الدكتور ابراهيم مطر مدير قسم الجراحة في مستشفى روتشيلد بني تسيون في حيفا:

 موقع الطبيب في هذه الدولة سيء للغاية

مجتمعنا يخوض تخبطات كثيرة

التعليم في خارج البلاد صعب جدا وهنالك الكثير من المخاطر بالإضافة للبعد الجغرافي

هنالك نقص كبير في مهنة الطب في الدولة بشكل مخيف

الإضراب جاء لإعطاء ملكات للمستشفيات لسد هذا النقص

خرجت من بيتي مبكرا لأصل في الموعد المحدد كما هو متبع في مثل هذه اللقاءات، وصعدت الى الطابق السابع في مستشفى روتشيلد باحثا عن مكاتب الإدارة في المستشفى، فوجدته بانتظاري وكم كنت منذهلاً حينما وجدته انسانا بسيطا مبتسما يجمع بين الابتسامة الرقيقة والكلمة المعبرة، انه الدكتور إبراهيم مطر مدير قسم الجراحة في مستشفى روتشيلد بني تسيون في حيفا هو أب لابنتين دانيئيله ابنة الرابعة والعشرين عاما وتدرس في انجلترا وايلينه ابنة الثامنة عشره وتدرس في المرحلة الثانوية يقيم في حيفا في منطقة عمله وهو ابن قرية نحف التي يزورها مع نهاية الأسبوع ليكون هناك مع الأهل والأقارب والأصدقاء .

من نحف الى الرامة الى ميلانو ...
في بداية حديثه عن نفسه سرد مراحل حياته فمضى الدكتور مطر من قرية نحف المكان الذي ولد فيه حيث تعلم في مدرستها الابتدائية وكان يتكلم عنها كمكان احبه وقائلاً ان عليه تسديد الدين والوفاء لهذا المكان الذي له فيه ومعه الكثير من الذكريات والأحلام ومن هناك انتقل الى ثانوية الرامة ومن بعدها سافر الى مدينة ميلانو الايطالية ليدرس هناك الطب بعيدا عن البلاد وعن الاهل ولكن مهمته كانت واضحة له وللآخرين, كان عليه ان ينهي تعليمه ومن ثم التخصص بموضوع الجراحة العامة وهذا فعلا ما قد حصل.
فاصبح شريكا بانقلاب خاص في التعامل مع هذا المجال في العالم وكان من رواده ومصممي انجازه في البلاد فقد بدأ الاطباء باستعمال المنظار في العمليات الجراحية مع بداية التسعينات. فتتم العملية من الخارج ودون الدخول الى جسم الإنسان عن طريق كاميرا تستطيع ان تقوم بتصوير داخل الإنسان ونقله الى شاشة الحاسوب والتلفاز ومن هناك تكون الطريقة لعلاج الإنسان أسهل وأفضل وابسط واليوم أغلبية العمليات تتم من الخارج وهذا ما يقلل معاناة المريض بعد العملية فلا حاجة لعمليات التجميل نتيجة للجروح التي كانت تحصل في الماضي .
الدكتور ابراهيم مطر تحدث عن وضع الاطباء في اسرائيل فكان محاميا ماهرا وتحدث عن الطلاب العرب وهموم المجتمع العربي بصدق ومحبة وبعث برسالة واضحة الى الطلاب يحثهم على الالتحاق بالجامعات في خارج البلاد والعودة لممارسة هذه المهنة الشريفة والتي لم تعد تحضى بالاهتمام الذي كان في الماضي من قبل المجتمع .

موقع العرب: مهنة الطبيب صعبة جدا كيف تلائم بين عملك كطبيب والحياة الشخصية وهل هنالك الوقت الكافي للراحة وقضاء العطل ؟
ابتسم إبراهيم مطر وضحك وأوضح انه لا يوجد وقت فراغ بتاتا فهذا العمل يأخذ كيانه وعقله وعليه ان يكون ملتزما في كل لحظة أمام المريض والمستشفى .
وركز الدكتور إبراهيم على قضية ان هذه المهنة تختلف عن غيرها من المهن فعند عودته للبيت يبقى دائما بعلاقة مع المستشفى وحياته الشخصية ليست ملكا له .

موقع العرب: هل تتلقى دعم من العائلة ؟
طبعا فبدون دعم العائلة لم أكن لأصل لما وصلت إليه والطريق سيكون مسدوداً.

