مئير دغان رئيس الموساد سابقا:
إعادة جندي أسير بكل ثمن هو قضاء لا يمكن للدولة أن تصمد امامه فأنا اعارض الصفقة الحالية
لا يوجد في هذه اللحظة قرار بمهاجمة ايران وأنا لا اعرف خطة للهجوم في 2011 أو 2012
الجميع يعرف ماذا سيحصل في اليوم الذي ستكون فيه ايران مسلحة بقدرة نووية ويجب فحص كل بديل ووسيلة اخرى غير الحرب
ينبغي أن نعرف بأن الحرب لن تكون مع ايران وحدها، بل حرب اقليمية بمشاركة سوريا – اذا احتجنا الى ان نهاجم اهداف حزب الله في اراضيهم والتحدي الذي سنقف امامه سيكون لا يطاق
يجب أن تكون مبادرة اسرائيلية حيال الفلسطينيين، ليس لدينا سبيل آخر، وليس بسبب أنهم يوجدون على رأس اهتماماتي، بل بسبب مصلحة دولة اسرائيل ورغبتي في أن اضمن وجودها
ليس لنا قدرة على وقف البرنامج النووي الايراني ولكن توجد أدوات أخرى، غير الهجوم، يمكنها أن تعيق البرنامج النووي الايراني، بدءا بمنع المعدات والعقوبات والضغط الدولي وانتهاءا بأدوات اخرى
بعد أقل من نصف سنة من انهائه ولايته في رئاسة الموساد، ولاية حرص فيها على الحفاظ على الصمت التام، كشف مئير دغان رئيس الموساد السابق ما في قلبه خلال محاضرة قدمها في جامعة تل أبيب بالأمس. وقال مئير دغان: " من واجب كل المسؤولين السابقين أن يقولوا رأيهم". يذكر أنها ليست المرة الاولى التي يفتح فيها دغان فمه منذ أن أنهى ولايته. ولكن أمس، في جامعة تل ابيب بسط دغان رؤيته مثلما لم تسمع ابدا. وهذه أهم ما جاء في كلمته من نقاط.
مئير دغان
وقال دغان:"الجميع يعرف ماذا سيحصل في اليوم الذي ستكون فيه ايران مسلحة بقدرة نووية. مهم لي أن اعرب عن ارائي. لست مستعدا لان يكون على ضميري ما حصل في الـ 1973. الجدال هو حول سبل معالجة التهديد الايراني. يجب فحص كل بديل ووسيلة اخرى غير الحرب. على دولة اسرائيل أن تنتهج عنف الدولة، أي الحرب، في ظرفين: اذا كنت تتعرض للهجوم فأنت ملزم بالدفاع عن نفسك، والثاني هو أن تكون الحربة موضوعة على رقبتك حقا، أي أن المواجهة محتمة، والسبيل الوحيد لتقليص التهديد هو اتخاذ خطوات عنيفة. وحتى في حينه يجب النظر في الامر بكل عناية".
نتائج الهجوم على ايران
"من المهم أن نعرف ما هي نتائج الهجوم على ايران، ماذا سيحصل في اليوم التالي وأي واقع دولي ستجد اسرائيل نفسها فيه. أثر الهجوم هو الدخول في حرب اقليمية، وعندها فإنك بكلتي يديك توفر الذريعة الافضل لمواصلة البرنامج النووي. الايرانيون سيدعون: نحن تعرضنا لهجوم من دولة حسب الصحف الاجنبية لديها قدرة نووية حربية، وفي هذه اللحظة لا مفر امامي وأنا ملزم بأن ادافع عن نفسي ضد دولة لديها قدرة استراتيجية – ذريعة قاطعة بالنسبة لهم للانتقال الى برنامج نووي كبير. ينبغي أن نعرف بأن الحرب لن تكون مع ايران وحدها، بل حرب اقليمية بمشاركة سوريا – اذا احتجنا الى ان نهاجم اهداف حزب الله في اراضيهم. التحدي الاقليمي الذي ستقف امامه اسرائيل سيكون لا يطاق.
"ليس لنا قدرة على وقف البرنامج النووي الايراني – وفي افضل الاحوال فقط بالامكان تأخيره. ولكن توجد أدوات أخرى، غير الهجوم، يمكنها أن تعيق البرنامج النووي الايراني، بدءا بمنع المعدات والعقوبات والضغط الدولي وانتهاءا بأدوات اخرى. أوصي رئيس الوزراء الا يأخذ القرار بالهجوم. من المهم فحص كل البدائل المحتملة، وليس مباشرة اختيار الحرب. لا يوجد في هذه اللحظة قرار بمهاجمة ايران، وأنا لا اعرف خطة للهجوم في 2011 أو 2012".
