين إجتمعوا لإيصال رسالة إلى العالم الحر، ومناشدة ضمائرها للوقوف الى جانب الأسرى العزل الذين يعانون منذ عدة سنوات طويلة، ويخوضون إضراباً عن الطعام مطالبةً بتحسين ظروف إعتقالهم ومحاكمة دولة إسرائيل التي تمارس الإرهاب العرقي ضد الحركة الأسيرة، وتخالف كافة المواثيق الدولية، وأكدت القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات وفعاليات القدس، بأن قضية الأسرى يجب أن نجعلها قضية كل فلسطيني أينما تواجد وقضية الأسرى والدفاع عن حقوقهم ليست مقصورة على طرف أو جهة أو مجموعة أو فئة أو سلطة أو حزب، وجاء ذلك خلال إنعقاد مؤتمراً صحافياً في مقر البعثة الدولية للصليب الأحمر في الشيخ جراح وسط القدس، واليوم توسط الحضور صور الأسرى الغائبين جسدياً حاضرين روحاً مع أهاليهم في المؤتمر.
وتولى عرافة المؤتمر د. محمد جادالله عضو الإئتلاف الأهلي لأجل القدس، حيث أكد بإفتتاحية المؤتمر "بأن إسرائيل تريد أن توجه ضربة قوية لربما الى الحلقة الأصعب في نضال الشعب الفلسطيني، وهم أسرانا الأبطال أسرى الحرية"، وطالب د. محمد جادلله بأن قضية الاسرى يجب أن تصبح قضية العالم وليس فقط قضية الشعب الفلسطيني لوحدهِ، مؤكداً بأن الشعب الفلسطيني موحد وراء الحركة الاسيرة من اجل الحرية، وناشد جادالله، بنقل هذا العمل المكافح المناضل الى عواصم العالم .
تحقيق المطالب الشرعية للأسرى
د. عبد الرحمن عباد الناشط المقدسي ووالد الأسير محمد قال: "إن قضية الأسرى وقضية إضرابهم عن الطعام ليست قضية متعلقة بالطعام فقط، ولكننا نقول هي رسالة موجه أولا للشعب الفلسطيني وللسلطة الوطنية الفلسطينية ثانيا والى الحكومات في الدول العربية والأوروبية بأن هذه القضية قضية الإنسان الذي تداس كرامته وتهان في هذا المكان الذي يسمى دولة اسرائيل"، وأضاف "بأنه يجب رفع مطالب الحركة الأسيرة أمام أنظار العالم لأنها قضية إنسانية من الدرجة الأولى، وهي مطالب وطنية عادلة يجب أن تتحقق منها وان تزول عن هؤلاء الأسرى وقضية العزل الإنفرادي يجب أن ينتهي للأبد وقضية العقوبات والهجومات التي تأتي ليل نهار داخل السجون، بالاضافة لقضية الحرمان من الزيارات وتحديد العائلة من الدرجة الأولى من الزيارة بالإضافة لقضية المكالمات عبر الهاتف دون ان يصافح الأخ أخاه وأيضا قضية تقيد الأيدي والأرجل للأسير عند الزيارات وتقليل مدة الزيارة تلك القضايا يجب أن تنتهي دون رجعه، مطالبا الجميع، بأن يقف بجانب الأسرى والأسيرات من اجل تحقيق كافة مطالبهم الشرعية الذي تؤيدها الشرائع السماوية والقوانين الدولية".
51 إضراباً عن الطعام لتحقيق المطالب
بدوره أوضح راسم عبيدات بكلمته عن القوى الوطنية في القدس: "إن أكثر من عشرين أسير فلسطيني يعيشون في عزل انفرادي داخل سجون الإحتلال حيث ان الإضراب عن الطعام في تصاعد وبعض المعطيات تشير بان الإضراب سيشمل كافة السجون الاسرائيلية البالغة 22 معقل اسرائيلي"، كما أوضح عبيدات، بأن الحركة الأسيرة قد خاضت على مدار الأسر نحو 51 إضراباً عن الطعام، ومعظم الإضرابات تم تحقيق أهداف ومطالب المعتقلين، عدا عن إضراب لم ينجح كان بتاريخ 15-8-2004، بالإضافة الى إضراب معتقل نفحة بتاريخ 15-7-1980 سقط شهداء ومنهم :علي الجعفري وراشد حلاوة والرفيق إسحاق مراغة"، وأكد عبيدات "بأن أسرانا وأسيراتنا اليوم يخضون معركة قاسية وتؤسس مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث وصل عدد المضربين عن الطعام في المعتقلات الإسرائيلية لـ 604 أسير وأسيرة"، وقال عبيدات: "إن بعض المعلومات الواردة من السجون الإسرائيلية، تشير بأن الرفيق احمد سعدات والمجاهد جمال ابو الهيجا قد دخلوا مرحلة الخطر الجدي بالإضافة لبعض المعلومات تشير لبعض النوبات من الغيبوبة تنتاب الأسيرين بسبب قيام إدارة مصلحة السجون بسحب الملح والأدوات الكهربائية وكل ما يخص شروط وأسس الحياة في زنازين العزل الإنفرادي".
