الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

خالد القريناوي: الأطفال والمساجد في رمضان

كل العرب
نُشر: 01/08/11 17:40,  حُتلن: 07:51

- خالد القريناوي:

* أين انتم من طريقة تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال في المسجد وأثناء الصلاة؟

* يجب على الأم أو الأب الذي يصطحب ابنه إلى المسجد أن يعلّمه الصلاة في البيت ويجعله يصلي معه في البيت ليتعلّم هذا الطفل آداب المساجد والصلاة

* بعض النساء أو الرجال ممن يصطحب ابنه الصغير معه إلى المسجد يصدر منه بكاء أو صراخ أو تصرفات وسلوكيات تخلّ بخشوع المصلين وتؤدى إلى عدم تركيزهم

* علينا أن نحرص أن يكون هؤلاء الأطفال في المسجد من أن يكونوا في أماكن غيرها لا نعلمها ولا يحقّ لنا طردهم لعدم وجود نصّ شرعي يأمرنا بطرد الأطفال من المساجد

الكثير من الأمهات والآباء ممن يصطحبون أبنائهم إلى المساجد وخاصّة في شهر رمضان المبارك وهذا أمر وشيء جميل جدا ومطلوب حيث نرى بيوت الله عامرة بالمصلين رجالا ونساء وأطفالا ولكن اللافت للنظر أن بعض النساء أو الرجال ممن يصطحب ابنه الصغير معه إلى المسجد فقد يصدر منه بكاء أو صراخ أو تصرفات وسلوكيات تخلّ بخشوع المصلين وتؤدى إلى عدم تركيزهم في الصلاة، مما يجعل أهل المسجد يقفون كالحرّس والجنود وقت الصلاة بدل أن يصلوا, ويقف كل رجل في زاوية حتى يراقب الأطفال ويحافظ على النظام, وأقولها وبكل أسف العديد من أهل المسجد البالغين منهم من يتصرّف ويعامل هؤلاء الأطفال بقسوة وبشدّة وبعنفوان حتى إنني أشاهد بعضهم ممن يقومون بالتعدي بالضرب على الأطفال بسبب أن اصدر احدهم صوتا عاليا أو استعجل وجرى في المسجد أو تصرّف بتصرّف خاطئ.

إحتذوا بالرسول
أقول لهؤلاء أين انتم من طريقة تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال في المسجد وأثناء الصلاة؟ إنها معاملة تختلف اختلافاً واضحاً, وجذريّا عن واقع تعامل كثير من المسلمين مع الأطفال في المساجد في هذا الزمان, هل قام الرسول يوما بطرد أحد الأطفال من المسجد ؟ أم هل حصل أن ضرب الرسول طفلا جرى في المسجد ؟ أبدا لم يفعل ذلك الرسول قط لا مع الطفل ولا مع الرجل حتى مع الرجل الذي بال في المسجد , لم يقم النبي بطرده أو ضربه أو حتّى شتمه ! كيف لو رأينا في هذا الزمان رجلا يبول في المسجد لا اعرف أي نوع من العقاب سيحصل عليه...

سلوكيات غير مرضيّة
إذا كانت معاملة بعض المصلين مع طفل يدخل إلى بيت الله ويقوم بتصرّف ما وكلنا كنّا أطفالا والكل تصرّف وهو صغير بتصرفات وسلوكيات غير مرضيّة وهذا شأن كل طفل , لكن المعاملة أصبحت قاسية وصعبة تجاه الأطفال وديننا دين المعاملة والنصيحة فبدل أن نحضن الأطفال ونعلمهم ونفهمهم آداب المساجد وتعزيزهم لأنهم زاروا بيت الله وأرادوا الصلاة ولو تقليدا , عليهم أن يروا الابتسامة من الرجال والحصول على محفزات وتعزيزات من كلمة طيبة , من جعله يصف بجانبك , من أن تسلّم عليه بعد الصلاة ... بدل أن يجد كل هذه الأمور يجد الشتم والضرب والطرد, فمتى سيصلي هذا الطفل؟ وكيف ينشأ على حبّ المساجد؟ وددت أن اقتبس لكم بعض الأحاديث النبوية الشريفة والمنتقاة من فن التعامل النبوي مع الأطفال الصغار في المساجد ولينظر كل منا إلى زمانه وزماننا , إلى طرقة تعامله وطريقتنا , انّه فرق شاسع انّه الهدي النبوي الصائب وإليكم بعض المواقف التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعض الأطفال حتى نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهتدي بهديه عليه الصلاة والسلام :

أحاديث عن الرسول
عن شداد رضي الله عنه قال :خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد سجدة أطالها ، قال : فرفعت رأسي من بين الناس فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله : إنك سجدت سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ؟ قال : كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته ) رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي صححه الألباني). وفي حديث آخر كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره) رواه ابن خزيمة في صحيحه) . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أطالتها فاسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه ) رواه البخاري ومسلم).
هذا هو الهدي النبوي وهذه هي المعاملة إنها معاملة نبي مع أطفال , فكيف بنا ونحن ندعي حبّ النبي فلماذا لا نأخذ أيضا هذا الجانب من سيرته عليه السلام في تنشئة الأطفال وحبّهم على المساجد والعبادة .

الحفاظ على آداب المساجد
كما علينا أن نحرص أن يكون هؤلاء الأطفال في المسجد من أن يكونوا في أماكن غيرها لا نعلمها ولا يحقّ لنا طردهم لعدم وجود نصّ شرعي يأمرنا بطرد الأطفال من المساجد أو ضربهم , لكن من جهة أخرى يجب على الأم أو الأب الذي يصطحب ابنه إلى المسجد أن يعلّمه الصلاة في البيت ويجعله يصلي معه في البيت ليتعلّم هذا الطفل آداب المساجد والصلاة في البيت ثم يأتي به إلى المسجد , كذلك ينبغي أن لا يصطحب الطفل الصغير ابن السنة أو السنتين أو حتى ابن ثلاثة سنين بل إذا أراد اصطحابه فليكن الطفل ابن سبع سنين مثلا, والأدهى من ذلك انك قد تجد أطفالا يأتون إلى المساجد لا للصلاة, لأنهم لا يصلون وآبائهم لا يعرفون مكان تواجدهم فيصدر من هؤلاء فقط السلوكيات السلبية والسيئة من ضجّة ولعب في المسجد ولا يصلون وإنما يبقون في المساجد فقط لقضاء الوقت مؤثرين على المصلين بتواجدهم, أتوجه إلى الآباء والأمهات والى المصلين واللائمة أن يبينوا للأطفال دورهم وأهميتهم في التنشئة على حب المساجد والتحلي بآداب المساجد في رمضان وفي غير رمضان .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة

.