موقع العرب: في الآونة الأخيرة نسمع عن إضراب الأطباء ما هو موقفك ؟
اعتقد ان موقع الطبيب في هذه الدولة سيء للغاية، وذلك لان الأطباء يعملون بالتبرع مقارنة مع الآخرين فالدكتور الذي أنهى تعليمه يتلقى 24 شيكل للساعة أثناء التخصص وهذا هو الأجر الأدنى فهل يعقل شيئا كهذا ؟
وأضاف الدكتور إبراهيم مطر بقوله انا اعمل في منصب مدير فسم جراحة، وأتقاض مبلغ 45 شيكل للساعة وهذا الشيء لا يطاق ولذلك فان الأطباء يعملون ساعات إضافية في الليل لإكمال دخلهم ويذهبون بعد ساعات العمل ليعملون في أماكن خاصة لإكمال دخلهم. اعتقد ان الأطباء قاموا بالإضراب ليس بشكل مفاجئ فالوضع سيء جدا والممرضات يتلقين أجرا أفضل من الطبيب.

موقع العرب: هل مهنة الطبيب ما زالت المحبذة عند الآباء والأمهات ام ان موقفهم قد تغير ؟
هذه المهنة ما زالت محبذة لدى الآباء والأمهات لكن نتيجة للوضع لم تعد محبذة عند الشباب لأنها من الأعمال الصعبة وأجرها قليل ومن ناحية اخرى عليك الواجب بالاجتهاد والجهد الكبير والاستثمار بهذا التوجه 13 عاما من التعليم لم يعد ناجعا.

موقع العرب: كيف تشعر كونك عربي يشق طريق النجاح في هذا المجال ؟
طبعا يعطيني اكتفاء ذاتي لكن المشوار لم يكن سهلا .



موقع العرب: ما هو أكثر شيء تحبه في مجتمعنا العربي ؟
هذا سؤال صعب فمجتمعنا يخوض تخبطات كثيرة جدا فليس بالضروري ان احب ما تحبه وان تحب انت ما أحبذه انا وأحبه فنحن في فترة تخبط كبيره كوننا أقلية في دولة إسرائيل وأقلية في الشرق الأوسط .
انا أحب أمور كثيرة لكن المجتمع يتواجد في أزمات لا نستطيع ان نعرف ونتوقع نهايتها ولا توجد لدينا القوة والوسائل للتحكم بها فالوضع صعب جدا ونتائجه تتعلق بنا فقط .

موقع العرب: نسمع في الآونة الأخيرة عن اعتداءات توجه نحو الاطباء وخاصة من افراد مجتمعنا ماذا كنت تقول ؟
هذا شئ مرفوض بتاتا وعادة يحصل هذا في قسم الطوارئ حيث ينتظرون وقتا طويلا لكن عليهم ان يفهموا ان هذا ليس ذنب الطبيب في المستشفى الذي يعمل وحده مكان أربعة واعتبر نهجا كهذا يعبر عن قلة وعي وثقافة عند الذي يقوم به ويجب ان نستنكره .

موقع العرب: هل تشعر ان الطبيب فقد مركزه واحترامه عند الجمهور والمجتمع ؟
الى حد ما هذا صحيح فالمجتمع العربي وأيضا اليهودي يتواجدان في تخبطات وهذا الامر جزء من هذه التخبطات هدف الطبيب مساعدة المريض بغض النظر لانتمائه العرقي والديني .

موقع العرب: هل التعامل مع الناس صعب ؟
ان التعامل مع الناس والجمهور صعب جدا وليس بالهين فنحن نتعامل مع جمهور يتواجد في ضائقة وهم أكثر الجمهور بحاجة الى دعم لأنهم في وضع صعب من الناحية النفسية لكن علينا ان نقوم بواجبنا على أفضل حال وهذا هو الأهم .

موقع العرب: ما هي الصعوبات التي يوجهها الطالب الذي يرغب بتعلم الطب في إسرائيل من وجهة نظرك ؟
هنالك نقص كبير في عدد الأطباء في الدولة بشكل مخيف والإضراب جاء لإعطاء ملكات للمستشفيات لسد هذا النقص. في السنوات الماضية سد النقص عن طريق استيراد الأطباء من الخارج اما اليوم فدخول كليات الطب في إسرائيل صعب جدا وتحتاج الى معدلات عالية وهنالك اماكن محدودة جدا الوسط العربي يبعث طلابه ليتعلمون في الخارج وعندما يعودون فهنالك اماكن عمل كافية لاستيعابهم .

موقع العرب: كونك تعلمت في الخارج كيف تغلبت على الصعوبات وهل تؤيد فكرة التعليم في خارج البلاد ؟
التعليم في خارج البلاد صعب جدا وهنالك الكثير من المخاطر بالإضافة للبعد الجغرافي عن الأهل انا أؤيد التعليم في الخارج للطلاب العرب الذين يبحثون عن هذه المهنة فالمجال سيكون مفتوحا أمامهم مع عودتهم الى البلاد .