قضية عائلة عوفر
وقال دغان عن قضية عائلة عوفر:"ليس الجميع يعرفون كل التفاصيل. الاخوان عوفر لم يخرقا أي قانون، كان هناك حظر تجاري فقط في مجالات معينة وعقوبات، ونقل بضاعة الى موانىء ايرانية ليس خرقا للقانون. يجب الاخذ بالحسبان في هذه اللحظات بان عائلة عوفر تعيل عدد كبير من العائلات الاسرائيلية، ولا أريد أن يصبح هؤلاء غير قادرين على جلب الطعام الى بيوتهم. ليس دوما الحق المطلق هو الصحيح".
مواجهة مع حزب الله
وتابع:" إن قدرات حزب الله النارية هي بمستوى قدرة دولة، بل وأكثر من قدرة بعض الدول في المنطقة. من ناحية قدرة عسكرية، فهم يصلون الى كل اراضي اسرائيل، ولن يكون هناك تمييز بين اهداف مدنية وعسكرية. اذا دخلت الحرب، فانك لن تعرف كيف ستخرج منها".
الزعامة الاسرائيلية
عن القيادة السياسية قال دغان:" التحديات امام القيادة معقدة جدا. جيلي تصدى لتحديات حرب يوم الغفران. كانت لحظات اعتقدت فيها أنني سأفقد الوطن. أعترف بأن هذا احساس ذاتي. في اللحظات الصعبة في منصبي كرئيس للموساد كنت أجري اختبارا اسميه "اختبار دان" – على اسم ابني – وأسأل نفسي اذا كنت ارسل ابني لتنفيذ المهمة. "اليوم القيادة السياسية هنا غير مسؤولة، وفي الآونة الاخيرة لا تنجح في عرض رؤيا، وأنا لا اتحدث عن الحكومة الحالية. مهم أن يحدد الزعماء الاهداف. العقل والقرار الجيد لا يرتبطان بالعمل المختار".
المفاوضات مع الفلسطينيين
"يجب أن تكون مبادرة اسرائيلية حيال الفلسطينيين. ليس لدينا سبيل آخر، وليس بسبب أنهم على رأس اهتمامي، بل بسبب مصلحة دولة اسرائيل ورغبتي في أن اضمن وجودها. اذا لم نعرض شيئا ولا تكون المبادرة معنا سنصل الى مرحلة صعبة. ينبغي القاء الكرة الى ملعب الجار، وان تكون المعضلة موجهة تجاهه. في كل الخطوات منذ 1994 (بعد اتفاقات اوسلو بقليل) اللحظات عندما بادرت دولة اسرائيل خلقت وضعا جيدا لنا". ويتناول دغان "المبادرة السعودية" التي ستحصل بموجبها اسرائيل على التطبيع الكامل مع كل الدول العربية وبالمقابل سيتعين عليها الانسحاب بشكل كامل الى خطوط 67 بما في ذلك شرقي القدس. حسب المبادرة، تقوم دولة فلسطينية مستقلة و "يتوفر حل عادل" لمشكلة اللاجئين. "يجب تبني المبادرة السعودية" يقول دغان.
اتفاق المصالحة
كما تطرق دغان ايضا الى اتفاق المصالحة بين حماس وفتح، والذي وقع مؤخرا بين المنظمات الفلسطينية وفاجأ اسرائيل. "علاقة حماس وفتح هي اشكالية وتعرض معاضل جدا عسيرة لدولة اسرائيل لان حماس لا تعترف بدولة اسرائيل، ولست واثقا من أن عرض اقتراح فوري في هذه النقطة الزمنية سيكون التوقيت الافضل". "يتعين علينا الانتظار ومتابعة منظومة العلاقات هذه، والتي لا تشكل برأيي حلفا تاريخيا. حتى اليوم حماس لا تسمح لابو مازن بالوصول الى غزة". "القول بإعادة جندي أسير بكل ثمن هو قضاء لا يمكن للدولة أن تصمد امامه. أنا اعارض الصفقة الحالية. توجد هنا معضلة عسيرة جدا. تصور ان اولئك المحررين سيضربون مرة اخرى وسيقتلون مدنيين، فكيف سيكون ممكنا التصدي لهذا الوضع؟ اذا كان ممكنا اخراجهم جميعا من حدود اسرائيل، أي غزة، عندها سيكون الوضع مختلفا.
ويقول دغان:"ثمن هذا القرار هو ثمن دموي غير بسيط. في أعقاب صفقة تننباوم معظم المخربين الذين حررناهم عادوا للقتل أو شغلوا شبكات. أحصينا 231 قتيلا اسرائيليا يمكن ربطهم بأولئك المحررين من صفقة تننباوم. فهل ينبغي عمل كل ما ينبغي. نعم. ولكن هل ينبغي للدولة أن تعطي كل شيء؟ لست واثقا. أنا اعارض الصفقة كما طرحت، ولكني لا اعارض الصفقة".
من اليمين نتنياهو ومئير دغان