جاء هذا الفيلم ليروي قصة الشيخ رائد صلاح قائد الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر لإبراز أعماله، أفكاره الدينية والسياسية، حياته العادية في بيته ومع الناس عامةً
نرى من خلال الفيلم أعمال الشيخ رائد السياسية، الإجتماعية والدينية التي لا تقتصر فقط على المسلمين داخل الخط الأخضر، إلاّ أنه يعمل من خلال حركته على إبراز جميع النواقص والإحتياجات الإنسانية والإجتماعية لعرب ال-48 عامةً دون التمييز الديني
وكما أنه يساعد الفقراء والمحتاجين خارج وداخل الخط الأخضر
ترعرع الشيخ رائد صلاح في عائلة بسيطة من مدينة ام الفحم
في طفولته كان هادءاً، مواظباً ومجتهداً في تعليمه، حتى أنه لشدّة هدوئه لم يكن من المتوقع أن يكون رجلاً سياسياً
أحب الطبيعة، الناس، الأطفال، الطيور والجمال، وكتب فيها الكثير حيث أنه يهوى الشعر، الرسم والأدب
تعلم في كلية الشريعة بالخليل وهناك تبلورت أفكاره وآراءه السياسية، حيث رأى التمييز العنصري ضد العرب داخل الخط الأخضر، فبادر بتأسيس حركة إسلامية لتدافع عن حقوق الإنسان العربي لتثبيته بأرضه، قام بمسح المناطق المهجرة عام 1948 من أجل الحفاظ على قدسية الأماكن فيها من كنائس، جوامع ومقابر
وقام بأعمال من أجل دعم أهل القدس والحفاظ على الأقصى وحث الناس على الصلاة فيه لإبقائه معموراً بأصحابه لمنع السلطات من السيطرة عليه كهدف لإعمار الهيكل المزعوم، مما جعل السلطات الإسرائيليّة إستهدافه شخصياً وحتى تفكيك حركته، فنرى رأي السلطات الإسرائيلية في أعماله من خلال الوزير جدعون عزرا، حيث أنه يرى في كل عمل إنساني يقوم به الشيخ لتثبيت الأرض العربية والمقدسات العربية وكأنه عملاً إرهابياً، لأنها مخالفةً للأفكار الإسرائيلية
ومن الناحية الأخرى هنالك من يدعم ويرى بأعمال الشيخ رائد كأعمالاً إنسانية مقبولة على الجميع إلاّ على الإحتلال، وذلك من خلال شخصية الأرشمندريت عطالله حنا، حيث يعقب من خلال حديثه عن اعمال الشيخ ومدى صدقها وشفافيتها، ويرى بأن الآخر (الإسرائيلي) يحاول دائماً وبالقوّة نفي الوجود الفلسطيني في إسرائيل، وكل من يدافع عن حقّه في ارضه وملكه يعتبر مخالفًا للقانون
والدة الشيخ رائد صلاح كانت رمزاً للام العربية التي ترى في أبنائها شيئاً كثيراً منذ صغرهم، حيث تحثهم على التعليم للوصول الى المراكز العالية ومرافقتهم في جميع مراحل حياتهم، نلاحظ خوف الأم على أبنائها وتحذيرهم في خطواتهم حتى يبقوا في بر الأمان، حيث كانت دائماً تتسائل مع الشيخ حول القضايا التي يمارسها، وتحذره من السلطات لأنها تعرف مدى التعصّب ضد الحق العربي وضد كل من يحاول توعية وتذكير العربي بحقه، لكن الشيخ رأى بأن المطالبة بالحق واجب من أجل إبقاء الكيان العربي داخل الخط الأخضر
تخوف الأم كان على صواب، فالسلطات اعتقلت الشيخ رائد صلاح وذلك في المستشفى حيث كان عند والده المحتضر الذي توفي في اليوم التالي لإعتقال الشيخ
وهكذا أخذت الأم دور الأب والإبن، ونراها هي التي تدير شؤون البيت منتظرةً العدالة لتحرير ابنها وإخراجه للحياة من جديد
إنا باقون يطرح وبصراحة الجوانب التي يعمل فيها الشيخ رائد صلاح وحركته الإسلامية، وجاء لرفض بناء هوية مغلوطة مسبقة عنه دون التعرف عليه، ودفعه دون مبرّر الى زاوية الشر والقوائم السوداء
إنتاج: الأرز للإنتاج
إخراج: نزار يونس
سيناريو: نزار يونس ورامز قزموز
تصوير:
تسجيل صوت: نصر سمارة
مونتاج: رامز قزموز
موسيقى: حسام زهر