برقية للمجتمع الدولي بتحمل المسؤولية
بدوره أرسل حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح برقية تحية إجلال وإكبار للأسرى الأبطال الذين يخضون معركة الأمعاء الخاوية منذ أربعة عشر يوما داخل المعتقلات الاسرائيلية.
وقال عبد القادر: "إن إدارة مصلحة السجون تريد هزيمة وإشتياح كامل لجميع المعتقلات الاسرائيلية وتحويلهم إلى كتل بشرية بدون إرادة وبدون أهداف وبدون أمل هذا ما تحاول به إدارة مصلحة السجون ضد الأسرى والأسيرات البواسل"، ووجه عبد القادر، برقية عتاب للمجتمع الدولي لعدم تحمل مسؤولية بإدانة السلوك الإجرامي من قبل السلطات الاسرائيلية حيث أننا قمنا بمراسلة عدد كبير من مجموعات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية وحتى هذه اللحظة لم نتلقى أي بيان ذو معنى وذو مغزى من أجل دعم معركة المعتقلين ووقف وكبح ما تقوم به إسرائيل من جرائم، وناشد عبد القادر، المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في توفير الحماية لأسرانا وأسيراتنا البواسل كما ناشد السلطة الوطنية الفلسطينية بان يتحملوا مسؤوليتهم اتجاه التقصير السياسي بقضية ملف الأسرى، مشيراً بأنه حتى هذه اللحظة لم يتم استدعاء السفراء والقناصل والأجانب المعتمدين سواء في القدس او في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية من اجل وضعهم في إطار مسؤوليتهم في وقف ما يتعرض له المعتقلون في السجون الإسرائيلية.
شمعة إسرائيل أمام العالم
بدوره قال الوزير السابق والمهدد بالإبعاد خالد ابو عرفة المقيم منذ اكثر من عام في خيمة الاعتصام المقامة في مقر البعثة الدولية للصليب الاحمر: "إن حضارة اليوم التي تدعي الحرية والكرامة والمساواة فقد رأيناها في مخيم جنين، عندما قصفت قوات الاحتلال البغيض المخيم على رأس من فيه من الاطفال والنساء والشيوخ بحثا عن عدد من المجاهدين والمناضلين من اجل الحرية"، وأضاف أبو عرفة: "لقد رأينا آثار هذه الحضارة اللعينة عندما شنت قوات الاحتلال البشع حربا ضروسا على أهلنا في غزة بحثا عن اسيرها شاليط، فقتلت ألفا وخمسمائة وجرحت عشرين ألفا وهدمت عشرة آلاف منزلاـ ورأينا هذا عندما دشنت الولايات المتحدة أم الحضارة المتهالكة معتقلات غوانتنامو وجعلت مأسوريه في أقفاص وليتها عاملتهم كالقردة والدواب"، وأكد ابو عرفة "أنه كلما كانت الفعاليات متواصلة، كلما عززت من صمود ومعنويات الاسير بشكل كبير، وجعلت قوات مصلحة السجون الاسرائيلية ترضخ لمطالب الاسرى لانهاء إضرابهم، حيث انهم يحرصون على افشال الاضراب بكل سبيل متاح بهدف الحفاظ على " شمعة إسرائيل أمام العالم. وليس بالمناشدات وانتظار تدخل امريكي، او اوروبي، فالعدو صلف، وقادة امريكا واوروبا غير معنيين بحرية الفلسطينيين، لا أرضا ولا بشرا، فالحرية حريتكم تنتزع انتزاعا عنيفا، وهذا ما يعرفه شعبنا جيداـ وشدد بالقول كرامتنا .... أو الموت..! وكرامتنا تعني خنوعكم ، وموتنا يعني زوالكم".
فعاليات جماهيرية للأسرى
أما روضة عودة والدة أسير واسيرة محررة "أم لؤي" حملت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والسلطة الوطنية الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن حياة الاسرى، مشيرةً الى التقصير وعدم الإكتراث من قبل كافة المؤسسات والقوي الوطنية الاسرى البواسل.
وفي نهاية المؤتمر دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى ضرورة المشاركة الجماهيرية الواسعة في الفعاليات والنشاطات المقرة من قبل الحملة الوطنية لنصرة الأسرى، من خلال الاعتصام اليومية في مقرات الصليب الأحمر الدولي، والفعاليات الجماهيرية مساء غد الثلاثاء ،والإضراب العام يوم الأربعاء المقبل في القدس والضفة الغربية.