الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

د.نجم:البسيخومتري عائق أمام العرب والطب بإيطاليا فتح لي أبوابا مستقبلية

تقرير: جمانة مطر-
نُشر: 11/08/11 22:33,  حُتلن: 15:05

 د.فارس نجم لموقع العرب:

أداء الطالب بالإيطالية مهم جدا والتحلي بالثقة من الأمور التي يجب أن تتواجد بكل طالب جاد

إمتحانات الدخول لموضوع الطب تعتبر غيمة سوداء تشكل عائقا أمام طموحات الطالب العربي

أنوي التخصص في جراحة الاعصاب أو الجراحة العامة وأرى نفسي في الولايات المتحدة أعمل في هذا المجال

إنخراطي في المجتمع الإيطالي جعل عملية صقل اللغة أسهل حتى تمكنت من إتقان اللهجة تماما مثل الشعب الإيطالي

المجالات في إسرائيل أمام العرب محدودة الفرص وأعتقد أن الدراسة خارج البلاد للطلاب الذين لديهم الطاقات والقدرات العالية أفضل بكثير

التعليم في الخارج فتح لي أبوابا مستقبلية مشرقة جعلتني أحلق في سماء اللا محدود، أنا سعيد جدا هنا في إيطاليا لأنني حصلت على منح دراسية عديدة

عندما تمتزج الرغبة مع القدرات وتعانق الطموح ويصبح الهدف الذي نصبو إليه واضحا كبريق الشمس وعندما تتحول المثابرة الى مقومات وتترجم مرونة التفكير الى أفعال عندها يستطيع الإنسان أن يصل الى الطريق اليانعة التي لطالما حلم بالسير عليها منذ نعومة أظفاره، فتتكلل جهوده بالفخر والإمتياز ويصبح قدوة يحتذى بها ومثلا أعلى يشبه به، لأنه حقا صدق القائل: "من طلب العلى سهر الليالي".


د.فارس نجم

ويتمتع د.فارس رياض نجم إبن مدينة الناصرة الذي لم يتعدَ الرابعة والعشرين من العمر بطاقات إيجابية حاول استغلالها حتى أقصى الحدود بعد أن داس بقدميه على عثرات الدهر ومضى الى شمال إيطاليا برحلة جوية وإبتعد عن أهله لمدة ست سنوات طالبا العلم في بلاد الغربة.

إكتساب الإيطالية بسهولة
بعد إنتهاء الثانوية قرر د.نجم أن يدرس الطب العام في شمال إيطاليا في مدينة فيرارة لا سيما وأن الذكاء اللغوي مكنه من إكتساب الإيطالية بسهولة، والإنجازات التي حصل عليها خلال تعليمه في إيطاليا جعلته محط أنظار الجميع ليتم إرساله الى عدة بعثات وتم إعطاؤه منحا دراسية مجانا نظرا لقدراته التي إستطاعت أن تظهر جليا أمام كبار الأساتذة خاصة أصحاب لقب بروفيسور الذين اعترفوا بجديته وقدرات وموهبته، ففي عام 2008 حصل فارس على منحة وغادر الى إحدى الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة لمدة أربعة شهور في دورة خاصة لدراسة التشريح، وفي عام 2009 توجه الى بيرو في جنوب أمريكا لدراسة الجراحة العامة ومؤخرا في عام 2011 سيتوجه لدراسة الجراحة العامة وجراحة الأعصاب.


د.فارس نجم مع والدته

موقع العرب ومن باب حرصه على مستقبل أجيالنا الصاعدة وحثهم على طرق باب العلم والمعرفة والثقافة إلتقى د. فارس نجم وحاوره مستفسرا عن ظروف التعليم خارج البلاد، وعن الصعوبات التي واجهته والبحث الذي أجراه فكان معه هذا اللقاء الخاص:

موقع العرب: ما هي الأسباب التي جعلتك تتوجه الى إيطاليا قاصدا العلم؟
د. فارس نجم: البسيخومتري كان إحدى العثرات التي شكلت عائقا أمام دراستي موضوع الطب في البلاد، خضت تجربة البسيخومتري مرة واحدة فقط وفي الصف الحادي عشر وحصلت على علامة 600 لكنني قررت عدم تكرار الكرة مرة أخرى. البسيخومتري لم يكن العائق الوحيد أمام دخولي فرع الطب في البلاد بل تحديد العمر أيضا لأن دراسة الطب في البلاد مخصصة فقط لمن هم فوق سن الواحد والعشرون، ولو إنتظرت ثلاث سنوات لدراسة الطب لما كنت سأنهي دراستي وأنا في سن الـ24 عاما. بالإضافة الى أنني لم أطمح للدراسة في البلاد لأنه ومنذ صغري كنت أعشق السفر والمغامرات وخاصة التعرف على حضارات جديدة بعيدة عن الواقع الذي نعيشه وإخترت إيطاليا تحديدا لأن أهلي كان لديهم دعما هناك.

