الخطوة تعتبر انجازا عظيما لادارة اوباما والبيت الابيض وتضمن له حظا وافرا في كسب الانتخابات الرئاسية المقبلة
نطالع في صحف الاربعاء البريطانية عدة مقالات منها ما تشكك من النسخة الامريكية وتفاصيل مقتل بن لادن ومنها ما تسخر، في حين ان جميعها شهد ان مثل هذه الخطوة تعتبر انجازا عظيما لادارة اوباما والبيت الابيض وتضمن له حظا وافرا في كسب الانتخابات الرئاسية المقبلة دون شك. الا ان النسخة الامريكية الصادرة عن البيت الابيض والتي اعلنت تفاصيل مقتل بن لادن حرفت وعدلت مرارا وعلى اكثر من صعيد جعل الكثير من المعلقين هنا في بريطانيا يتشككون من مصداقيتها. ضف على ذلك زعم البيت الابيض ان بحوزتها صورا تكون دليلا على مقتل بن لادن الا انها فظيعة للغاية لا يمكن عرضها للعامة الذي الحق ساعات قليلة بعد ذلك باعلان السي اي ايه ان صورة لجثة بن لادن سيتم نشرها في المستقبل القريب, تكون دليلا على مقتله.
اما النسخة الامريكية المبلبلة التي نجحت في لخبطة حتى وزير الاعلام في ادارة اوباما جي كورني قيل انها اعتمدت بالاساس على معلومات غير دقيقة اوردها الاستشاري في مكافحة الارهاب جون ببرنان. فقد تراجع البيت الابيض عن اقواله بان بن لادن كان مسلحا وقت مقتله, وانه استخدم زوجته كدرع بشري طالبها بافتداءه, وتراجهت الادارة الامريكية عن زعمها مقتل زوجة بن لادن واكتفت بالقول انها اصيبت وتم احتجازها مع عدد من اولاد بن لادن. ان هذه البلبلة في البيان الامريكي كان سببا في مطالبتها بشريط مصور او صور تؤكد مقتل بن لادن وتنهي جميع الاقاويل المشككة بمقتله ونظريات انه ثمة مؤامرة ما من وراء خبر كهذا. كان الرد الامريكي صادر عن البيت الابيض يؤكد ان ثمة بحوزته صورا لجثة بن لادن غير انه لم يتسن نشرها لفظاعة ما فيها وخوفا من ان يساء فهمها فتكون عاقبة غير محمودة. غير ان هذا الرد الحق برد مختلف تماما صارد عن وكالة الاستخبارات الامريكية السي اي ايه ساعات قليلة بعد اعلان البيت الابيض, يقول ان الوكالة ستقوم بنشر صور لجثة بن لادن.
التشكيك والسخرية
ان التخبط في الموقف والبيان الامريكيين ساق كثير من المحللين الى التساءل بل والتشكيك وحتى السخرية. فقد علق كثيرون على منح الادارة الامريكية الفرصة لهؤلاء المشككين بمصداقية خبر مقتل بن لادن اذ تأخر قدوم الدليل الملموس على مقتله والذي اقتصر على تأكيدات لتطابق الحمض النووي المأخوذ من جثته مع ذلك التابع لشقيقته. فلم يحظ الاعلام بتتويج اخباره عن الموضوع بصورة تؤكد مقتل بن لادن. من ناحية اخرى تساءل احد المحللين عن سبب موافقة الولايات المتحدة على القاء الجثمان في البحر, واعتبره منح التربة الخصبة لتكون النظريات المشككة بمصداقية الاعلان الامريكي. وفي الوقت الذي تساءل في العديد عن سبب اختيار الولايات المتحدة دخول العملية عن طريق انزال عامودي لمجموعة ملثمة بالقرب من الفيلا وانها لم تقصف الفيلا من الجو خصوصا وان التعليمات افادت بقتله لا باحتجازه (بن لادن). وفي الخلاصة قيل (توبي هارندن محرر في الديلي تلغراف) انه لربما لن نتمكن من معرفة ما حصل تماما في ابوت اباد الاثنين ولكن باستطاعتنا تخيل بعض النظريات او الامكانيات.