يداه متّسختان
بحبر الزمان
وعرقِ فكرة مسروقة
فكرة جهنميّة محروقة!
وقلم،
وقلم،
يكتب: "معلّم للبيع"!
سقف الأمنيات تصبّب خوفًا،
وأوشك زجاج النافذة أن يتحطّم،
تماسك بحديد الحاجز، أو إبريز الشُّرفة،
وتصالبت مع عضلات أصابعه المتشنّجة، نسماتٌ محتبَساتٌ خلف ذاك الزجاج
"معلّم للبيع"
معلّم عتيق للبيع!
أنعم النظر للحروف المتراصّة
أصاخ السمع للموسيقا النشاز
لوقع الخطى المحمومة
تلك الخطى المواربة خلف أبواب التملّق،
وأبواب الكساد،
وأبواب التزلّف،
وأبواب الـ
"معلّم للبيع"
ماذا لو احتكر هذه المهنة؟ تُرى كم سيجني من الأرباح؟
ولو أخذ يقود عربةً يلمُّ فيها مناديًا شهادات المعلّمين ، وذهب بحمولته لسوق العطارين، أو سوق النخاسين، او حتى السوق السوداء! وهي الأفضل، تُرى بكم ستباع الشهادة؟ وكيف سيقيس وزن كل واحدة منها؟ أو كيف سيثمنّها؟ بالحجم؟ بالطول؟ بالعرض؟ يقيسها بالمتر؟ لا بالسنتمتر؟ أم بعدد الكلمات المسكوبة فيها؟ أم بلون الحبر؟ أو لون الختم؟ أم بزينة الإطار فيها؟ "ويا عيني"!! إن احتوت صورة شخصية! صورة شخصية
؟؟ صورة شخصية
؟؟ لكن، كيف سيبيعها عندئذ ولمن؟ بل هذا أفضل! قد تكون صورةً لعارضة أزياء مشهورة! وكلما زادت الصورة إغراءً ارتفعت ارتفعت وزاد سعرها واغتنم فرصة يزيد فيها الغلاء!
أيمكن؟! أيعقلُ؟! نعم! ولمَ لا؟!
سأبيعُ شهادةً بصورة هيفا وهبي!!
شهادة؟ لا بل شهادات سأستنسخها مرارا وتكرارا!! وهذه الشهادة بالذات لن تباع لا بالطول ولا بالعرض لا بالوزن ولا بالحجم ولا بعدد الكلمات
وتباع بالدينار فقط! لا بل دنانير ! لا بل آلاف الدنانير
وإن شاؤوا! فليذهبوا إلى الجحيم لن أبيع شهادة هيفاء!سأحتفظ بها لنفسي وعوَض الشهادة سأبيع ذاتي وأكتبُ : الشهادة لهيفا أما انا "فمعلّم للبيع" !!!
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab
co
il