د. إغبارية في افتتاح المؤتمر: ألإمبريالية تظهر في كل زمان ومكان بمظهر الحمل الوديع، أحيانًا باسم الديموقراطية، وأخرى بذريعة مكافحة الإرهاب، تبسط نفوذها وتفترس بأنيابها الشعوب المستضعفة وتنهب خيراتها.
شارك عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي وعضو الكنيست د. عفو إغبارية بعد ظهر اليوم السبت في إفتتاح المؤتمر الـ44 للحزب الشيوعي الأوكراييني الذي عقد في قاعة قصر ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى بالحضور، وسط العاصمة الأوكريينية كييف، وقد شارك في الافتتاح بالإضافة إلى الحزب الشيوعي الاسرائيلي الآلاف من كوادر الحزب الشيوعي الأوكراييني ومؤيِّديه، كما ويشارك في إفتتاح المؤتمر وأبحاثه ممثّلون عن 35 حزب شيوعي من جميع أنحاء العالم.
صراعات طبقية إقتصادية
هذا وتحت الأهداف المركزية بمناهضة الفاشية ومن أجل السلام والإشتراكية وتقوية التنظيم الحزبي، ألقى السكرتير العام للحزب الشيوعي الأوكراييني بيوتر سيمانينكو كلمة شاملة تطرّق فيها إلى تقرير اللجنة المركزية للحزب في مختلف القضايا السياسية العالمية والإقليمية، وأسهب في الحديث حول الجانب التنظيمي للحزب وتقويته، وتمحور جوهر خطابه حول مواجهة الهيمنة الإمبريالية التي تتربع على عرشها الولايات المتحدة الأمريكية وكيفية التصدّي لها.
وألقى د. عفو إغبارية كلمة باللغة الروسية، أكّد فيها على اعتزاز الحزب الشيوعي الإسرائيلي بدور الحزب الشيوعي الأوكراييني ونجاحاته المتميِّزة في السنوات الأخيرة، وتمنى للمؤتمر النجاح بأبحاثه وقراراته وأن يضع في سلّم أولوياته توسيع صفوفه بين جمهور الشباب.
وقال د. عفو في كلمته: "إن الحركة الشيوعية العالمية يجب أن تضع في أجندتها اليومية، التصدّي لأطماع الإمبريالية الأمريكية وعملاؤها في العالم الذين يمارسون على مدار السنة سياسة الهيمنة بالقوّة على خيرات الشعوب ومقدَّراتها، وتحويل الدول والشعوب إلى قواعد عسكرية لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية الاحتكارية. لقد قلنا طوال الوقت بأن جميع الصراعات في العالم بالأساس هي على خلفية صراعات طبقية إقتصادية تخدم بالأساس مصالح رؤوس الأموال والاحتكارات على حساب الطبقات المسحوقة، ولذلك فإن الإمبريالية تظهر في كل زمان ومكان بمظهر الحمل الوديع، أحيانًا باسم الديموقراطية، وأخرى بذريعة مكافحة الإرهاب، فتبسط نفوذها ثم تفترس بأنيابها الشعوب المستضعفة وتنهب خيراتها.
عودة اللاجئين الفلسطينيين
من هذا المنطلق على الأحزاب الشيوعية في كل بقاع الأرض أن تتمسّك بالأممية وبالماركسية اللينينية الخلاّقة والعمل على إعادة بناء الإشتراكية".
ثم تحدّث النائب عفو إغبارية عن نشاط الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي في مختلف ميادين النشاط السياسي والاجتماعي والنقابي وقال: "نحن الحزب اليهودي العربي الوحيد في إسرائيل الذي يتركّز جوهر نشاطه ضد الاحتلال وجرائمه وضد الحروب العدوانية التي تشنّها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وجيرانها العرب. وكان صوتنا هو الوحيد الذي يعلو دون غيرنا خلال نشاطاتنا السياسية ومظاهراتنا اليهودية العربية في جميع مناطق البلاد، كان آخرها في الأسبوع الماضي عندما تظاهر أكثر من 15 ألف متظاهر في قلب مدينة تل أبيب، مطالبين حكومة نتانياهو اليمينية المتطرّفة الرافضة لكل الحلول السلمية المبنية على قرارات الشرعية الدولية، بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم".
ثم تطرّق د. عفو إلى الثورات والانتفاضات الشعبية في الدول العربية مؤكِّدا على حق الشعوب بالتظاهر وتنظيم النشاطات السلمية من أجل حقّها بالحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية والعيش بكرامة إنسانية واجتماعية واقتصادية. وأشاد د. عفو ببيان الحزب الشيوعي السوري المشترك حول الموقف من الأحداث الدموية التي تجري في سوريا، مشيرًا إلى ضرورة وقف نزيف الدم والاقتتال، ومنح الحرية بالتظاهر السلمي والبدء في إصلاحات داخلية فورية، من أجل قطع الطريق أمام المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة".
هذا ويشارك د. عفو مساء اليوم السبت وغدًا الأحد في أعمال المؤتمر وسننشر لاحقًا بيانًا مفصّلاً حول قرارات المؤتمر وتوصياته.