النائب عمير بيرتس عن حزب العمل في حوار حصري لموقع العرب:
"أزور مروان البرغوثي كل بضعة أشهر في سجنه وأنا أؤمن بأنه سيطلق سراحه في صفقة شاليط"
"أعتقد أن مروان البرغوثي قادر على توحيد فتح وحماس لأنه رمز للشعب الفلسطيني ولذلك أنا أؤيد اطلاق سراحه واطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين حتى اولئك الملطخة اياديهم من أجل اطلاق سراح شاليط"
"أثق بنفسي وبقدراتي واعلاني بشكل رسمي خوض الانتخابات لرئاسة حزب العمل لم يكن صدفة"
"لقد تجولت في كل المدن والبلدات في اسرائيل على مدار شهرين وعدت بانطباعات دفعتني الى اتخاذ قراري بالترشح لرئاسة الحزب الذي دمره ايهود براك على المستويين التنظيمي والديمقراطي"
"نتنياهو يقود اسرائيل الى الهاوية وسياسته عزلت البلاد دوليا إنه ذئب متخف بلباس خروف"
"تصريح هيرتسوغ لا قيمة له وانا افتخر بأن أصلي مغربي ولا أخفي انني رضعت من مسلمة مغربية بعد ولادتي على اثر تعرض أمي لوعكة صحية ولن أعتذر عن ذلك"
"انا ضد شن حرب على غزة ولكن من جهة أخرى يجب حماية مواطني البلاد من الصواريخ وتهديدات براك باسقاط حماس في غزة لا قيمة لها"
"فلنفرض اننا اسقطنا حماس. من سيتولى حينها قيادة القطاع والمسؤولية عليه؟ اسرائيل؟ حركة فتح الضعيفة؟ قوات دولية؟ هل جننتم؟"
القبة الحديدية ستتحول عاجلا أم آجلا الى اداة ستفرض حراكا دوليا عندما تدرك حركة حماس وحزب الله ان الصواريخ "الجراد" "والكاتيوشا" التي بحوزتهما أصبحت لا تساوي شيئا فتتجهان الى التفاوض
"كلي أمل بآلا يخرج المواطنون العرب الى الشارع كما يحدث في الدول العربية لان ليبرمان حينها سيكون الرابح الوحيد"
"مصر حرة في قراراتها وإذا أرادت ان تجدد علاقاتها مع ايران على مستوى تجاري واقتصادي وفي مجالات اخرى فهذا من حقها لكن المشكلة الحقيقية ستكون إذا ارادت مصر ان تكون حليفة عسكرية لايران
في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب كشف عمير بيرتس النائب في الكنيست الإسرائيلي وأحد أبرز المرشحين لرئاسة حزب العمل في الانتخابات الداخلية للحزب والتي ستجري في مطلع أيلول القادم، كشف انه يزور كل بضعة أشهر وبشكل دائم الأسير مروان البرغوثي القيادي البارز في حركة فتح القابع في السجون الإسرائيلية منذ 15 ابريل من عام 2002 والذي حكم عليه القضاء الإسرائيلي بالسجن المؤبد 5 مرات. وقال النائب عمير بيرتس إنه "يؤمن بأن مروان البرغوثي سيدرج في قائمة الأسرى المحررين ضمن صفقة الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط ".
وجاءت أقوال النائب بيرتس في رده على سؤال حول معلومات وصلتنا من مصادر رفيعة المستوى تؤكد بأنه يزور القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي في سجنه بشكل دائم، المعلومات التي أكدها بيرتس من خلال تصريحاته لموقع العرب وأضاف:"أعتقد أن مروان البرغوثي قادر على توحيد فتح وحماس لأنه رمز للشعب الفلسطيني، ولذلك أنا أؤيد اطلاق سراحه واطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين".
وسألت عمير بيرتس في السياق ذاته:
هل تؤيد إطلاق سراح من تطلق عليهم اسرائيل تسمية "أسرى ملطخة أياديهم بالدماء" أيضا مقابل الإفراج عن شاليط؟
"نعم أنا أؤيد إطلاق سراحهم دون استثناء. في اعتقادي ان مروان البرغوثي سيكون احد القادة الفلسطينيين المؤثرين والذين من الممكن أن نتوصل معهم الى اتفاقيات وتسويات مختلفة. أنا أعرف انه يؤيد سياسية الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، واعتقد انه سينجح في توحيد الصف الفلسطيني وإحداث التغيير في منطقة الشرق الاوسط".
