اشتمل الأسبوع على عرض أعمال الطلاّب الإبداعيّة حول القصص التي قرأوها
تم يوم السبت 5/7 اختتام أسبوع اللغة العربية ومسيرة الكتاب في مدرسة العبهرة الابتدائية في قرية عين ماهل بكرنفال احتفالي تخللته فرحة عارمة وسرور كبير بدا على وجوه الطلاب والضيوف، ولعلّ ما زاد من الفرحة هو تزامن عام اللغة العربية مع تأسيس المدرسة هذه السنة .
يأمل مدير المدرسة الأستاذ رائد حبيب الله وهيئته التدريسية أن يكونوا قد أنصفوا اللغة العربية في عامها هذا وأوفوها حقّها، ويدرك أنّ هذا العام هو بداية لطريق رحب وواسع في سبيل رفع مكانتها وتعزيزها عند الطلاّب، فمنذ افتتاح المدرسة وضع مديرها أهميّة تعليم اللّغة العربية نصب أعينه كونها أساس لفهم وتعليم باقي المواضيع, فكان الدّعم والمساهمة في إنجاح هذا العام.
أعمال الطلاّب الإبداعيّة
وإيماناً من مركّزة اللغة العربية المعلّمة رماح حبيب الله بأهميّة تعليم اللغة العربية فإنّها ترى أوّلاً وقبل كلّ شيء أنّ يحب الطالب لغته ويعشقها ويسمو بها, فبادرت إلى وضع خطّة عمل متقنة تهدف إلى تعزيز روح القراءة عند الطالب وتنشئة جيل قارئ ومبدع, وعملت مع طاقمها, طاقم اللّغة العربية, المؤلّف من المعلّمات خيرة مصالحة, غزالة حبيب الله وفاطمة أبوليل، على انتقاء نصوص شيّقة بعناية فائقة، وتدريب الطلاّب على القراءة والكتابة من خلال هذه النّصوص.
وكان تأسيس مكتبة مدرسية من أوّل إنجازات المدرسة، ممّا أتاح الفرصة للطلاّب الرّجوع إلى أحضان الكتب والمطالعة, وبدأت تشع مواهب الطلاّب من خلال الفعاليّات الإبداعيّة التي أعطيت لهم حول قراءة القصص, فكان إصدار مجلّة "باكورة العبهرة" إنجاز آخر مهم، والتي اشتملت على كتابات الطلاّب الإبداعية وتأليف القصص، وخصّص قسم منها لبعض تعابير اللّغة المتنوّعة والجميلة، ليتسنّى للطالب الغوص في بحر تعابيرها والتمتّع برقّة جمال الكلمة في اللّغة العربية.
وفي أسبوع حافل بالهمّة وتكاتف الجهود العظيمة من قبل الهيئة التدريسية وكل العاملين فيها توجّت المدرسة "عام اللّغة العربيّة ومسيرة الكتاب" الذي ابتدأ يوم الثلاثاء 5/3 واستمر حتى يوم السبت 5/7، اشتمل الأسبوع على عرض أعمال الطلاّب الإبداعيّة حول القصص التي قرأوها, بالإضافة إلى تجسيد شخصيّات الأدباء وبناء المجسّمات وتمثيل القصص وتأليف الأشعار والقصائد, وتصميم دعايات انتخابية لكل قصّة وعرضها ليتم انتخاب أفضل قصّة, وأجريت المسابقات في اللّغة العربية بين الصفوف, وقد زار المدرسة ثلّة من الأدباء والشّخصيّات الهامّة اللّذين كان لهم دور في رفع مكانة اللّغة، وتم تكريمهم, ومن بينهم الكاتب المؤلّف "مفيد صيداوي"، الذي قدّم في أوّل أيّام أسبوع اللّغة يوم الثلاثاء 5/3، محاضرة قيّمة للأهل بعنوان "دور الأهل في تنمية حب القراءة عند الأبناء"، ومن ثم تجوّل بين صفوف الثواني اللذين اختاروا قصصاً من تأليفه, أبرزها "لماذا تختلف ألوان البشر" و "غندورة وحبّوب".
أمّا د. محمد خليل فقد حلّ ضيفاً مرحّباً به يوم الأربعاء 5/4 خاصّة في صفوف الخامس والسادس, بعد قراءة قصّته "بيّارة جدّي"، التي تركت بصمات رائعة في نفوس الطلاّب وأعادتهم إلى جذور أجدادهم وأرضهم, حيث تمّ مناقشة القصّة معه وطرح الأسئلة عليه, وأكّد أهمية الإبداع عند الطالب والإصرار والعزيمة، والابتعاد عن العنف، وتجدر الإشارة بأنّ قصّته " بيّارة جدّي" حصلت على المرتبة الأولى في انتخاب أفضل قصّة للصف السادس 2.
القراءة وفهم المقروء
ثالث أيّام الأسبوع 5/5 استقبلت المدرسة ضيفان مهمّان إذ كان لهما دور كبير في تنشئة أجيال صالحة, هما مدير المدرسة المتقاعد الأستاذ المربّي نافع خطيب والذي ألقى محاضرة للطلاّب بعنوان "أنا واللّغة العربية", عن تجربته كمدرّس للغة العربية، وكيفية رعايته كمدير لسنوات طويلة وتشجيعه الطلاّب على القراءة والإبداع, وكذلك قام الشيخ حسام أبوليل والذي له الدور في تنشئة جيل محب للغة العرابية من خلال التشجيع على قراءة وحفظ القرآن الكريم, بتقديم محاضرة لصفوف الخوامس بعنوان "القرآن واللّغة العربية".
أمّا مسك الختام فكان يوم السبت مع الدّكتور محمد حبيب الله المحاضر والباحث في القراءة وفهم المقروء، حيث قدّم محاضرة للأهل بعنوان "لغتي هويّتي", أوضح فيها بأنّ ناقوس الخطر بدأ يهدّد لغتنا العربيّة بسبب تداخلات أجنبيّة, وحاول التحذير من مغبّة هذا التداخل, كما وأشاد بعمل طاقم اللّغة العربيّة والهيئة التدريسية في المدرسة. ثمّ واصل الحضور برنامجهم باستقبال طلاّب المدرسة العائدين من مسيرة كرنفالية مهيبة برعاية لجنة أولياء أمورالطلاب،حيث جابت المسيرة شوارع حي العبهرة، رفع بها الطلاب الشّعارات عن اللّغة العربيّة ونادت وحثت على القراءة.
وابتدأ البرنامج بآيات عطرة من القرآن الكريم، ثم تلتها كلمات لمدير المدرسة رائد حبيب الله، رئيس المجلس المحلي أحمد حبيب الله، ورئيس لجنة أولياء أمور الطلاب وليد أبوليل، وتخلّل البرنامج أشعار ومسرحيّات من تقديم الطلاّب وإبداعهم والزّجل والشّعر باللّهجة البدوية.
أختتم هذا اليوم بدبكة شعبيّة احتفالاً بعرس الكتاب, شارك فيها الأهل والطلاّب والمعلّمين وكل العاملين في المدرسة, وتشابكت الأيادي واهتزّت أرض المدرسة بضربات الأقدام إجلالاً واحتراماً للّغة، بعد أن تعهّد الطلاّب بالحفاظ عليها والتفاخر بها والعمل على نشرها. فما أجمله من يوم يليق بأجمل لغة، لغة الضّاد.