بهاء رحال في مقاله:
الموقف الذي تتخذه أسرائيل تتبناه أمريكا وتدافع بكل وسائلها عنه
لست مع الذهاب إلى مجلس الأمن مع اقتناعي بأننا لا نملك شيئاً لنخسره فلماذا لا نخوض التجربة
أمريكا وكما جرت العادة فمواقفها متشابهة مع مواقف اسرائيل وهي تلوح بإستخدام الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني
قررنا منذ وقت أن نذهب في ايلول الى مجلس الامن للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين فلماذا التراجع ولماذا تتوقف ماكينة الدبلوماسية الفلسطينية
يقول أحدهم أنا لست ضد الذهاب إلى مجلس الأمن مع اقتناعي التام بأنه لن يضيف لنا شيئاً بل سيكون عابراً ولن يضيف للقضية الفلسطينية أي جديد وستشهد الايام القادمة صخباً سياسياً وزيارات مكوكية متبادله ومتعارضة ومتعاكسة في الاتجاهات وسوف تعصف بالمنطقة رياح التغير التي لن تغير شيئاً بل ستكون بمثابة رحلات مكوكية خالية من اي مبادرات حقيقية على الارض ، ولست مع الذهاب إلى مجلس الأمن مع اقتناعي بأننا لا نملك شيئاً لنخسره فلماذا لا نخوض التجربة التي ربما ينتج عنها شيئاً جديداً ولماذا لا نطالب بحقنا في دولة مستقلة حالنا كحال كل الشعوب في العالم ، ويقول آخر أنا مع الذهاب الى مجلس الأمن واستغلال الفرصة التاريخية التي نقترب منها بكل دقه وبكامل التفاصيل حتى لا تضيع علينا ولا نفقدها.
الاعترافات الدولية
ومع الذهاب الى مجلس الأمن بكل ثقلنا السياسي ومعنا أكبر عدد من الاعترافات الدولية التي ستوفر الدعم الايجابي لصالح القضية الفلسطينية ، وبما أننا قررنا منذ وقت أن نذهب في ايلول الى مجلس الامن للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين فلماذا التراجع ولماذا تتوقف ماكينة الدبلوماسية الفلسطينية التي تسير بثقة وقدرة عالية من الذكاء وحسن الاداء والاقناع بينما يتخبط الاسرائيليون الذي يحاولون تعكير الاجواء من خلال التخريب على الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية ، ويحاولون ان يكسروا الهجوم السياسي الفلسطيني الذي بدأ منذ أشهر ولن يتوقف حتى ايلول ، فتارة يبحثون عن مصيده دولية توقع بالجهد الفلسطيني وتارة اخرى يلوحون باستخدام القوة والعنف المفرط وتمزيق الاتفاقيات بما فيها اتفاق اوسلو كنوع من انواع التهديد القاصي الذي تعتبره اسرائيل بانه سوف يجعل الموقف الفلسطيني يتراجع وهي تراهن على حالة الانحياز العمياء للادارة الامريكية التي اعلنت عن موقفها مسبقاً وهو موقف المنحاز لصالح دولة الاحتلال .
استخدام الفيتو
أمريكا وكما جرت العادة فمواقفها متشابهة مع مواقف اسرائيل وهي تلوح بإستخدام الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني الذي سيتقدم به السيد الرئيس الى مجلس الامن في ايلول القادم ، ودون الاهتمام بالمواقف الدولية والعربية ودون النظر الى المصالح الامريكية في المنطقة جاهرت الولايات المتحدة بموقفها الرافض وذلك تعبيراً عن دعمها وانحيازها وتأييدها للمشروع الصهيوني في المنطقة، ولأن الموقف الأمريكي موقفاً مهماً وهو يمثل العصب الاساس في قبول اي قرار في مجلس الأمن لما تتمتع به الولايات المتحدة من نفوذ وسيطرة وهي تتربع على عرش العالم فإن موقفها هذا الذي جاء بشكل عاجل يشكل احد أهم العقبات التي على القيادة الفلسطينية ومعها القيادة العربية والعالمية ان تحاول تجاوزه أو تغييره من خلال تشكيل شبكة ضاغطة على الشارع الامريكي وتوسيع رقعة التواصل مع مختلف الاحزاب والجمعيات والمؤسسات في الولايات المتحدة من اجل تفادي الفيتو اذا نجحنا وإلا فسيبقى الفيتو ينتظر لحظة التصويت كي ينقض على المشروع ويوقف ميلاد الدولة الفلسطينية.
الموقف الذي تتخذه أسرائيل تتبناه أمريكا وتدافع بكل وسائلها عنه ، فهذه أمريكا التي نعرفها تمارس عادتها القديمة الجديدة في الانحياز لصالح المشروع الصهيوني في المنطقة ولا تتردد في الدفاع عنه ووضع كل امكانياتها لخدمته وهي كذلك.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il