اليوم لم يتبق من قيسارية سوى حطام، تلقيه الامواج مختلطاً بالاعشاب البحرية، وكأن المدينة لم يكفها ما سببته الحروب الصليبية لها من دمار
لقد قام طلاب الصفوف الرابعة والخامسة وبمشاركة الطلاب المتفوقين حوالي 150 طالب وبمرافقة مدير المركز نهاد قشوع وطواقم المربين حيث توجه الجميع الى جبال الكرمل حديقة البارون روتشيلد وقيسارية
لقد تعلموا من خلال الرحلة على معالم المدينة الرائعة
تعد مدينة قيسارية، مدينة التاريخ، وخميلة العلماء والحكماء، قطعت أبعاداً في عصور الزمن، على قصرها، تبوأت فيها مكان الصدارة، وكانت أكاديمياتها للحقوق واللاهوت عنوان شهرتها، وفعل الشيء نفسه أعلامها في انتشار شهرتهم وذيوع صيتهم في شتى أنحاء المعمورة، وعلى مر العصور والأجيال
فقد تعرف الطلاب على الحضارة التاريخية لهذه المدينة الجميلة
أثار قيسارية اليوم لم يتبق من قيسارية سوى حطام، تلقيه الامواج مختلطاً بالاعشاب البحرية، وكأن المدينة لم يكفها ما سببته الحروب الصليبية لها من دمار، حتى انبرت جحافل الطبيعة تعبث بما تبقى، مما لم تعبث به جحافل الغزاة، إذ تعرضت الى عدد من الزلازل خسفت بالكثير من آثارها، وليت الأمر انتهى عند هذا الحد، فقد دأبت أيدي الخراب تطاردها من كل صوب وحدب، ويقال: إن السلطان (الظاهر بيبرس) نقل الكثير من أعمدتها ورخامها الى مصر، لاستعمالها في منشآته العمرانية هناك، وحذا حذوه العديد من أتى بعده من سلاطين المماليك، ويعزى الى والى عكا (أحمد باشا الجزار) انه عندما شرع في اقامة مسجده الكبير في عكا، استعمل في ذلك حجارة أطلال قيسارية ورخامها، ودأب الاعراب على اقتلاع الاعمدة الرومانية من اماكنها ليثبتوا بها أكواخهم… إلا انه على الرغم من هذا وذاك، فآثار قيسارية الرومانية لا تزال مرئية، حجر الصوان في الميناء، ومبنى هنا وعامود هناك، ولكن الرمال المتراكمة غطت المدينة الرومانية، كما أن فعل تلاطم الامواج جعل أجزاءً كثيرة من الميناء تتساقط في البحر