زاهر بحوث خريج كلية الطب في الجامعة العبرية وهداسا:
لا يوجد أي شكل من أشكال التصليح التي يريد الاطباء ان تُنفذ، بل يوجد أرقام ونسب لا اساس لها من الصحة
نتنياهو، الذي يتولى أيضاً منصب وزير الصحة، يرفض رفضاً باتاً بالاصغاء لمطالبنا، بل ويرفض حتى اللقاء بنا لمفاوضتنا
أكثر من الف طبيب في مرحلة التخصص قرروا تقديم استقالتهم، والتي سيسري مفعولها بدءاً يوم الأحد القادم، الرابع من ايلول، وعندها، سيحدث ما لا يريد أحداً أن يحدث
من كان منكم ينتظر أربع ساعات كي يتلقى العلاج على يد طبيب في غرفة الطوارئ، فبعد الرابع من ايلول سينتظر عشر ساعات ولن يأتي اي طبيب لفحصه
نشهد في الأيام الاخيرة مظاهرات تقوم بها شريحة مهمة وكبيرة من الاطباء، ألا وهم الاطباء المتواجدون في مرحلة التخصص في المستشفيات الحكومية في جميع انحاء الدولة. وتأتي هذه الأحداث بعد فترة طويلة من الاضرابات المتقاطعة، والتي قام بها اتحاد الاطباء في اسرائيل – "هاري".
زاهر بحوث
ويتساءل البعض ماذا يريدون الاطباء ايضا، بعدما منحهتهم وزارة المالية اضافة لرواتبهم.
وهنا يجب توضيح الامور. حين ندقق في تفاصيل الاتفاقية التي وُقعت بين وزارة المالية و"هاري"، نرى أنه لا يوجد أي شكل من أشكال التصليح التي يريد الاطباء ان تُنفذ، بل يوجد أرقام ونسب لا اساس لها من الصحة، ويستمر التدهور في نظام الصحة العام، وخاصةُ في "البيريفيريا" – أي شمالي البلاد وجنبوها والتي تشمل معظم البلدات العربية.
استقالة الأطباء
لذلك، قرر أكثر من الف طبيب في مرحلة التخصص بتقديم استقالتهم، والتي سيسري مفعولها بدءاً يوم الأحد القادم، الرابع من ايلول، وعندها، سيحدث ما لا يريد أحداً ان يحدث. ستنهار المستشفيات في اقل من يوم - لن يكون هناك طبيب في غرفة العمليات، ولن يكون هناك أطباء في غرفة الطوارئ، فمن كان منكم ينتظر أربع ساعات كي يتلقى العلاج على يد طبيب في غرفة الطوارئ، فبعد الرابع من ايلول سينتظر عشر ساعات ولن يأتي اي طبيب لفحصه - لان الطبيب الذي كان من المفروض ان يعالجكم، أو يعالج اقربائكم، قد استقال، وذلك لأنه يرفض أن يكون شريكاً في تدمير جهاز الصحة العام في الدولة.
تحسين وضع نظام الصحة العام
وللتوضيح، الهدف الرئيسي والأساسي من استقالة الاطباء هو تحسين وضع نظام الصحة العام. ولا تصدقوا الأكاذيب الذين يروجونها لإضعاف موقفنا. فإننا صامدون على موقفنا، ولن نتراجع حتى تُحقق مطالبنا. يوم الاحد القادم، سيقول جميع الأطباء معاً "كفى! لن نكون شركاء في تدمير نظام الصحة العام". الأطباء سيستقيلون، المتدربون "الستاجريم" لن يبدأوا بالتخصص، وخريجي كليات الطب لن يبدأوا "الستاج". ستحصل مصائب كبيرة بدءاً من الاحد القادم – لن يتواجد طبيب ليعالج المتألم، ولن يكون هناك من يقوم بـ"الاحياءات"، ولا من يقوم بكتابة الدواء، ولا من يُحدث عائلة مريض عن حالة قريبهم.
نتنياهو.... ما يهمه؟
المشكلة الآن تنبع من أن رئيس الحكومة، السيد بينيامين نتنياهو، والذي يتولى أيضاً منصب وزير الصحة، يرفض رفضاً باتاً بالاصغاء لمطالبنا، بل ويرفض حتى اللقاء بنا لمفاوضتنا، وإن هذا التصرف لإن دل على شيء, فلدل على عدم إهتمامه لصحة المواطنين في الدولة، وعلى عدم إهتمامه في تحسين خدمات الصحة العامة – فلم يهتم إن كان هو نفسه لا يحتاج الى نظام الصحة العامة، لانه لا ينتظر مثلي ومثلكم بضع ساعات حتى يتلقى افضل علاج على يد افضل الاطباء.. فلما يهمه؟
نحن نطالب رئيس الحكومة ووزير الصحة، السيد بنيامين نتنياهو بالتدخل الفوري لحل احد اكبر واهم الأزمات، قبل فوات الاوان، لأن كل تأخير سيكون منوطاً بأرواح مواطنين كل ما كانوا بحاجة اليه هو طبيب كان بمقدورك أن تُرجعه الى عمله.
فماذا سيكون ردك، حضرة رئيس الحكومة، للجنة التحقيق التي ستُقام عندما سيسألونك "ماذا فعلت لمنع التدهور في جهاز الصحة" ؟
الكاتب هو خريج كلية الطب في الجامعة العبرية وهداسا
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il