ما هو مدى تقييمك لحظوظك للفوز برئاسة حزب العمل في الانتخابات التي ستجري في ايلول المقبل في ظل وجود عدد من المرشحين الأقوياء؟
"أنا أثق بنفسي وبقدرتي، واعلاني بشكل رسمي خوض الانتخابات لرئاسة حزب العمل لم يكن صدفة. فقد تجولت في كل المدن والبلدات في اسرائيل على مدار شهرين، وعدت بانطباعات دفعتني الى اتخاذ قراري بالترشح لرئاسة الحزب الذي دمره ايهود براك على المستويين التنظيمي والديمقراطي. فأنا وغالب مجادلة وايتان كابل ودانيئيل بن سيمون المجموعة التي أطلق عليها اسم "متمردو حزب العمل" لم نقبل ان نكون في حكومة نتنياهو الذي قاد اسرائيل وما زال يقودها الى اسوأ فترة في تاريخها، وجعلها تعيش في عزلة دولية شديدة ، ولم نقبل بما عرضوه علينا، وقبلنا بأن ندفع الثمن لأننا نتمسك بأيديولوجيتنا ومبادئنا السياسة التي قام عليها حزب العمل الذي دمره براك. الآن بعد أن ترك براك الحزب أصبحت الفرصة مواتية لتجديد دماء الحزب والنهوض به مرة أخرى، ولذلك رفضت وزملائي الثلاثة الانشقاق عن حزب العمل لنعمل من اجله".
هل برأيك أن ما كشفه موقع ويكليكس حول تصريحات بوجي هيرتسوغ وزير الرفاه السابق زميلك في حزب العمل والذي وصفك ب "المغربي" وكشف عن تمييز عرقي ضدك – هل برأيك سيؤثر هذا التصريح على حظوظك وحظوظه على اعتبار انه سينافسك على رئاسة الحزب؟
"هذا تصريح لا قيمة له. انا مغربي الأصل وأنا فخور بأصلي وفخور بالمكان الذي جئت منه. معروف عن المغرب انه بلد سلام يعيش به المسلمون واليهود بسلام وآمان سوية، ومعروف ان اليهود عاشوا في المغرب قبل المسلمين والمسيحيين. لقد رضعت من مسلمة مغربية عندما ولدتني امي وشعرت بوعكة صحية ولم تكن قادرة على إرضاعي ولن اعتذر عن ذلك. يؤسفني أيضا ما كشفه ويكليكس من تصريحات لزملائي من حزب العمل حول اتفاقية اوسلو وكيف انها تضر بهم في الوقت الذي اتمسك انا فيه باتفاقية اوسلو وأثق بها، لأنني أؤمن بأن على رجال السياسة تغيير الواقع لا ملاءمة أنفسهم للواقع. في عام 1984 كنت رئيسا لبلدية سديروت وكنت حينها أدعو لإقامة دولة فلسطينية، وذلك لأنني أسعى الى تغيير الأفكار المسبقة لدى أبناء شعبي، وقمت حينها بدعوة طلاب من مدينة الطيبة للمبيت والعيش في سديروت لدى طلاب يهود لتعميق العلاقات والتعايش بينما بادل الطلاب اليهود الطلاب العرب بنفس الخطوة وسافروا الى الطيبة وعاشوا هناك نفس المدة. أنا أؤمن بالسلام وبتشكيل تحالف دائم مع الوسط العربي".
كيف سينعكس انتخابك كرئيس لحزب العمل على المواطنين العرب في البلاد؟
"سأشكل كتلة مانعة ضد القوانين العنصرية في الكنيست، وأنا اعتقد ان وجود وزراء عرب في الكنيست سيكون مفيدا على جميع الأصعدة. اعتقد أن الأغلبية التي لا تنجح في التعامل مع الأقلية ستفقد شرعيتها ما دامت الأقلية مظلومة وتتعرض للممارسات العنصرية. على المواطنين العرب أن يشعروا بالانتماء للبلاد ومؤسساتها من خلال دمجهم في اسواق العمل، وفي الشركات الحكومية والاستثمار في المدن والبلدات العربية وتطويرها، وتخصيص ميزانيات تتراوح ما بين 4-5 مليون شيكل، اضافة الى الميزانيات المخصصة من قبل الوزارات لتوفير السكن للأزواج الشابة ومعالجة قضايا الشباب العرب. في اعتقادي ان حضور الوزير السابق غالب مجادلة في الكنيست الاسرائيلي عاد بالفائدة الكبيرة على الوسط العربي، لأن مجادلة كان دائما يطالب وزراء الحكومة بعدم اهمال الوسط العربي والتعامل معه بمساواة في قضايا المجالس المحلية والميزانيات والتربية والتعليم بالتحديد. كان لوجود مجادلة تأثير كبير، فحتى الوزراء ولكي يمنعوا مجادلة من مقاطعة خطاباتهم من على منصة الكنيست كانوا يبلغونه خلال عرضهم للمشاريع المختلفة المقترحة بوجود بند يضمن للوسط العربي حق وحصة كأي وسط في البلاد. اعتقد ان العنصرية والتمييز واستمرارهما ومواصلة التضييق على المواطنين العرب، سيخلق جوا مشحونا مليئا بالاستياء والعدائية من قبل المواطنين العرب ضد الدولة، والحكومة الحالية برئاسة نتنياهو تقود البلاد الى الهاوية فنتنياهو ذئب متخف بلباس خروف. حكومته جلبت ضررا كبيرا لإسرائيل".
