من المتحتمل ان يكون ثمة هنالك رد للثأر ولكنه يرجح ان يكون من مجموعات متطرفة موجودة في الغرب لا علاقة مباشرة لها مع تنظيم القاعدة
تدافعت وتزاحمت التقارير الصحافية في صحف الثلاثاء البريطانية بين مقالات تحليلية واخرى تقريرية معلوماتية وحتى رسومات كريكاتيرية حول النبأ الذي سكرت الولايات المتحدة فرحا لسماعه والذي جاء بالامس ليعلن مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على ايدي القوات الامريكية في عملية خاصة شنتها على فيلا قيل سكنها بن لادن في ابوت اباد الباكستانية بالقرب من العاصمة الباكستانية اسلام اباد. وخرج الكاتب والصحافي مبعوث صحيفة الاندبندنت ومراسلها في الشرق الاوسط, روبرت فيسك بثلاث مقالات هذا الصباح حول مقتل بن لادن استذكر في احدها لقاءاته معه وفي واحدة راجع ما وصفه باخطر لحظات حياته بيت اخطر الرجال في العالم حينما دعاه بن لادن الى الانخراط الى صفوف تنظيمه على حد قول فيسك او على الاقل على حد تفسيره لعبارات بن لادن حول حلم احد "الاخوة" الذي رأى فيه ان فيسك قادم اليهم على متن حصان وقد ارتدى عباءة مثلهم واطلق لحيته كما هو الحال معهم وان هذه سيمات المسلم الجيد.
حملة ترويجية
ان تفسير فيسك لهذه العبارات كان ان بن لادن يدعوه الى الاسلام والانخراط في صفوف تنظيمه وقد علل اللجوء الى هذا التفسير بالقول ان اسلام صحافي اجنبي معروف مراسل لصحيفة بريطانية شهيرة وانضمامه الى بن لادن سيكون حملة ترويجية قاسمة لصالح بن لادن وتنظيم القاعدة. الا ان الثقة التي منحها بن لادن لصحافي انجليزي كفيسك والتي نجمت عن لقائه اياه والموافقة على اجراء مقابلة صحافية معه امر وانضمام فيسك الى القاعدة امر اخر. وفي هذه الحال كان رد فيسك سريعا رافضا الدعوة بكل ادب وحذر قائلا بانه ليس مسلما وانما هو صحافي ينقل الحقيقة كما هي. فابتسم بن لادن رادا بان التزام الحق والحقيقة دليلا على صلاح المسلم. اما المقالة الثالثة لفيسك لصباح الثلاثاء فكانت تحليلية تناولت مقتل بن لادن بكل ما حف من غرابة من زوايا عدة.
مقتل بن لادن
فقد قال في مستهل مقالته ان مقتل بن لادن ثم من ذي قبل على ايدي الملايين المسلمة التي خرجت الى شوارع البلدان العربية لتطيح بالطغاة والدكتاتوريين الذين ترأسوا سدة حكمها. فقد اعلن الملايين من الشبيبة شهادتهم وفداءهم ,لا للاسلام على حد تعبير فيسك ولا في سبيل بناء دول اسلامية وخلافة اسلامية كما طمح بن لادن بل بحثا عن الحرية وديمقراطية والكرامة. هذه الملايين اعلنت مقتل بن لادن وتنظيمه من قبل ان تطاله رصاصة امريكية وحيدة التي اصابته في الرأس فاردته قتيلا كما زعم. ثم يذهب فيسك الى طؤح واحدا من الاسئلة التي لم ولن يتسن له ان يطرحها على بن لادن وقد قتل, وهو ما هو موقفه حين كان يرى على شاشات التلفزيون ملايين المصريين ملسمين ومسيحيين وقد تكاتفوا لاسقاط الطاغوت مبارك؟ هؤلاء المسيحيين الذين تلذذ رجال بن لادن بذبحهم على حد قول فيسك.
الفرحة العارمة
ثم اعرب فيسك عن الغرابة التي حفت اغتيال بن لادن. عن اسباب قتله لا اعتقاله او القاء القبض عليه. لم لم تحضره القوات الامريكية الى العدالة والمحاكمة لم تم التخلص منه بهذا الشكل؟ وعما هو اغرب, القاء جثته في البحر. الم يبق في الارض متسعا لدفن جثة بن لادن فالقيت في البحر؟ من ناحية ثانية قال فيسك انه قد تلقى اتصالاته من اصدقاء عرب رجحوا ان من قيل انه اغتيل هو شبيه بن لادن لا بن لادن نفسه. فعلق فيسك قائلا ان مثل هذه الانباء لن تخبأ طويلا ولن تمكث في الظلام الا قليلا, ولن تلبث القاعدة حتى تصدر شريطا صوتيا او مصورا لزعيم تنظيمها بن لادن يبطل به الباطل الذي تزعيمه الولايات المتحدة هو مقتله, وفي هذه الحالة سيفور الرئيس الامريكية باراك اوباما بشهادة او رخصة خسارة مبكرة للانتخابات الرئاسية المقبلة. كما واشار فيسك الى الفرحة العارمة التي عمت شوارع الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم لدى سماع نبأ مقتل بن لادن, وتعقيبات زعماءها امثال كامرون ونتانياهو الذي وصف اغتيال بن لادن بالانتصار المدوي. غير ان فيسك يعلق بالقول دعونا نبتهل بان لا يكون هنالك "انتصارات مدوية" اخرى معللا ان هذا الانتصار جاء في اعقاب مقتل 3000 امريكي قتلوا في احداث الحادي عشر من سبتمبر, 2001 ومقتل مئات الالاف من المسلمين في العراق وافغانستان وبعيد مطاردة طالت عشر سنوات طويلة.
اما عن رد التنظيم ثأرهم لمقتل بن لادن فيقول فيسك انه من المتحتمل ان يكون ثمة هنالك رد ولكنه يرجح ان يكون من مجموعات متطرفة موجودة في الغرب لا علاقة مباشرة لها مع تنظيم القاعدة!
كماو اشار فيسك في مقالته الى ان الاستخبارات الباكستانية لطالما عرفت بمقر بن لادن وانها قد خانته وسلمته الى ايدي الامريكيين.