موقع العرب: رغم التفوق الذي حصلت عليه، هل تشعر بنقص ما لأنك لم تتمكن في دراسة الطب بالبلاد وتوجهت الى الخارج؟
د.فارس نجم: حصلت على علامة 600 من أول مرة وأنا في الصف الحادي عشر ثم أنني لم أبذل جهدا كافيا لنيل العلامة التي تمكنني من الدراسة في البلاد، فشرف المحاولة كان كافيا بالنسبة لي. التعليم في الخارج فتح لي أبوابا مستقبلية مشرقة جعلتني أحلق في سماء اللا محدود. أنا سعيد جدا هنا في إيطاليا لأنني حصلت على منح دراسية عديدة وتم إرسالي في بعثات، ولو تعلمت في البلاد لما كنت وصلت لجامعة كولمبيا ونيويورك لأن بلادنا مقيدة المجالات ولا تتعامل بقدر كافٍ من المساواة مع الطلاب غير اليهود. أنا أعتقد أن الطالب الذي يثبت نفسه ويتعب حتى خارج البلاد يعتبر إنجازا بحد ذاته، لأن قبول الطالب لدراسة الطب في إيطاليا أسهل بكثير مما هو الحالي في إسرائيل لكن التعليم في إيطاليا مختلف لأن الإمتحانات تكون شفهية وليست كتابية، فأداء الطالب بالإيطالية مهم جدا والتحلي بالثقة من الأمور التي يجب أن تتواجد بكل طالب جاد. أعتقد أن إتقان الطالب للغة جديدة يتطلب منه المخالطة والمواظبة والقدرات الفائقة.

موقع العرب: هل واجهت صعوبات على خلفية عرقية كونك عربيا ومن بلاد غريبة؟
د.فارس نجم: واجهت بعض الصعوبات في بداية الطريق لأن الجامعة التي درست بها تختار فقط 4 أشخاص لدراسة الطب من نفس الدولة، وشعرت بالعنصرية من قبلهم في بداية المشوار لكن مع الوقت تلاشى هذا الشعور عندما رأوا النتائج المشرفة التي حصلت عليها، فأصبحت جزء لا يتجزأ منهم حتى في الامتحانات الشفهية كنت أحصل على فرص إضافية مثل باقي الطلاب. إنخراطي في المجتمع الإيطالي جعل عملية صقل اللغة أسهل حتى تمكنت من إتقان اللهجة تماما مثل الشعب الإيطالي.

موقع العرب: ما هي الحدود التي تطمح الى تحقيقها خلال العشر سنوات القادمة؟
د.فارس نجم: أنا الآن في إتصال دائم مع إحدى الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة وأتمنى أن أبقى وأعمل التخصص هناك. أنوي التخصص في جراحة الاعصاب أو الجراحة العامة. وأرى نفسي في الولايات المتحدة أعمل في هذا المجال.

موقع العرب: ما هو البحث الذي أجريته خلال دراستك موضوع الطب في إيطاليا؟
د.فارس نجم: أجريت بحثا عن سرطان القولون ضمن خطة بدأت في أمريكا قبل سنوات عدة كما بدأت في أوروبا قبل نحو ست سنوات تقريبا. هدف الخطة كان إجراء الفحوصات اللازمة للمرضى الذين ما زالوا في المراحل الأولية من الرحلة الشاقة مع مرض السرطان. وحسب دراسات مختلفة تبين أن أغلبية المرضى المصابين بسرطان القولون هم أشخاص تتراوح أعمارهم بين 50-69 عاما، لذلك الأشخاص من هذه الفئة يجب أن يتلقوا إستمارات تصلهم الى منازلهم تحثهم على بدء إجراء فحوصات طبية لكشف إحتمال وجود بعض نقاط الدم عند الإخراج إذ أن الأشخاص الذين يعانون من نقاط دم في الخروج عليهم إجراء فحص المنظار وعندها يستطيعون تحديد إمكانية وجود السرطان بشكل فوري. أجريت البحث على 300 شخص مريض (قسم منهم من إيطاليا وبالتحديد من سكان فرارة والقسم الآخر من هولندا)، كما أن الفحص أجري بعد موافقة المرضى حفاظا على نزاهة البحث والمهنة. راقبت وجود السرطان في المراحل الأولية فوجدت أن في 80% من الاشخاص الذين خضعوا للبحث كانت العملية التي أجروها للتخلص من السرطان أسهل لأن الكتلة كانت في مراحلها الأولية. وتبين أن أن نسبة الأشخاص الذين توفوا وهم في المراحل البدائية مع المرض كانت أقل بشكل واضح للعيان. قسم كبير من المرضى الذي خضعوا لعمليات السرطان في بداية تطوره كانت نتائجها مشرفة وبدون مضاعفات تذكر. فحص المنظار مكّن الأطباء من معاينة المرضى بالشكل الصحيح وبالوقت المناسب حتى إستطاعوا السيطرة على إنتشار المرض الخبيث دون الخضوع لعمليات معقدة تتطلب شق منطقة البطن الحساسة.