كونك أشغلت منصب وزير الأمن في حكومة ايهود اولمرت- هل تتوقع اندلاع حرب في المنطقة في هذا العام وهل تؤيد حربا على حماس في غزة كما يتوعد براك؟
"انا ضد حرب على غزة ولكن من جهة أخرى يجب حماية مواطني البلاد من الصواريخ. إن تهديدات براك باسقاط حماس في غزة لا قيمة لها. فلنفرض اننا اسقطنا حماس. من سيتولى حينها قيادة القطاع والمسؤولية عليه؟ اسرائيل؟ حركة فتح الضعيفة؟ قوات دولية؟ هل جننتم؟ لقد طالبت كوزير للأمن يؤمن بالسلام بتوفير ملاجئ لكل المواطنين، وقد تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب ذلك، وقد قلت إنه علينا حماية المواطنين وأقمنا ملاجئ بعد ان خصصت الميزانيات، وطلبت كوزير للأمن توفير منظومة لاعتراض الصواريخ التي تطلقها الفصائل من القطاع، وبدأ العمل على القبة الحديدية التي بإمكانها اليوم اعتراض كل الصواريخ. اعتقد ان القبة الحديدية ستتحول عاجلا أم آجلا الى اداة ستفرض حراكا دوليا عندما تدرك حركة حماس وحزب الله ان الصواريخ "الجراد" "والكاتيوشا" التي بحوزتهما أصبحت لا تساوي شيئا فتتجهان الى التفاوض. وانا لست ضد المفاوضات مع حماس لان مجرد قبولها التفاوض معنا معناه انها تعترف بنا. لست مخولا بالتدخل في شؤون الشعب الفلسطيني ولست مخولا بالتدخل باختياراته، ولكن من جهة أخرى يجب علينا الدفاع عن مواطنينا ونحن نعرف جيدا ان هناك انشقاقا في حماس، وان عددا من الفصائل تتصرف بمفردها لتثبت قوتها لقيادة حماس في القطاع ترجمة للنزاعات بداخل الحركة، ونحن نعرف ان هذه الفصائل متطرفة جدا وتهدد اسرائيل وقيادة حماس تحاول منعها، ولذلك فإن القبة الحديدية هي اجابة لكل الصواريخ التي تهدد الفصائل باطلاقها على تل أبيب واشدود. إن ما قام به أبو مازن وسلام فياض اثبت نجاعته وانا اعتقد ان طريق الارهاب سيضعف الشعب الفلسطيني، بعد ان اثبتت ابو مازن وسلام فياض ان الشعب الفلسطيني يعرف جيدا الطريق نحو السلام من خلال مساعيه الدولية وتحركاته الدبلوماسية، وكلي أمل ان تتعلم حركة حماس من ذلك وان لا تصرف أموالا على التسلح في الوقت الذي بإمكانها صرفها على تطوير غزة ومنشئاتها".
هل هنالك تخوف في اسرائيل من امكانية خروج العرب في البلاد الى الشارع والاحتجاج على القرارات العنصرية والتمييز بحقهم بتأثير مما يحدث من ثورات في الدول العربية وما حققته هذه الثورات حتى الآن؟
"كلي أمل بأن لا يحدث ذلك لأن الكاسب حينها سيكون ليبرمان الذي يتمنى حدوث ذلك ويريد ان يخرج المواطنون العرب الى الشارع لالقاء الحجارة وخلق أجواء الفوضى وفلتان امني. حينها سيقول ليبرمان لشعب اسرائيل امام هذا المشهد – هل ترون؟ لقد قلت لكم منذ من البداية أنهم كذلك- عندها سيحقق ليبرمان مكسبا سياسيا وسيحصد المقاعد في البرلمان الإسرائيلي، وبالتالي يجب عدم الانجرار وراء استفزازات ليبرمان المتكررة".
هل تتابع اسرائيل بقلق التحول الايجابي في العلاقات المصرية الايرانية في الأسابيع الاخيرة وخصوصا بعد الأنباء التي كشفت اليوم عن مفاوضات لاعادة السفير المصري الى طهران؟
"نحن لا نتدخل بسياسات الدول العربية، مصر حرة في قراراتها وإذا أرادت ان تجدد علاقاتها مع ايران على مستوى تجاري واقتصادي وفي مجالات اخرى فهذا من حقها، لكن المشكلة الحقيقية ستكون إذا ارادت مصر ان تكون حليفة عسكرية لايران. في اعتقادي ان هذا لن يحدث لأن مصر مثلت دوما الطرف المعتدل في العالم العربي وهي أم الدول العربية، ودولة كمصر لن تنجر وراء ايران لأن شعبها يحترم نفسه وهو شعب لديه حضارة وثقافة ومواقف. مصر ليست حماس وحزب الله. كلي ثقة بأن القيادة العسكرية في مصر تعرف جيدا مدى اهمية اتفاقية السلام مع اسرائيل وتعرف ان عليها الالتزام بها".