موقع العرب: ماذا عن إمتحانات الدخول والبسيخومتري التي تفرضها إسرائيل على الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد؟
د.فارس نجم: أعتقد أنه في المجتمع العربي الإسرائيلي لدينا كم لا بأس به من المميزين لكن للأسف إمتحانات الدخول لموضوع الطب تعتبر غيمة سوداء تشكل عائقا أمام طموحات الطالب العربي، أضف الى ذلك فإن البسيخومتري قائم في إسرائيل لهدف أساسي وجوهري وهو عدم السماح للطلاب العرب من القبول لمواضيع رئيسية ومنها موضوع الطب. وهنا لا بد من الإشارة الى أنه وخلال تواجدي في إيطاليا إلتقيت مع الكثير من الطلاب العرب الذي حصلوا على علامات عالية في البسيخومتري تخولهم من دراسة الطب في إسرائيل إلا أنهم لم يمروا في امتحان المقابلة فتوجهوا للدراسة خارجا ولكن لسوء حظهم لم يتمكنوا من التأقلم مع التعليم في إيطاليا. حسب رأيي إمتحان البسيخومتري أداة ضعيفة في تصنيف الطلاب ويجب إعطاء فرص أكثر للطلاب العرب لأن هذا الامتحان يغلق جميع الأبواب أمام الطالب العربي.

موقع العرب:هل تشجع أبناء جيلك في التوجه للدراسة خارج البلاد؟
د. فارس نجم: بالرغم من العدد اللا بأس به من الطلاب الذين يدرسون الطب في إيطاليا الا أن قسما صغيرا فقط منهم يستطيع أن ينهي دراسة الموضوع خلال ست سنوات، لأن الإمتحانات هنا تكون شفهية، فاللغة ستشكل أيضا عائقا أمام الطالب لأن الأمر يتطلب إكتساب المهارة اللغوية في البداية. الحصول على العلامات العالية تمنح الطالب شهادة إمتياز وتفوق وتعطيه منحا مختلفة وترسله لبعثات في دول متعددة حول العالم بغض النظر عن التعصب الديني أو القومي. الطالب الذي يريد أن يدرس الطب في إيطاليا يجب أن يتمتع بكفاءات عالية ويكون لديه مسؤولية كبير، أنصح جيل الشباب الجاد في التوجه لدراسة الطب هنا وخاصة في الجامعات الموجود في الشمال. المجالات في إسرائيل أمام العرب محدودة الفرص وأعتقد أن الدراسة خارج البلاد للطلاب الذين لديهم الطاقات والقدرات العالية أفضل بكثير، بالرغم من الصعوبات الموجود في اللغة الجديدة والبيئة المختلفة التي ننتقل إليها لكنني أؤكد أن تنظيم الوقت من الأمور الأسياسية لتحفيذ النجاح لدى الطالب.

موقع العرب: د. نجم نتمنى لك دوام التقدم والنجاح، وعليه كيف تود أن نختم هذا اللقاء الشيق؟
د. فارس نجم: شكرا لكم على هذا الإهتمام، أتمنى أن أرفع رأس أهلي بتحقيقي لهذه النجاحات ورأس بلدتي الناصرة وعرب الداخل وأقول إن الإرادة تصنع ما قد يبدو للوهلة الأولى مستحيلا، وأقول "ثابروا يا شباب العصر ويا أيها الجيل الصاعد وتحملوا المشقات والصعاب لأنه ستفرش أماكم دروب السعادة وعبير الزهور والورود فتصبح أيامكم ربيعا في عواصف الشتاء ونهارا في عتم الظلمات والديجور واتكلوا على الله وثقوا بأنفسكم".



مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
289449.26
BTC
0.52
CNY
.